فى الوقت الذى يحتاج فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى تجنب أى مشكلات سياسية قد يكون لها تأثير سلبى فى عام الانتخابات، فإن وزير خارجيته وأحد أقوى حلفائه السياسيين، مايك بومبيو، أصبح يمثل مشكلة بالفعل له.
أحدث ضجة أحاطت ببومبيو كانت إقالة الرئيس ترامب للمفتش العام بوزارة الخارجية ستيفين لينيك بطلب من وزير خارجيته، وهى الخطوة التى أثارت انتقادات شديدة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد السواء. وكان لينيك يقود مئات من الموظفين فى التحقيق فى الاحتيال والتبديد فى وزارة الخارجية، وقد بدأ تحقيقا فى إساءة استخدام بومبيو لمعين سياسى لأداء مهام شخصية له ولزوجته، شملت تمشية الكلب وأخذ ملابس للتنظيف الجاف وإجراء حجز فى مطاعم.
وتوقعت الشبكة أن يزيد هذا الكشف من التدقيق فى إقالة ترامب لستفين لينيك مساء الجمعة، والتى كانت الحلقة الأحدث فى سلسلة من الإقالات لمسئولين رقابيين مستقلين بالحكومة يتولون الإشراف على إدارة الرئيس. وأكد مسئول بارز بوزارة الخارجية من قبل أن بومبيو أوصى بأن يتم إقالة لينيك، لكنهم لم يعرفوا الأسباب وراء ذلك.
وحصل مجلس النواب على تفاصيل تحقيق المفتش العام فى أواخر الأسبوع الماضى بعدما علمه بإقالته المفاجئة، ويحقق مسئولو الرقابة بالكونجرس فى الأمر، ويعتقدون أن الإقالة كانت انتقاما مباشرا على قيامه بالتحقيق.
من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الاتهامات بالاستخدام غير المناسب للموارد الحكومية قد أحاطت بوزير الخارجية الأمريكية، لكن الخطوة الأخيرة قدمت للديمقراطيين سلاحا جديدا.
وأوضحت الصحيفة أن بومبيو أثار أسئلة حول استخدامه للموارد الحكومية مرارا وتكرارا العام الماضى. وفى يناير، نقلت تقارير إخبارية عن دبلوماسيين لم تكشف عن هويتهم شكواهم من سفر زوجته معه عبر الشرق الأوسط خلال إغلاق جزئى للحكومة.
وفى الصيف، بدا أعضاء الكونجرس فى فحص شكوى المبلغين عن المخالفات التى تتهم بومبيو بمطالبة وكالاء الأمن الدبلوماسيين للقيام ببعض المهام مثل استلام وحبات الطعام فى المطاعم واستعادة كلب العائلة من أحد شخص كان يتولى رعايته. وفى أكتوبر، ودعا سيناتور ديمقراطى إلى محقق خاص للتحقيق فى استخدام بومبيو لطائرة وزارة الخارجية وتمويلات فى زياراته المتكررة إلى ولاية كنساس، التى كانت هناك تقارير عن بحثه الترشح عنها فى مجلس الشيوخ.
وفى كل مرة، ينكر بومبيو أو مسئولى الوزارة ارتكاب مخالفات، ولا يتم المساس بوزير الخارجية. لكن سجله الآن أصبح محل تدقيق بعدما أخبر ترامب الكونجرس يوم الجمعة أنه يقيل لينيك بطلب خاص من بومبيو، بحسب ما قال مسئول فى البيت الأبيض.
وتقول نيويورك تايمز إن بومبيو منذ أن تولى منصبه الحالى فى إبريل 2018، ولأكثر من عام قبلها قضاها مديرا للسى أى أيه كان لا نظير من انتقاله للعالم الداخلى للمستشارين الموالين لترامب وللسياسة الداخلية المحيطة بالسياسة الخارجية. ورغم قربه من الرئيس، نجا من عملية العزل التى كانت أوكرانيا القضية الرئيسة فيها. كما نجا ايضا من الأسئلة التى اثيرت بشان قرارات لقتل قائد الحرس الثورى الإيرانى لسابق قاسم سليمانى والدبلوماسية الهشة التى روج لها بين ترامب ورئيس كوريا الشمالية.
لكن الموقف الأخير المتعلق بطلب إقالة مفتش الخارجية يشكل تحديا سياسيا لطموحات بومبيو السياسية، حيث يقول مقربون منه أنه يفكر فى الترشح للرئاسة فى عام 2024. والتركيز الآن يقع على الحياة الشخصية لبومبيو، وتحديدا الدور الذى تلعبه زوجته. فرغم أن العديد من الوزراء يصبحون أقرانهم فى الخارج، إلا أن بعض المسئولين فى وزارة الخارجية يقولون إن زوجة بومبيو المسئولة التنفيذية السابقة بأحد البنوك قد لعبت دورا نشطا غير معتاد فى إدارة الاجتماعات واصطحاب زوحها فى أعمال رسمية.