حالة من الهلع تنتاب مربى الحيوانات الأليفة، بعد الانقسام فى الدراسات والنتائج التى تقول بعضها إن الحيوانات الأليفة مصدر لنقل فيروس كورونا القاتل المتفشى فى مختلف ربوع العالم، ما دفع الكثير من مربى الحيوانات إلى التخلى عنها ووضعها فى الملاجئ المخصصة لذلك أو فى الشوارع وهو ما ترتب عليه أيضا ازدحام ملاجئ الحيوانات ولجوؤئها إلى فكرة القتل الرحيم لتخفيف الأعباء.
وسرعان ما خرجت منظمة الصحة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان والعديد من الخبراء والمختصون البيطريون لتكذيب تلك الأساطير، معلنين ان الإنسان هو مصدر العدوى بينه وبين ابناء جنسه وإلى الحيوانات من جانب آخر.
وأكد علماء وأطباء بيطريون صينيون أن 15% من القطط التي أُجريت لها اختبارات في مدينة ووهان مسقط رأس الوباء العالمي مصابة بالفيروس، ما يعني أن الإنسان لم يعد المصدر الوحيد الذي ينقل كوفيد 19.
وقام العلماء في معهد ووهان للفيروسات وجامعة هواتشونج للعلوم الزراعية، بإجراء اختبارات على عينات من الدم أخذت من 102 قطة بعد تفشي فيروس كورونا، وعينات أخرى من 39 قطة قبل تفشي الفيروس، وتوصلوا إلى أن القطط لم تكن حاملة للفيروس قبل تفشيه، لكن 15 قطة من أصل 102 قطة أخذت منها عينات بعد تفشي الفيروس تبين أنها مصابة به، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وخلصت النتائج إلى أنه وبحسب التحاليل السابقة، يمكن للقطط أن تصاب بكورونا، وأثبت ذلك من خلال الكشف عن أجسام مضادة مصلية محددة، بحسب البيان، وفي الخلاصة أكدت الأبحاث أن كورونا قد أصاب القطط في ووهان أثناء تفشي المرض.
ومن جابنها ، قالت شبكة سى إن إن الأمريكية إن نمرا يبلغ من العمر 4 سنوات فى حديقة حيوان برونكس فى نيويورك جاءت نتيجة اختباره للإصابة بفيروس كورونا إيجابية.
وقالت سى إن إن أنه أول نمر تعلن إصابته بفيروس كورونا الذى عادة ما ينتقل بين البشر، وذك وفقا للمختبرات الوطنية للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية.
وقال بيان صحفي من حديقة الحيوان إن النمر المسمى ناديا وشقيقتها أزول ونمران من آمور وثلاثة أسود أفريقية "أصيبوا بسعال جاف ومن المتوقع أن يتعافى الجميع".
وعلى الجانب الآخر، تأتى تكذيبات المنظمات العالمية المتخصصة فى حقوق وصحة الحيوان، حيث نفت منظمة الصحة العالمية "الاسطورة الخبيثة حول نقل الكلاب والقطط فيروس كورونا للبشر"، وقالت أنه حتى الآن لا يوجد دليل على أن الحيوانات مثل الكلاب أو القطط يمكن أن تصاب بالفيروس المستجد، ولم تسجل حالات بشرية أصيبت نتيجة عدوى من حيوان أليف.
وكان قد انتشرت العديد من الانباء حول العثور على كلب مصاب بكورونا في هونج كونج، والكلب كان ايجابيا بعد بقائه مع أصحابه الذين كانوا مرضى بالفيروس، ولم يظهر الكلب أي علامات سريرية للمرض، وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة العالمية لصحة الحيوان، وتقول المنظمة إنه لا يوجد دليل على أن الكلاب يمكن أن تنشر المرض.
وتنصح المنظمة أصحاب الحيوانات الأليفة المصابين أو المعرضين للإصابة بالفيروس التاجي لتجنب الاتصال الوثيق بحيواناتهم الأليفة وتولية عضو آخر في الرعاية المنزلية للحيوانات، حتى لا "ينقلوا هم" الفيروس إلى حيواناتهم، وإذا كان يجب عليهم رعاية حيوانهم الأليف ، فيجب عليهم الحفاظ على ممارسات النظافة الجيدة وارتداء قناع الوجه إذا أمكن.
وفى مواجهة هذا الجدل، سلطت دراسة أجراها معهد "فريدريش لوفلر"الالمانى، المعني برصد الأوبئة الحيوانية في ألمانيا، الضوء على إمكانية انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد من الحيوان إلى الإنسان وبالعكس.
وتوصل الباحثون في المعهد بعد سلسلة اختبارات إلى نتيجة مفادها أن الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب لا تنشر فيروس كورونا، وانه لا صحة لأى مخاف بعكس ذلك.
وذكر المعهد أنه "لا يوجد حتى الآن دلائل على نشر الحيوانات المنزلية للعدوى"، حسبما نقل موقع "دويتشه فيله".
وأكد علماء المعهد أن المصدر الرئيسي للعدوى بالفيروس لا يزال هو انتقاله من فرد إلى آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة