واحدة من الروايات الأفريقية التى تمت ترجمتها فى مصر، بعد أن حققت نجاحا كبيرا، كانت رواية "لله الأمر" للكاتب الإيفوارى أحمدو وكوروما، والتى صدرت ترجمتها عن المجلس الاعلى للثقافة، وقد حصلت هذه الرواية الأفريقية على عدة جوائز أهمها ( جائزة كونكور) لعام 2001.
تصور الرواية أحداث مصير طفل صغير اسمه براهيما' طفل كان من الممكن أن يكون كالآخرين، لا أحسن ولا أسوأ من كل أطفال العالم، لولا أنه نشأ في بيئة أخرى وبلد آخر غير إفريقيا الغارقة في الفقر والظلم والحرب، يموت أبو الطفل وهو صغير السن ولا يذكر عنه إلا القليل، أما أمه التي كانت تزحف على مؤخرتها بعدما أصيبت ساقها برقية مؤذية من طرف ساحرة شريرة ، فقد توفيت وهو في الثامنة أو العاشرة من عمره. لذلك اضطر إلى الذهاب للبحث عن خالته و ولية أمره"ماهان".
وبحسب مترجمة الرواية "ثريا إقبال" تعتبر الرواية رحلة نحو منطقة الآخر البعيدة لأسباب مختلفة سياسية أو ثقافية أو بسبب ماض شهد عنفا فخلَّف وراءه حذرا أو سوء فهم، فالرواية دعوة إلى إقامة جولة سياحية ثقافية في ربوع الآخر المختلف تاريخيا عن سواه، إنها تقصي جمالي للتعرف على الاختلاف والتخلف، بعبارة أخرى، يمكن تشبيه الرواية برحلة جوية حيث تتحول الصفحات المقروءة إلى زمن معاش، والزمن هنا لا يعدو أن يكون تلك الساعات التي تقطع جوا بين بلد وآخر ومدينة وأخرى.
ولد أحمدو كورومو في قرية صغيرة في ساحل العاج عام 1927. وكان في السابعة من عمره حين دخل إلى المدرسة الفرنسية في مدينة بونديالي، وبعد أن أكمل دراسته الجامعية في باماكو، خدم في الجيش الفرنسي في الهند الصينية عقاباً له على نشاطاته السياسية المناهضة للاستعمار الفرنسي. وفي روايته الأولى التي حملت عنوان "شموس الاستقلالات" التي حققت له اعترافاً عالمياً بقدراته الفنية، ندد بالأنظمة الدكتاتورية في أفريقيا وبالمظالم التي سلطتها على الشعوب.
وجميع الروايات التي أصدرها إلى حد هذه الساعة، ظلت دائماً مرتبطة بالمشاكل والقضايا السياسية والاجتماعية التي واجهتها القارة الأفريقية وشعوبها على مدى الخمسين سنة الماضية.