شهدت الأيام القليلة الماضية، قفزة كبيرة فى أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بين الأطقم الطبية العاملة بالمستشفيات، بشكل دفع نقابة الأطباء إلى التحذير من استمرار تلك المعدلات التى بدورها تقلل من قوة الفرق المواجهه لهذا الوباء، مطالبة باتباع أقصى درجات سبل توفير الحماية للفرق الطبية التى تتصدر الصفوف دفاعا عن سلامة الوطن والمواطنين من هذا الوباء.
وقال الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، إن إجمالى الإصابات بين الأطباء على مستوى الجمهورية كسر حاجز الـ230 إصابة، و10 وفيات، وذلك بعد إعلان إصابة الفريق الطبى بمستشفى الزهراء الجامعى، كاملا تقريبا، حيث بلغ حتى الآن عدد الإصابة فى الزهراء 49 إصابة بين الأطباء، من إجمالى 143 إصابة بالفريق الطبى بالمستشفى، مشيرا إلى أن معدل زيادة الإصابات وصلت إلى 100% فى أسبوع فقط، وأرجع السبب إلى عدم تطبيق إجراءات مكافحة العدوى التى طالما طالبت نقابة الأطباء، وزارة الصحة بها منذ بداية الأزمة.
وأوضح الزيات، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": أن النقابة حددت مجموعة من الإجراءات الاحترازية للتعامل مع الطواقم الطبية العاملة بمستشفيات العزل والحجر الصحى لحمايتهم من التعرض للعدوى، ومن واقع ملاحظات الأطباء العاملين بمستشفيات العزل والحجر الصحى، وكان من أهمها: التأكيد على استثناء عدة فئات من العمل بمستشفيات العزل أو الحجر الصحى، هم: "من يزيد عمره عن خمسين عام، أصحاب الأمراض المزمنة، السيدات الحوامل، الأمهات لأطفال أقل من 12 عاما، وتسكين الطواقم الطبية فى غرف يراعى فيها وجود عدد قليل بكل غرفة، وأخذ مسحة PCR من الفرق قبل مغادرة المستشفى، إلا أن كثيرا من الجهات لا تلتزم بتلك الاجراءات.
ولفت إلى أن النقابة تحاول متابعة حالات الإصابة بين أعضائها، من خلال 3 طرق، هم: الاتصال الشخصى بالطبيب، وتسجيل الطبيب المصاب لحالته إلكترونيا، ونتائج التحاليل، لنتمكن من جمع بيانات دقيقة تتضمن الاسم، والسن، وجهة العمل، ومكان العزل، مؤكدا أن الأطباء لا يجدون أماكن لعزلهم فى حال الإصابة بكورونا.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور كريم مصباح، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، إن إجمالى عدد الإصابات فى صفوف الأطباء وصل إلى 178 إصابة، و"مرشح للزيادة بعنف" على حد وصفه، بعد إضافة مصابى الزهراء الجامعي، لافتا إلى أن محافظة القاهرة تتصدر قائمة الاصابات بواقع 61 حالة، ثم الأسكندرية بـ19 حالة، والمنوفية 14 حالة، ومحافظة أسوان 13 حالة.
فيما قال الدكتور محمد مقبل، الأمين المساعد لنقابة أطباء القاهرة: إن القفزة فى أعداد الإصابات بين الأطباء فى القاهرة، جاء نتيجة لظهور حالات إيجابية بين الفرق الطبية فى مستشفيات الساحل وأحمد ماهر، ومنشية البكرى، وذلك لاستمرار زيادة حالات الإصابة بكورونا بين المواطنين بشكل عام، خاصة أن من يتجه إلى المستشفيات المخصصة للعزل فقط الحالات الشديدة، لكن الأغلبية يتعامل معها الأطباء بشكل أكثر، وبمستلزمات حماية أقل، نتيجة لنقص المستلزمات الطبية.
وأضاف مقبل، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": أن النقابة طالبت بتخصيص مستشفى عزل لأطباء القاهرة، لأننا لا نجد مكان لطبيب واحد نتيجة لامتلاء المستشفيات بالمرضى المصابين، ونضطر للبحث عن أماكن على مستوى الجمهورية، حتى إن حالة إصابة بمستشفى منشية البكرى بالقاهرة تم نقلها إلى مستشفى العزل بكفر الزيات، مستنكرا صدور منشور من الإدارة العامة لمكافحة العدوى، يتضمن أنه فى حالة ظهور حالات ايجابية بين أفراد الطاقم الطبى فلا يتم أخد مسحات من المخالطين وغير مصرح بعزل المخالطين سواء فى المنزل أو بجهة العمل، وأن يجرى العاملين تقيييم ذاتى لأنفسهم وإخطار جهة العمل لإجراء الكشف، وتحميل أعضاء الفريق الطبى مسئولية إصابتهم بالمرض.
وسجلت النقابة العامة للتمريض، حتى الآن 6 حالات وفاة إثر الإصابة بالفيروس، وحوالى 60 إصابة، دون إضافة أعداد المصابين بمستشفى الزهراء الجامعى، فيما بلغت أعداد الإصابات بين الصيادلة إلى حوالى 10 إصابات و5 وفيات، بالإضافة إلى 5 إصابات بين أطقم العلاج الطبيعى، وحالة وفاة، و7 حالات إصابة بين أطباء الأسنان.
وبدورها، طالبت النقابة العامة للأطباء الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بضرورة تخصيص مستشفى لعزل الأطباء وباقى أعضاء الفريق الطبى، بعدما تفاقمت فى الآونة الأخيرة مشكلة التأخير فى نقل الأطباء وأعضاء الفريق الطبى المصابين بفيروس كورونا لمستشفيات العزل، وبالتالى تأخر تلقيهم للرعاية الطبية اللازمة لضمان سرعة شفائها حتى تستطيع العودة بسرعة لممارسة دورها فى مكافحة الوباء.
وأوضحت أنها تلقت ملاحظات من الأطباء العاملين بمختلف الجهات، تفيد بأن هناك تكدسا بالمرضى فى مستشفيات العزل التى تعمل حاليا، مما يترتب عليه أحيانا تأخير فى نقل المواطنين المصابين بفيروس كورونا لمستشفيات العزل حال الاحتياج لذلك، وأحيانا التأخير فى نقل المصابين منهم بأعراض بسيطة لأماكن الحجر الأخرى المقررة بخلاف المستشفيات، مطالبة بتخصيص مستشفى، لعزل أعضاء الطواقم الطبية المصابين بالفيروس، فى ظل الاحتياج الشديد لهم لتصدر صفوف مكافحة الوباء، بالإضافى إلى فتح مستشفيات عزل جديدة بالمحافظات، والتوسع فى أماكن الحجر غير العلاجية مثل المدن الجامعية مع سرعة تجهيزها لتتلائم مع المعايير المطلوبة لذلك، أو التعاقد مع فنادق لاستقبال الإصابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة