بداية.. معلوم للجميع أن الإعلام والتعليم والثقافة منظومة متكاملة فى بناء الوعى لدي المواطنين، إلا أنه وللأسف الشديد يوجد عالم سرى في الأقاليم بالمحافظات، فى ظل انتشار مواقع بير السلم الإلكترونية أو صفحات على السوشيال ميديا لأفراد معلومين أو مزيفين، دائما ما تبث وعيًا مزيفًا، لكن الخطورة، فى أن هذا الزيف طفح عن الحد إثر أزمة كورونا العالمية.
فلك أن تتخيل عزيزى، كم العبث الذى يبث على صفحات "سوشيال ميديا" الأقاليم بالمحافظات بشأن الإصابة بفيروس كورونا، فمثلا، صفحة تعلن إصابة شخص بقرية كذا، وثانية تنفى، وثالثة تهاجم باعتبار أن هذه فضيحة، وأخرى تنشر زعر أهالى القرية، ورابعة تعمل استطلاع حول إعلان أسماء المصابين أم لا؟، ليجد المواطن نفسه أمام فوضى وعشوائية لا محل لها من الإعراب، رغم أن هناك صفحات رسمية للجهات الحكومية تبث بيانات وأرقاما وكل جديد بشأن الأزمة، وهنا يأتى الرهان على الوعى، حتى لا يتم تكريس للخرافات، فتكون أكثر شراسة من الأوبئة والفيروسات، وضرورة غلق الأبواب أمام بعض مدعى الثقافة وأصحاب هذه الدكاكين بعدم استغلال محنة الضعف الإنسانى للأزمة.
والمواطن هنا هو من يتحمل المسئولية، لتخليه عن الوعى الحقيقى، فيقع في سلوكيات مجافية للأخلاق وللإنسانية مع فيروس ليس للمصاب يد فيه، فلا أحد ينجو منه لا رئيس ولا مرؤوس الكل أمامه سواء، إلا بتطبيق إجراءات الوقاية، لأنه ببساطة ينتشر عبر المخالطة، سواء فى المواصلات والأسواق أو لمس الأسطح أو الانتقال عن طريق الهواء بعطس أو سعال، فتصنع "لعنة كورونا" ليصبح مصابها منبوذا حتى يموت فى صمت، ويصبح هؤلاء أنفسهم مجرد سلعة فى سوق الموت يرفضون دفن جثمان، وفى نفس الوقت يرفضون إجراءات الوقائية، لذا يجب ألا نتعامل مع كورونا بطريقة مشينة، وخاصة أن لدينا تجارب ناجحة في تغيير النظرة لعدد من الأمراض، كان المجتمع يعتبرها عارً ومشينة، مثل السرطان وفيروس سى، اللذان أصابا كثيرا من المجتمعات ومعاناة لملايين البشر، لكن بعدما تم التركيز عليهما في الإعلام تشكل وعيا حقيقيا وتم التعامل معهما فكانت النتائج مبهرة، ولكم فى مبادرة فيروس سى خير دليل، ولهذا يجب علينا أن نتعامل مع كورونا على هذا النحو، وألا نجد أنفسنا أمام فوبيا وخوف من التنمر والعلاج، بسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية.
وعلى صعيد الرقابة، يجب حتما مواجهة صحافة وإعلام "بير السلم"، وتوعية الناس بضرورة تحرى الدقة، إضافة إلى ضرورة وضع خطة من جميع الجهات المنوطة بضبط أداء العمل الإعلامى، ومواجهة حرب الشائعات والرد علي الأخبار المغلوطة، وخاصة أن الشائعات السلبية تنتشر بسرعة البرق، وأن أخطر الأسلحة وأكثرها تدميرا هو سلاح الشائعات، سواء في وقت الحرب أو في السلم، وأن الوعي هو السلاح الأول في مكافحة تلك الأفكار الشاذَّة والأوبئة التي تعصف بالمجتمعات، ولنتذكر دائماً قول المولى عز وجل: «ما يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ