فى الأفق البعيد، قد تصبح الصورة غير واضحة، حين ترى سيدات ترفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل.
فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، ونلقي الضوء على قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة "هن من أوروبا".
تحدثنا فى الحلقات السابقة عن أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية التى بدأت حياتها كنادلة فى إحدى البارات، لتنفق على دراستها، ودخلت معترك السياسة بعد سقوط حائط برلين، وكذا أوروسولا فون ديرلاين رئيس المفوضية الأوروبية، التى تقود أوروبا وهى أم لسبع أبناء، وكذلك الجميلة زوزانا شابوتوفا رئيسة سلوفاكيا التى لفتت الأنظار إلى أناقتها وصغر سنها، محامية الفقراء التى دعمت حقوق الأقلية وناصرت البيئة، بالإضافة إلى رئيسة وزراء الدنمارك التى أهانت ترامب لعرضه شراء جزيرة دنماركية، والسباحة الأنيقية كريسيتين لاجارد التى تولت منصب رئيس البنك المركزى الأوروبى، وكريستالينا جوروجيفا رئيس صندوق النقد الدولى.
وإليكم الحلقة الثامنة: آنا برنابيك رئيس وزراء صربيا
آآنا برنانبيك
كان اختيار آنا برنابيك عام 2017 رئيسة وزراء صربيا بمثابة المفاجئة التى أدهشت الجميع، ليس فقط لأنها أول امرأة تتولى هذا المنصب، ولا كونها لم تكن يومًا عضوة فى أى حزب سياسى، بل لأنها أيضًا مثلية الجنس، فى بلد معروفًا عنه المحافظة، ويشيع فيه رهاب الجنسية المثلية.
آنا باتريك اعتادت الظهور مع زوجتها من نفس الجنبس
فالبلد التى تحكمها آنا لم تعترف أبدًا بزواج المثليين، وقد قارن رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في البلاد المثلية الجنسية بسفاح القربى، كما يُمنع الأزواج من نفس الجنس من تبني الأطفال، ومع ذلك تصدرت آنا برنابيك مؤخرًا عناوين الأخبار بعد إنجابها من شريكتها ميليكا ديورديتش من نفس الجنس، طفلًا أسمته إيجور.
آنا باتريك
ولدت آنا برنابيتك فى بلجراد، سبتمبر 1975، حيث تخرجت من المدرسة الثانوية الخامسة في بلجراد، وبعد المدرسة الثانوية، ذهبت للدراسة في الولايات المتحدة في جامعة ميشيجان، شمال غرب، حيث أكملت دراستها في إدارة الأعمال في عام 1998.
واصلت تعليمها في إنجلترا في جامعة هال، حيث أنهت درجة الماجستير وحصلت على درجة الماجستير في التسويق، وتتحدث الإنجليزية والروسية.
آنا باتريك مع أنجيلا ميركل فى قمة غرب البلقان
عادت إلى صربيا وبدأت العمل كمسؤولة علاقات عامة في برامج التنمية الزراعية في صربيا ، والتي تم تمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي، حيث بقيت هناك لمدة شهرين فقط ، وبعد ذلك انتقلت إلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حيث عملت في مشاريع مختلفة لهذه المنظمة في صربيا.
رئيسة وزراء صربيا وشريكتها
منذ عام 2011 ، كانت تعمل مع الشركة الأمريكية لتطوير مزارع الرياح "كونتيننتال ويند صربيا"، حتى أصبحت مديرة لها عام 2013، وفي أغسطس 2016 تم اختيار برنابيك، لتصبح وزيرة الإدارة العامة من قبل رئيس الوزراء آنذاك، ألكسندر فويتش، وبعد انتخاب فويتش رئيسًا بثمانية أشهر، اختارها لخلافته.
آنا برنابيك
وخلال فترة توليها منصبها ركزت رئيسة وزراء جمهورية صربيا على الرقمنة والتعليم والخدمة العامة والإصلاحات الاقتصادية ؛ تقديم خدمات فعالة وشفافة للمواطنين وإعداد صربيا للهدف الاستراتيجي لعضوية الاتحاد الأوروبي.
كما أشرفت على تنفيذ ضبط المالية العامة ، وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد ، وإعادة الميزانية إلى الفائض. بالإضافة إلى ذلك ، فقد حققت تحولًا نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار ، وزيادة متوسط الأجور والمعاشات ومعدلات التوظيف ، خاصة بين الشباب .
وفي علامة على التزامها تجاه الاتحاد الأوروبي ، أنشأت برنابيك قسمًا حكوميًا مخصصًا للتكامل الأوروبي وآخر يركز على البيئة، و وقالت إن حماية البيئة ستكون الفصل الأكثر صعوبة وبالتأكيد أغلى فصل في انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي.
حصلت على العديد من الجوائز لمشاريع التنمية التي عملت عليها ، لتعزيز المسؤولية الاجتماعية والتسامح.
طنين
أما عن شريكتها ميليكا فهى طبيبة شابة جميلة وناجحة، تصدرت أناقتها عدد من المجلات ثر ظهورها المستمر مع آنا التى تحرص على مرافقتها فى كافة المناسبات.
وعلى الجانب الآخر، تعيش آنا حياة مستقرة مع شريكتها التى التقت بها قبل 10 سنوات فى ناد بوسط بلجراد، وفى العام الماضى خضعت ميليكا لعملية إخصاب خارج الجسم ، و تمت تسمية الصبي إيجور كما هو اسم شقيق آنا.
وفي الوقت الحاضر ، ميليكا ، وفقا للقانون الصربي ، أم عزباء ، و لا يمكن تسجيل رئيس الوزراء كوالد في شهادة ميلاد الصغير إيجور ، ولا يمكنه تسجيله في روضة الأطفال ، أو أخذ إجازة معه عبر الحدود بدون تصريح ، أو زيارته في المستشفى كأحد أفراد الأسرة.
ولم تخطط آنا لفرض قوانين إصلاحية لدعم حقوق المثليين، موضحة: السبب في أنني لا أركز على ذلك الآن، هو أنني أؤمن بشدة بأن صربيا ستكون مجتمعًا أكثر تسامحًا بمجرد حصول الناس على وظائف بشكل أفضل .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة