فى زمن الكورونا، أصبح لكل تفاصيل حياتنا اليومية والمتغيرة مع تغيير المواسم روح مختلفة يراها البعض مزعجة لكن تبقى الحقيقة الواضحة، أن للمصريين طرقا خاصة لتحقيق ما يريدون بشكل مبهر ومبدع، ففى كل عيد كان العديد من الأسر المصرية يشكون من المصاريف الزائدة والميزانية المرتفعة للوفاء بالتزامات العيد من مأكل ومشرب، وشراء ملابس جديدة، وقضاء خروجات مميزة بأقل التكاليف المتاحة، واليوم مع الاحتفال بعيد الفطر غدا وفى ظل الإجراءات الاحترازية التى أطلقتها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا خلال العيد، اختلفت الميزانية وقلت عن نظيرتها فى الأعوام السابقة.
اليوم السابع التقى العديد من الأسر المصرية من الموظفين والعمال، لمعرفة هل اختلفت ميزانية العيد مع كورونا أم لا؟، وإن اختلفت فماهو وجه الاختلاف؟.
محلات الملابس بعدت عن الموضة
فى البداية ترى ايمان السعيد عمر، مدرسة، أن هذا العام الميزانية مختلفة وأقل من الأعوام السابقة، مفسرة ذلك، أنه دوما كانت ميزانية العيد تقسم على 4 أوجه منها شراء ملابس العيد الجديدة، والخروجات وزيارة الأقارب والعيديات والأكل.
وتكمل ايمان قائلة :"أن هذا العام تم إلغاء الخروجات والزيارات والعيديات، وبالنسبة لملابس العيد الجديدة، كان الأولاد قبل العيد يبحثون عن الموضة في كل المحلات ، لأنها منأهم طقوس الأعياد ، وهذا العام المحلات لم تطرح موديلات جديدة، واكتفوا بما لديهم من ملابس فى المخازن، غالبا ما تكون موضات قديمة بالنسبة للشباب".
الكمامات تحل محل الملابس
وتطرح بسمه محمد هويدى موظفة بإحدى الشركات الخاصة، وام لبنتين وولد، السيناريو البديل لشراء الملابس الجديدة، قائلة:" أن هذا العام أولادها لا يبحثون عن الموضة فى الملابس بقدر ما بدأوا يتطلعون لأشكال مختلفة، من الكمامات، فوجدت كمامات للفتيات وكمامات للأولاد بأشكال وألوان مختلفة يصل ثمن الواحدة منها 25 جنيه، وهم بالتأكيد لن يشتروا كمامة واحدة، وهو ما يوزاى فى الإجمالى ثمن تى شيرت أو بلوزة".
وتوضح بسمة:" أن ثمن الطقم الواحد لابنها الذى مازال فى الصف الثانى الثانوى كان يدخل فى 1000 جنيه "بنطلون وتىشيرت وحذاء"، لكنه اشترى هذا العام كمامات ، وفى العام السابق كنت أعطى ابني العيدية وعليها ثلاثة أضعاف ليخرج مع أصدقائه، أما هذا العام فلن يخرج وآخره الوقوف أسفل البيت".
عدم تبادل الزيارات وفر العيديات
المهندس محمد عويس طلبه، أب لثلاثة أولاد وبنتين كان له وجه نظر أخرى فى الميزانية الخاصة بالعيد لهذا العام قائلا:" إحنا عوضنا لبس الخروج الجديد بلبس للبيت أيضا جديد، وكان الاولاد لا يهتمون به قائلا:" كانت أى حاجة بتقضى، لان كل ما يهمهم وقتها كان الطقم الجديد، ومقارنة بين ثمن ملابس الخروج الجديدة وملابس المنزل الفرق شاسع، إضافة الى نفقة العيديات قلت بكثير، فنتيجة لعدم تبادل الزيارات مفيش عيديات، ففى عيد الفطر كل عام كانت العيديات لأولادى وابناء العائلة تفوق الحدود "كلما ادخل بيت أدى عيدية".
لبس البيت للخروج
أما أمل محمد شوقى الأرملة التى تعول 5 أطفال، كان لها معادلة صعبة تخصها لكن كورونا حلتها قائلة:" كل عام كنت ابقى محتاره كيف أوفى بالتزامات العيد لأولادى الخمسة حتى لا يشعرون أنهم أقل من اطفال المنطقة وخاصة أنهم أيتام، فكنت أشترى هدوم خروج وهدوم بيت، لكن هذا العام اشتريت ملابس للبيت والخروج فى نفس الوقت، فأولادى سيخرجون أول يوم العيد وسيراهم زملاؤهم، فنحن فى حى شعبى، فبدل ما كنت بشترى لبس العيد خروج غالى ولبس بيت عادى، قمت هذا العام بشراء ملابس بسيطة وده وفر برده لان الاسعار اقل بكتير من العام السابق".
زيادة سرعة النت والباقة
علاء شبل عبودة، كان له حل سحرى، لتأهيل أبنائه أن هذا العيد بلا خروجات وفسح وبالتالى لن يكون هناك ضرورة لشراء ملابس جديدة، قائلا:" انا ما أشترتش هدوم، لكنى وعدت ابنائى بأنه بمجرد أن تنتهى كورونا " هخرجهم خروجة محصلتش فى التاريخ" ووضعت الحل بزيادة باقة النت لتحقيق اقصى سرعة والاشتراك فى برامج عرض المسلسلات والافلام الجديدة واشتريت بروجيكوتر وعملت قائمة أفلام جديدة وشراء بعض المقرمشات والمسليات لقضاء عيد منزلى، وهو مقارنة بمصاريف العام الماضى فالفرق كبير جدا، فهو اقل بكثير عن العام الماضى".
صنعت بيدى ملابس العيد
راند السيد أم طفلتين توأم مازال عمرهما 3 سنوات، ميزنيتها لم تختلف عن العام السابق باستثناء أنها لم تقم بشراء ملابس جاهزة وانما صنعتها بيدها قائلة:" أنا كنت بشترى لبناتى وهما لسه رضع ويدوب بدأوا يمشوا وفى فترة العزل المنزلى تعلمت من خلال النت كيف اصنع بيدى فساتين لبناتى، وقمت بشراء القماش والأكسسوارات ونفذته بيدى وطلع جميل، الفرق بين الجاهز وما صنعت بيدى من حيث التكلفة مش كتير، لكن الفرق هو فرحتى بما صنعت بيدى وكيف يبدو ".
العامل المشترك بين أغلب المصريين، هو ذكاء ربات البيوت فى استغلال تعليمات الحكومة بعدم الخروج وفسح ولا زيارات، بأن تكون هذه المسألة حجة جاهزة للتهرب من شراء ملابس العيد، لكن تبقى العيدية رمزية على قدر تحرك الطفل خارج المنزل مقارنة بما كان يحدث سابقا بالخروج للتنزه فى الحدائق أو زيارة الأقارب، التي كانت أحيانا تكون من مسافات سفر من محافظة لمحافظة، وهو ما كان يثقل الميزانية.
فالنهاية أكد الجميع أن الميزانية لهذا العيد أختلفت كثيرا عن ميزانيات الأعوام السابقة، وكانت قرارات الحكومة لصالح الأسر ومحدودى الدخل فى الرفع عن كاهلم ما كانوا ينفقوه كل عام على الملابس والخروجات والعيديات والسفر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة