مع ظهور فيروس كورونا كشفت التقارير أن السعال وصيق التنفس وارتفاع درجة الحرارة هى أبرز الأعراض المصاحبة له، لكن مع مرور الوقت اكتشف الأطباء أعراض أخرى تصاحب الفيروس لا تؤثر فقط على الجهاز التنفسى لكن تمتد للجهاز العصبى والمناعى وصولا إلى أعضاء حيوية مثل القلب.
فى البداية لم يتعرف الأطباء على المصير الذين سيواجهونه، فقط كان هناك مرضى يموتون أمامهم، وكان الأمر يحدث بشكل مفاجئ، لكن اليوم، هناك اعتراف واسع النطاق من قبل الكثير من الأطباء بأن الفيروس التاجى الجديد لا يمكن التنبؤ به أكثر بكثير من فيروس الجهاز التنفسى البسيط، الذى غالبًا ما يهاجم الرئتين، لكن يثبت كورونا كل يوم أنه من الممكن أن يضرب أى مكان من الدماغ إلى أصابع القدم.
ويركز العديد من الأطباء وفقا لتقرير جريدة "washingtonpost" على علاج التفاعلات الالتهابية للفيروس وقدرتها على التسبب فى الجلطات الدموية، حتى عندما يكافحون لمساعدة المرضى على التنفس.
وتسرد قاعدة بيانات منظمة الصحة العالمية بالفعل أكثر من 14600 ورقة بحثية عن فيروس كورونا "كوفيد 19"، حتى وكالات الصحة العامة الرئيسية فى العالم، بما فى ذلك مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC غيرت باستمرار نصائحها لمواكبة التطورات الجديدة.
وأظهرت أكثر من أربعة أشهر من الخبرة السريرية عبر آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية أن العامل الممرض يقوم بأكثر من غزو الرئتين، فقال ديفيد رايش طبيب التخدير القلبى ورئيس مستشفى جبل سيناء فى مدينة نيويورك: "لم يكن أحد يتوقع مرضًا لا يناسب نمط الالتهاب الرئوى وأمراض الجهاز التنفسى".
ويهاجم الفيروس القاتل القلب ويضعف عضلاته ويعطل إيقاعه، كما أنه يصيب الكليتين بشدة لدرجة أن بعض المستشفيات تفتقر إلى معدات غسيل الكلى، ويزحف على طول الجهاز العصبى، ويدمر حواس الذوق والرائحة ويصل أحيانًا إلى الدماغ، كما أنه يخلق جلطات دموية يمكن أن تقتل بكفاءة مفاجئة وتلهب الأوعية الدموية فى جميع أنحاء الجسم.
يمكن أن يبدأ بعدة أعراض أو لا شىء على الإطلاق، ثم بعد أيام، يضغط الهواء من الرئتين دون سابق إنذار، يصيب كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة والبدانة بشكل كبير، كما أنه يؤذى الرجال أكثر من النساء، لكن هناك أيضًا علامات على أنه يعقد الحمل.
وفى الأيام الأولى من تفشى المرض ركزت معظم الجهود على الرئتين حيث يصيب سارس - CoV - 2 كل من الجهاز التنفسى العلوى والسفلى، ويعمل فى نهاية المطاف فى عمق الرئتين، ويملأ الأكياس الهوائية الصغيرة بالخلايا والسوائل التى تعيق تدفق الأكسجين.
لكن العديد من العلماء أصبحوا يعتقدون أن معظم دمار المرض يأتى من سببين متشابكين:
الأول : هو الضرر الذى يلحقه الفيروس على الأوعية الدموية، ما يؤدى إلى جلطات يمكن أن تتراوح من الميكروسكوب إلى الحجم الكبير، حيث عانى المرضى من السكتات الدماغية والانسداد الرئوى، حيث تنفصل الجلطات وتنتقل إلى الدماغ والرئتين، وأظهرت دراسة نشرت في مجلة لانسيت الطبية البريطانية أن هذا قد يكون لأن الفيروس يستهدف مباشرة الخلايا البطانية التي تبطن الأوعية الدموية.
والثانى : هو رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعى للجسم ، وهو عاصفة من "السيتوكينات" القاتلة التى تهاجم خلايا الجسم مع الفيروس أثناء سعيه للدفاع عن الجسم من الغزاة.
وتركز الأبحاث والعلاجات على هذه الظواهر، حيث يتم استخدام مميعات الدم على نطاق واسع فى بعض المستشفيات، لمساعدة المرضى الأكثر خطورة.
وقال مانديب ميهرا، أستاذ الطب فى كلية الطب بجامعة هارفارد وأحد مؤلفى دراسة لانسيت حول كيفية مهاجمة كوفيد 19 للدم، إن التهاب هذه الخلايا البطانية المبطنة للأوعية الدموية قد يساعد فى تفسير سبب إصابة الفيروس بأجزاء كثيرة من الجسم.
ماذا يفعل الفيروس عند دخول الجسم
وتعنى مهاجمة كورونا لأغلب أعضاء الجسم أن هزيمة covid-19 ستتطلب أكثر من العلاج المضاد للفيروسات، لأنه يبدأ كعدوى فيروسية ويصبح اضطرابًا فى الجهاز المناعى والأوعية الدموية، وافترض الأطباء أن covid-19 يبدأ كفيروس تنفسى ويقتل كفيروس القلب والأوعية الدموية.
تطور تفكير المتخصصين فى الكلى على نفس المنوال، حيث قال دانييل باتل، أستاذ الطب فى كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرج، فى البداية إنهم أرجعوا أمراض الكلى الشديدة والواسعة النطاق إلى الأضرار التى تسببها أجهزة التنفس الصناعى وبعض الأدوية المعطاة لمرضى العناية المركزة.
ثم لاحظوا تلف خلايا الكلى المفلترة للمرضى حتى قبل أن يحتاجوا إلى العناية المركزة، ووجدت دراسات من ووهان العامل الممرض فى الكلى نفسها، ما أدى إلى تكهنات بأن الفيروس يضر بالكلى أيضا.
ومثل فيروسات التاجية الأخرى يخترق سارس - Cov-2 الجسم عن طريق الالتصاق بمستقبل ACE2، الموجود فى بعض الخلايا، لكن تركيبة المسامير التى تبرز من هذا الفيروس مختلفة إلى حد ما، مما يسمح للفيروس بالالتزام بإحكام أكثر، ونتيجة لذلك يلزم عدد أقل من جزيئات الفيروس لإصابة المضيف، وهذا ما قد يساعد أيضا فى تفسير سبب أن يكون هذا الفيروس معديا أكثر بكثير من السارس.
وبمجرد دخول الفيروس، يتكاثر الفيروس مسبباً الفوضى لأن هذه المستقبلات ACE2 ، تساعد على تنظيم ضغط الدم، وتوجد بوفرة فى الرئتين والكلى والأمعاء، وهى الأعضاء التى تضررت بشدة من العامل الممرض فى العديد من المرضى، وقد يكون هذا أيضًا سبب ظهور ارتفاع ضغط الدم كواحد من أكثر الحالات الموجودة شيوعًا فى الأشخاص الذين يصابون بمرض شديد مع كوفيد 19.
هذه الخلايا موجودة فى كل مكان تقريبًا، لذا فمن المنطقى أن يسبب الفيروس ضررًا فى جميع أنحاء الجسم، كما أنه يحفز التخثر لأن خلايا الدم البيضاء تقاوم العدوى، لأنه يتفاعل مع الصفائح الدموية وينشطها بطريقة تزيد من احتمالية التجلط.
وقد شوهدت ردود الفعل هذه فى حالات العدوى الشديدة، مثل الإنتان. لكن بالنسبة لـ covid-19 قال "إننا نشهد هذا فى عدد كبير من الناس فى وقت قصير جدًا، لذا فهو بارز حقًا".
وقال إلكيند: "يمكن للفيروس أن يهاجم الكثير من أجزاء الجسم المختلفة، ولا نفهم لماذا يسبب بعض المشاكل لبعض الأشخاص، ومشاكل مختلفة للآخرين - ولا توجد مشاكل على الإطلاق لنسبة كبيرة".
الأعضاء التى يهاجمها كورونا
أعضاء الجسم الـ 10 التى يهاجمها فيروس كورونا
الدماغ: يسبب السكتات الدماغية من جلطات الدم ، ومشاكل عصبية
العيون: ثبت أن فيروس كورونا يهاجم العين وقد يدخل عن طريقها إلى الجسم.
الأنف: يدخل أيضا عن طريق الأنف ويسبب فقدان الشم والذوق.
الدم: يسبب تخثر دم غير متوقع، حيث يهاجم الفيروس بطانة الأوعية الدموية.
الجهاز الهضمى: قد يسبب التقيؤ والإسهال لدى بعض الناس.
الرئتان: تسد الفيروس الحويصلات الهوائية (الأكياس الهوائية) ويسبب التهاب بها، مما يعيق التنفس، والانسداد الرئوى من جلطات الدم المنفصلة .
القلب: يضعف عضلة القلب، حيث يسبب اضطراب نظم القلب الخطير والنوبات القلبية بسبب الجلطات الصغيرة.
الكلى: يسبب تلف فى الهياكل التى تصفى النفايات من الدم، وغالبًا ما يحتاج المرضى لغسيل الكلى.
الجلد: يصيب أصابع الأقدام ويسبب طفح جلدى أرجوانى ناتج عن الهجوم على الأوعية الدموية.
جهاز المناعة: يسبب تأثير واسع النطاق، بما فى ذلك الاستجابة المناعية المفرطة بالجسم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة