حذر خبراء اقتصاديون، من أن الاقتصاد البريطاني ربما يشهد أسوأ انكماشا له منذ الكساد الكبير على الأقل هذا العام، حيث يؤدي إغلاق فيروس كورونا إلى توقف النشاط، حسب موقع "سيتى ايه إم" البريطانى المعنى بالأعمال والاقتصاد.
ويقول تحليل الموقع حول الاقتصاد البريطانى، إن هناك تنبؤات كثيرة، فيتوقع البعض أن الأوضاع الاقتصادية ستمر عبر مرحلة أشبه بحرف V ، بمعنى أنه سيكون هناك انخفاض حاد يتبعه انتعاش حاد.
ويقول آخرون إن الانتعاش سيكون على شكل حرف U، مع استمرار الضرر الناجم عن البطالة وإخفاق الشركات لفترة أطول. كما يحذر البعض من أنه سيكون "على شكل حرف "W"، أى سيشهد انتعاشًا يليه ركود آخر مع عودة الفيروس التاجي وتطبيق إجراءات الغلق مرة أخرى.
بينما يحذر آخرون من انتعاش أشبه بحرف "L" حيث يؤدي النمو المنخفض للبطالة إلى تراجع آفاق الاقتصاد.
ويقول أندرو جودوين، كبير الاقتصاديين لدى شركة أكسفورد إيكونوميكس الاستشارية حول المملكة المتحدة، "هذه أرقام لم نتعامل معها من قبل ، ولم نتعامل معها من قبل في حياتنا المهنية".
لكن التخمينات تصبح أكثر دقة عندما توضح الحكومة خططها الخاصة بالإغلاق وظهور المزيد من البيانات الاقتصادية.
وأصدر بنك إنجلترا الأسبوع الماضي، تقريرًا مفصلاً عن الاقتصاد البريطاني. يقول "السيناريو" الرئيسي أن الناتج المحلي الإجمالي سينكمش هذا العام بنسبة 14 في المائة وهو أسوأ انهيار منذ 300 عام. تقلص الاقتصاد البريطاني بنسبة تزيد قليلاً عن أربعة في المائة في عام 2009 وسط الأزمة المالية.
ولكن من الأهمية بمكان أن يقول البنك إن الاقتصاد سوف ينتعش بسرعة في نهاية العام وينمو بنسبة 15 في المائة في عام 2021. ثم سيستعيد بعد ذلك الوضع الذى كان عليه قبل اندلاع الوباء فى النصف الثاني من العام المقبل. على الرسم البياني، يبدو الانتعاش واضحًا على شكل حرف V.
واعتبر البنك أن حزم الدعم الحكومية غير المسبوقة مثل خطة الاحتفاظ بالوظائف (بالإضافة إلى الحقن الضخمة للتحفيز من البنك نفسه) تعتبر أساسية لتوقع حدوث انتعاش حاد.
يفترض البنك أن خطط الدعم الحكومية سيتم التراجع عنها دون زيادة في البطالة أو التخلف عن السداد من قبل الشركات، وحال تم القيام بذلك فمن المحتمل أن "يساعد في منع حدوث ضرر طويل الأمد".
ويتفق الاقتصاديون على أن التعافي من هذا التباطؤ الذي تفرضه الحكومة إلى حد كبير سيكون أسرع مما كان عليه بعد الأزمة المالية. لكن الكثيرين يقولون إن افتراضات بنك إنجلترا مفرطة في التفاؤل.
ويقولون إن زيادة البطالة وموجة فشل الشركات من المرجح أن تتسبب في أضرار أكثر مما يتوقع البنك.
يتفق المحللون على أن خطط دعم الحكومة قد أوقفت انهيارًا أسوأ وستساعد التعافي. مدد المستشار ريشي سوناك خطة الاحتفاظ بالوظائف.
ويرى هذا المخطط أن الحكومة تدفع 80 في المائة من أجور العمال "الذين تم منحهم أجازة" ، حتى أكتوبر. لكن العديد من الاقتصاديين يقولون إنه بغض النظر عن موعد انتهائها ، فمن المرجح أن ترتفع البطالة.
وتقول روث جريجوري، كبيرة الاقتصاديين لدى شركة الاستشارات المالية كابيتال إيكونوميكس، إن العمال ربما "يجدون أنه ليس لديهم وظائف للعودة إليها [و] تجد المزيد من الشركات أنها لا تستطيع إعادة التوازن إلى دفاترها".
ويتوقع بنك انجلترا أن تنخفض البطالة إلى ما دون أربعة في المائة بحلول عام 2023. لكن جريجوري تقول إنه من المرجح أن يبقى أعلى لفترة أطول.
ويضيف: هذا مقلق لأسباب عديدة. البطالة تقلل من دخول الأسرة وبالتالي تقلل من إنفاق المستهلكين وهذا من شأنه أن يعوق الانتعاش في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة. ويقول جودوين: "إن القلق الكبير هو أن لديك زيادة كبيرة في البطالة. هؤلاء الناس يفقدون مهاراتهم ، ويبتعدون عن العمالة ويصعب إعادتهم ".
تتوقع كابيتال إيكونوميكس انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12 في المائة في عام 2020 قبل أن ينتعش بنسبة 10 في المائة في عام 2021.
وتقول جريجوري إن "الندوب" تعني أن الاقتصاد لن يصل إلى ما كان عليه قبل الفيروس التاجي حتى آواخر عام 2022. وذلك بعد مرور أكثر من عام على توقعات بنك إنجلترا.
قال وزير المالية البريطانى،ريشي سوناك إن المملكة المتحدة تواجه ركودًا حادًا "لم نر مثله من قبل"، بعد أن أظهرت أرقام جديدة ارتفاعًا في البطالة بسبب تأثير إغلاق فيروس كورونا.
وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن أكثر من 2.1 مليون شخص تقدم للحصول على إعانات في أبريل - وهو أعلى مستوى منذ عام 1996، وأبلغ المستشار البرلمان أنه "لم يكن من الواضح أنه سيكون هناك ارتداد فوري" عندما يمر الوباء
جاء ذلك في الوقت الذي حثت فيه الحكومة العمال العاطلين عن العمل على المساعدة في جمع الفواكه والخضروات خلال موسم الحصاد الصيفي – من خلال الاشتراك على موقع "الجمع من أجل بريطانيا" أثناء الإحاطة العامة التي قدمها وزير البيئة جورج يوستيس الثلاثاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة