صنعت بطولته صدى واسعًا حتى بات يعرف بـ"سوبر مان"، عندما قادته الشهامة في غضون ثوانٍ لاعتلاء سيارة الوقود المحترقة، وإبعادها عن محطة البنزين لينقذ مدينة العاشر من كارثة محققة.
تحدث طلعت سالم، في حوار مطول مع "اليوم السابع" عن دقائق الرعب التي عاشها والتي تحولت إلى أسطورة، وكيف تعامل مع الموقف فيما بعد، وكواليس الحفاوة التي لقيها من المسئولين.
وقال طلعت سالم حسين سالم،51 سنة، من قرية تلراك بمركز ومدينة أولاد صقر فى الشرقية، سائق شاحنة الوقود التي احترقت بجوار محطة وقود، "حسام فلاح"، بالمجاورة 46، بدائرة قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان، بالشرقية كانت تحمل 45 طن وقود، إن لديه ولدا يدعى محمد، 17 سنة، يعمل معه فى المحطة، وساعده الخروج بشكل سريع بشاحنة الوقود من محطة الوقود، كما لديه ابنتين متزوجتين، مشيرًا إلى إنه خرج من مستودع القاهرة متجها بها إلى محطة وقود العاشر من رمضان لتفريغها وعندما بدأ فى عملية التفريغ فوجئ باشتعال النيران فى الشاحنة، وعندما رأي النيران تحرك بالشاحنة بسرعة وسار بها 200 متر ليبتعد بها عن المحطة ويمنع انفجارها داخل المحطة، وعندما وصل إلى منطقة جبلية بجوار محطة الوقود قام بفك الجرار عن المقطورة وترك النيران مشتعلة بها لحين وصول قوات الحماية المدنية والإطفاء.
أضاف طلعت سالم، سائق سيارة وقود أنقذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، إنه فور رؤيته اشتعال النيران بجرار المقطورة التى يقودها داخل البنزينة شغله أمر واحد فقط هو الخروج بالعربة حفاظًا على المساكن القريبة، حيث فى حال انفجار السيارة ستحدث كارثة محققة، مشيرًا إلى أن الله ألهمه بقيادة السيارة والابتعاد بها بعيدًا عن المحطة، موضحًا أن النيران والحريق كان أكبر والخسائر أكثر لولا ما فعله، مضيفًا، أنه فى حالة استمرار السيارة داخل محطة الوقود مشتعلة كان سوف يسبب ذلك كارثة للعمارات السكنية التى تتواجد بجوار محطة الوقود، لكن ربنا ستر وألهمه قيادتها خارج محطة الوقود، فى مكان خالى بجوار المحطة.
وأكد منقذ العاشر من رمضان من كارثة، أن فى مساكن جنب محطة الوقود، وكان كل همه أن يخرج بالجرار من المحطة لأن لو فضلت 3 دقائق كانت انفجرت ودمرت البنزينة والمساكن المحيطة به، على حسب قوله، مشيرًا إلى أن المقطورة والجرار الذى يقودهما كانا يحملان 38 ألف لتر من البنزين، وعليه فإنه فى حال انفجارهما سيتسببان فى كارثة حقيقية، مشيرًا إلى أن ما قام به كان واجب عليه من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء، مضيفًا: "ربنا يعوض على صاحب البنزينة".
من ناحية أخرى، قرر الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، استقبال سائق شاحنة الوقود، ظهر اليوم وتكريمه، لبحث ما يمكن تقديمه له ومساعدته، كما وجه له الشكر على دوره البطولى فى انقاذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة، مؤكدًا أن السائق، بطل من الأبطال وربنا يتقبل منه لأنه أنقذ منطقة كاملة من الدمار وأجرة على الله، لأنه لا يمكن لأى تكريم أن يوفيه حقه.
من جانبه، أوضح المهندس حسام فلاح، صاحب محطة الوقود التى شهجت الانفجار، أن ما حدث كان سيؤدي لحدوث كارثة كبيرة بالمحطة، لولا تدخل سائق السيارة وقيادته لها بعيدًا عن المحطة، موضحا أن الحريق تسبب في خسائر ليست بسيطة بالمحطة مقارنةً بما كان سيحدث لو امتدت النيران لخزان المحطة.
وأكد عمال المحطة، أن الحريق تم السيطرة عليه سريعًا بعد حضور سريع وعاجل لقوات الحماية المدنية، فيما اكتظت المنطقة بآلاف الشباب وقت الحريق، لكن تمت السيطرة على النيران سريعًا.
وكان السائق سببًا في عدم انفجار السيارة داخل محطة الوقود، بعدما تمكن من قيادتها لخارج منطقة المحطة، فيما قال مصدر أمني رفيع المستوى بمديرية أمن الشرقية، إن سيارة الوقود التي احترقت بجوار "بنزينة" بالمجاورة 46، بدائرة قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان، كانت تحمل 45 طن وقود.
وأضاف المصدر، أن قائد السيارة تمكن من القفز منها فور نشوب النيران بها، فيما قامت قوات الحماية المدنية بالسيطرة على الحريق.
وتلقى اللواء عاطف مهران، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء أحمد زكي، نائب مدير الأمن لقطاع الجنوب، يفيد بورود بلاغ بنشوب حريق بحاملة وقود بالقرب من الصحراء الملاصقة لمحطة وقود بالمجاورة 46، بدائرة قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان.
ودفعت قوات الحماية المدنية بالعاشر من رمضان، برئاسة المقدم عبدالحميد أبو فول، رئيس قسم الحماية المدنية بالعاشر من رمضان، وإشراف العميد محمد العادلي، مدير الحماية المدنية بالشرقية، بـ 15 سيارة إطفاء إلى موقع الحريق، وتمت السيطرة على النيران وإخمادها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة