أدى انتشار وباء كورونا حول العالم، وحصاده عشرات الآلاف من الأرواح فضلا عما خلفه من آلاف الإصابات ، إلى ظهور آلية جديدة لما يعرف بـ "القوة الناعمة" لم تكن موجودة من قبل. ألا وهى "دبلوماسية الكمامات والمستلزمات الطبية"، التى انطلقت من الصين وانتقلت لدول عدة منها مصر.
فمن المعروف أن القوة الناعمة تعنى أن يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق ومن خلال الدعم في مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن، مما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ثم اتباع مصادره. إلا أن جائحة كورونا زادت ألية جدية لـ "القوة الناعمة" وهى "دبلوماسية الكمامات والأجهزة الطبية" التى تعتبر الأكثر احتياجا هذه الفترة لدى معظم الدول التى تعانى من تفشى هذا الفيروس المميت.
فما فعلته جائحة كورونا فى الشعب الإيطالى كان له عظيم الأثر على نفوس الكثيرين حول العالم بعد الارتفاع المـروع لعدد الضحايا والانتشار السريع للفيروس. ما جعل من إيطاليا نموذجا للخروج من قبضة كورونا، حيث لوحظ أن أول الدول التي بادرت إلى إرسال طائرات مساعدات بأجهزة طبية وأطباء وكمامات إليها هي الصين وروسيا وكوبا وألبانيا ومصر.
وكان لمصر دور إنسانى كبير فى دعم هذه الدبلوماسية الجديدة ، حيث تجلى هذا الدور فى الزيارة الرسمية لوزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، إلى إيطاليا يوم السبت الماضى ، ووفد من القوات المسلحة المصرية ، حيث حملت الدكتورة "زايد" رسالة تضامن من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى دولة إيطاليا، في إطار عمق وترابط العلاقات بين البلدين، وتعزيز سبل التعاون لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).
وسلمت وزيرة الصحة والسكان ، إلى الجانب الإيطالي شحنة من المساعدات الطبية والوقائية، والتى جاءت لتؤكد استعداد القيادة السياسية المصرية لتقديم ما يمكن من دعم لإيطاليا خلال ما تمر به من ظروف صعبة في مواجهة فيروس كورونا.
ففى يوم ما ستتوقف هذه الأزمة ، إلا أن دول العالم (حكومات وشعوب) ستقف كثيرا عند من مد يد المساعدة إليها وتضامن بشكل حقيقى مع أزمتها جراء انتشار فيروس كرورنا ، وستبقى مصر واحدة من تلك الدول التى سخرت إمكاناتها للمساعدة فى علاج وشفاء العديد من الحالات خاصة فى إيطاليا-أكثر الدول الأوروبية تضررا من الفيروس- بفضل مساعداتها الطبية وتضامنها الإنسامى خلال هذه الجائحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة