أكرم القصاص - علا الشافعي

تدهور الحالة النفسية وتلعثم بالكلام والتوحد والبهاق كابوس يلاحق الأطفال ضحايا العنف الأسرى.. زوجة تصطحب طفلها لدى والدتها لحمايته من جنون والده.. سيدة برفقة طفليها: علامات جلدهما بالسلك محفورة على جسديهما

الثلاثاء، 26 مايو 2020 04:00 م
تدهور الحالة النفسية وتلعثم بالكلام والتوحد والبهاق كابوس يلاحق الأطفال ضحايا العنف الأسرى.. زوجة تصطحب طفلها لدى والدتها لحمايته من جنون والده.. سيدة برفقة طفليها: علامات جلدهما بالسلك محفورة على جسديهما محكمة الأسرة - ارشيفية
كتبت أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-علم النفس: "الخلافات الأسرية تحول الطفل إلى "عدوانى" على أصدقائه والبعض منهم يتجه للعنف"

-مختص:" يعاقب بالحبس والغرامة كل من كان متكفلا بطفل وطلبه منه من له حق في طلبه ولم يسلمه إليه"

نسبة الأطفال الواقعين فى دوامة العنف الأسرى بسبب الطلاق أو الخلافات الزوجية ليست بالهينة داخل المجتمع المصري، يوميا ما نسمع عن دعوي طلاق أو خلع، وانفصال غير رسمي نتيجة الخلافات الحادة التى نشبت بين الزوجين، والضحية أطفال وقعوا فى دوامة العنف التى اقتحمت حياتهم بسبب التناحر بين آبائهم وأمهاتهم بعد أن انساقوا وراء العناد والانتقام، ليتحولوا مع الوقت أداة ضغط لكل طرف على الأخر وابتزازه حتى يستولى على حقوق أكثر، ويتعرض الصغار إلى الضغط النفسي الذى يدمر حياتهم وحالتهم النفسية ويصيبهم بكثير من الأعراض من تلعثم بالكلام، والتوحد، والبهاق.
 
 

 

اليوم السابع يرصد حكايات أثار العنف الأسري المدمرة على ضحاياه من الأطفال داخل مكاتب تسوية المنازعات الأسرية
 

زوجة تصطحب طفلها لدي والدتها خوفا عليه من جنون زوجها

معاناة جديدة بسبب العنف الأسري، وزواج أخر على وشك أن توضع به كلمة النهاية بمحكمة الأسرة بأكتوبر، بعد استحالة العشرة بين الزوجين، وذلك بعد أن وقعت الزوجة س .م.ع، فى دوامة الجرى وراء زوجها لمنعه من تعاطى المواد المخدرة لتطلب الطلاق للضرر، قائلة: "كنت أخشي المكوث برفقة زوجى تحت سقف منزل واحد، بسبب اعتياده على التعدي على بالضرب، وخروجي بإصابات وكدمات، لمعاقبتي على رفضه مكوثه بالساعات خارج المنزل بالانشغال مع أصدقاء السوء بتعاطي المواد المخدرة، وإدمانه لها، وإهماله فى العمل، لدرجة تدفعني لاصطحاب طفلى الصغير لدى والدتى خوفا عليه من جنونه ".

وأضافت: "زوجى غير مسئول، وللأسف علمت ذلك بعد فوات الأوان، ليتسبب بسلوكه وتصرفاته فى إصابتي بالجنون، بسبب انشغاله باللهو مع أصدقائه، وترك مسئولية المنزل على، وتعوده على إيذائي".

 

ضحية للخلافات الأسرية:" نتسول فلوس النفقة من جدتي بعد صراخ والدي بالمحكمة بعدم اعترافه بنا"

مأساة حقيقية يعيشها غالبية الأطفال الواقعين فى دوامة العنف الأسري ليصبحوا أطفالا لا يعرفوا معنى كلمة الطفولة ويكبرون قبل أوانهم، وهو ما وصفهم الطفل ح.م.ك أثناء وقوفه أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة بحثا عن حقوقه وإخوته ليؤكد قائلا: اضطررت للعمل حتى أساعد والدتى فهى ليس لديها مصدر دخل .

وأكد الطفل البالغ 14 عام: "والدي رفض يسال علينا وتخلى عن الوقوف بجوار والدتى بسبب الخلافات التى وقعت بينهم، وامتنع عن سداد المصروفات والنفقات، مما اضطرنا لتسول النفقة من جدتي"، مؤكد: "عندما كان يتواجد فى المنزل كان يعتدي على بالضرب ووالدتى حتى أصبحت أخاف من تواجدي معه بمكان واحد".

وأكمل: حتى النفقات اللازمة من أجل علاج شقيقتي رفض سدادها، وأصبح يصرخ فى المحكمة أنه لا يعترف بنا.

 

سيدة برفقة طفليها:"علامات ضربه بالسلك ما زالت محفورة على جسدنا"

ووفق سرد الزوجات والأطفال لمعاناتهم بمحاكم الأسرة، تشابهت القصص من حيث العنف النفسي والجسدي، وهنا ننتقل لمحكمة الأسرة بمصر الجديدة والتى وقع ضحيتها الزوجة "ش.م.ع"، وطفليها "س.خ.ع"، و"ز.خ.ع"،  بعد أن تزوج والده وتركها فى صراع على مكان إقامتها بمسكن الحضانة لتصرخ: زوجي كان دائم الشجار والتعدى بالضرب علي وأطفالى رغم صغر سنهم وقتها، فكنت أنهار من البكاء لساعات وحتى يرحمنا ، وبالرغم من ذلك لا يستجيب".

وتابعت: فى آخر مرة قام بحرقى والتعدى على بالضرب بسبب طلبى منه دفع مصروفات أولاده، وهددنى إذا لم أترك المنزل سيشوه جسدي".

وأكملت : اضطررت للعمل بوظيفتين بسبب رفضه دفع النفقة ومصروفات المدرسة، وعندما لجأت لحماتي للتأثير على نجلها لسداد المصروفات والنفقات حتى لا أضطر لإقامة دعوى حبس ضده، قالت لي أبنى لم ينجب أطفال وهددتني بإبلاغ الشرطة عني".

 

مرض البهاق بلاحق أطفال الشقاق

مأساة أخري ترويها الزوجة ر.م  أم الطفلين البالغين 9 سنوات و 7 سنوات رحلتها مع العنف الزوجي قائلة:" عانيت خلال زواجي من العنف بسبب إدمان زوجي، مما دفعني لترك المنزل أكثر من مرة لأقضي عامين منفصلة دون طلاق أنتظر أن ينصلح حاله".

وتؤكد:" زوجي كان يمسكني ويصبني بجروح وكسور، حتي أطفاله كان بيضربهم، كنت بخاف يقتلني وأنا نايمة ".

وتتابع:" استمرت ملاحقته وأهله لى وأولادي، ومحاولته للتعرض بالإساءة لى أثناء سيري بالشارع، مما تسبب في تضرر حالة طفلى وإصابته بمرض البهاق، رغم قيامي بتحرير عدة بلاغات بعدم التعرض، ولكن للأسف لم أحصل على حقوقي".

علم النفس: "الخلافات الأسرية تحول الطفل إلى "عدوانى" على أصدقائه والبعض منهم يتجه للعنف"

عرضنا مأساة هؤلاء الأطفال على الدكتورة إيمان هلال، أخصائي علم النفس، فقالت: "يجب أن يتعامل الآباء والأمهات الذين قررا الانفصال بالشرح إلى أطفالهم طبيعة الحالة التى يمران بها وصعوبتها وإيجاد البدائل والحوار واللغة السهلة لكى يتغلبوا على الحالة النفسية التى من الممكن أن تؤثر عليهم سلبًا لكى نحميهم وللخروج من هذه التجربة الأليمة دون تشوه وبأقل الخسائر".

وأكملت: "الخلافات الأسرية تحول الطفل إلى "عدوانى" سواء على أصدقائه أو المقربين منه والبعض منهم يتجه للعنف أو يصبح طفلاً حقودًا ليعاقب غيره على الأزمة التى يمر بها ونجد منهم من يتجه للكذب لكى يتغلب على ما يمر به".

وأشارت إلى أن الحالة التى يكون فيها الطفل "رأى سلبى" لأحد الأطراف سواء أمه أو أبيه فيجب أن يكون رد الفعل عليه الهدوء وإشعاره أنه خاطئ لكى لا تحدث له انتكاسة أكبر مما هو فيها.

 

مختص:" يعاقب بالحبس أو بالغرامة كل من كان متكفلا بطفل وطلبه منه من له حق في طلبه ولم يسلمه إليه"

 قال محمد شعبان المحامى المختص بشئون محاكم الأسرة، ووفقاً لقانون الأحوال الشخصية، فأن أن أولى الناس بحضانة الصغير أمه بالإجماع، واشترط القانون أن تكون الحاضنة أمينة على المحضون لا يضيع الولد عندها، فإذا ثبت عدم أمانتها، تسقط عنها الحضانة فورا، وتنتقل لمن يليها من الحاضنات من النساء، وترتيب الحضانة إذا لم تتوافر الشروط بالأم وأن كانت تشتكى من علة، فتحل أم الأم ثم أم أخت الأم،  ثم الخالات للأم، ثم أم الأب، ثم الجدة للأب، ثم الأب والذي يحتل المرتبة السادسة عشر.

وتابع شعبان فى حديثه لـ"اليوم السابع":المادة 284 تنص على أنه"يعاقب بالحبس أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنيه كل من كان متكفلا بطفل وطلبه منه من له حق في طلبه ولم يسلمه إليه .

وأضاف المحامى:كذلك المادة 292 التي تنص على يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنية أي الوالدين أو الجدين لم يسلم ولده الصغير أو ولد ولده إلى من له الحق في طلبه بناء على قرار من جهة القضاء صادر بشأن حضانته أو حفظة،و كذلك أي الوالدين أو الجدين خطفه بنفسه أو بواسطة غيره ممن لهم بمقتضى قرار من جهة القضاء حق حضانته أو حفظة ولو كان ذلك بغير تحايل أو إكراه.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة