أكرم القصاص - علا الشافعي

100 كتاب عالمى.. "القلعة" رواية تحارب البيروقراطية وإحباط الإنسان

الجمعة، 29 مايو 2020 01:00 ص
100 كتاب عالمى.. "القلعة" رواية تحارب البيروقراطية وإحباط الإنسان غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحدة من أكثر روايات الأديب والفيلسوف التشيكى الراحل فرانتس كافكا شهرة وتأثيرا هى رواية "القلعة" الصادرة عام 1926، إذ صنفتها مكتبة بوكلوبن العالمية ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور، ويحاول فيها بطل الرواية، المعروف بـ ك، أن يقابل فى القلعة السلطة التى تحكم قرية يرغب فى أن يعمل بها مساح أراض.
 
توفى كافكا قبل أن ينهى الرواية لكنه اقترح أن تنتهى القصة بموت مساح الأراضى فى القرية وتعلمه على فراش موته أن القلعة "مطلبه بالحياة فى القرية ليس مقبولا لكن نظرا للظروف الخاصة فإنها ستسمح له بالعيش والعمل فيها"، القلعة تعالج اغتراب الفرد، البيروقراطية وإحباط الإنسان المستمر من جراء محاولاته مقاومة النظام، نشرت الرواية بعد موت كافكا عام 1926.
 
رواية القلعة
رواية القلعة
 
تروى القلعة قصة ك الذى يعمل مساحا أرسله مجهول لغرض مجهول إلى قلعة هى نفسها كمية مجهولة، ولا نعرف حتى النهاية ما يفترض بالمساح ك أن يحققه من الزيارة إلى القلعة، وبدلا من السرد الذى يمضى إلى نهاية حبكة مرسومة بعناية فإن كافكا يواجه القارئ بسلسلة من الاحباطات، حيث حاول ك المرة تلو الأخرى أن يتقدم فى عمله لكنه لا يصل أبدا إلى ابعد من محيط القلعة.
 
تبدأ الرواية بوصول ك إلى القرية التى تقع فى ظل القلعة ويبدو أنها تخضع لسيطرتها، المكان غارق فى الثلوج والقلعة يلفها الضباب حتى من دون بصيص ضوء يشي بوجودها.
 
وبحسب الكاتب عبد الإله مجيد، يصف كافكا المكان وصفا يكاد أن يكون كله ايحائيا على نحو لا يُطاق، وهو يقود القارئ الى منطقة ذات طبيعة قاسية، كأنها رقعة من القطب حيث بالكاد يوجد ضوء، ويشعر المرء بالمجهود العضلي الذي يبذله عبر الثلوج الكثيفة.
 
ويرى وليام بوروز إن من الخطأ النظر إلى القلعة أو حتى المحاكمة على أنها رواية مهجوسة بالبيروقراطية والقوى الغامضة التى تقف وراء اغتراب الإنسان فحسب، فمثل هذه القراءة تبخس مشروع كافكا الفنى، وهى قراءة اختزالية من حيث الأساس لأن كافكا يتناول قضايا بسيطة ومهمة فى آن مثل الوحدة والألم والبحث عن رفقة إنسانية والتوق إلى الكرامة والفهم فضلا عن قضايا مثل الحياة الجنسية والصراع اليومى مع العمل،  وقلعة كافكا تبعث على الحزن بسبب كل ما هو مفقود من هذه الأشياء البسيطة في حياة الإنسان. 
 
وهى تفرض على القارئ أن يواجه حاجة إنسانية أساسية، وفى رواية القلعة يقف القارئ شاهدًا على نضال ك من أجل الاعتراف بكيانه واحترامه لأن أساس كينونته برمته يقوض على أيدى أولئك الذين لا يعترفون بعمله أو حقه فى الوجود بينهم. ويبحث ك عن رفقة (يقيم علاقة مع امرأة ترتبط بسلطة القلعة) لكنه لا يطيق صحبة مساعديه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة