الحلقة الثامنة.."النبى والوطن".. حرصه على كتابة معاهدات العيش المشترك

السبت، 02 مايو 2020 10:45 ص
الحلقة الثامنة.."النبى والوطن".. حرصه على كتابة معاهدات العيش المشترك النبى والوطن
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نستعرض طوال شهر رمضان الكريم حلقات مميزة من كتاب" النبى والوطن" من الكتاب والسنة و هو أحد الإنجازات العلمية المميزة ضمن موسوعة السيرة النبوية في ثوبها الجديد لمؤلفه الدكتور ناصر بن مسفر القرشى الزهرانى.

بدؤه صلى الله عليه وسلم بعد بناء المسجد ببناء رابطة الأخوة.. وتوثيق عرى المحبة بين المؤمنين:

أما العمل الثاني الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم، فهو: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار رضى الله عنهم، التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا، حيث كان الأنصار رضى الله عنهم يؤثرون إخوانهم المهاجرين رضى الله عنهم على أنفسهم. ومن روائع تلك المؤاخاة العظيمة، وذلك الإيثار النادر أنه عندما اخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، قال لعبدالرحمن: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع.

وعن أنس رضى الله عنه، قال: لما قدم المهاجرون من مكة المدينة، قدموا وليس بأيديهم شيء، وكان الأنصار أهل الأرض والعقار، فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام، ويكفونهم العمل والمؤونة.

وعنه رضى الله عنه، قال: قال المهاجرون: يا رسول الله، ما رأينا قوما أبذل من كثير ولا أحسن مواساة من قليل، من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنأ، حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم.

حرصه صلى الله عليه وسلم على كتابة معاهدات العيش المشترك مع مكونات الوطن وطوائفه:

ومن ذلك وثيقة المدينة، وهي تلك الوثيقة الشهيرة، وهي أول دستور مدني متكامل في التاريخ، أرسى قواعد المواطنة بين مكونات المجتمع وطوائفه، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبها بعد أن قدم إلى المدينة المنورة، في السنة الأولى من الهجرة، وقد سطرتها كتب التاريخ والسير، وهي وإن لم تثبت مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن لها من الشهرة والثقل التاريخي ما يلفت الأنظار إليها، ويدعو للتوقف عندها، وهي تحمل في طياتها معان عظيمة ودروسا كريمة، وتؤكد ما تزين به هذا الكتاب من نصوص القران الكريم والسنة الشريفة: من أن الإسلام دين الرحمة والسلام، والحق والتعايش، والعدل وحفظ الحقوق، وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم عهود ومواثيق مع غير المسلمين، فلم ينقض عهدا أو ينكث وعدا، وممن شملتهم هذه الوثيقة: اليهود الذين كانوا يقيمون بالمدينة المنورة،.

وقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة ما يشير إلى هذه الوثيقة، ويؤكد أن لها أصلا صحيحا، فعن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم: على كل بطن عقوله. ثم كتب: أنه لا يحل لمسلم أن يتوالى مولى رجل مسلم بغير إذنه. ثم أخبرت أنه لعن في صحيفته من فعل ذلك.

وعند أبي داود: ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه كتابا، ينتهون إلى ما فيه فكتب النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة