تعد رواية الأديب المغربى محمد شكرى "الخبز الحافي" أشهر رواياته الأدبية، وواحدة من أيقونات الأدب المغربى والأفريقى، كتبت بالعربية سنة 1972 وترجمها إلى الإنجليزية بول بولز سنة 1973،وترجمها إلى الفرنسية الطاهر بنجلون سنة 1981 ، ولم تنشر بالعربية حتى سنة 1982.
الخبز الحافى
و"الخبز الحافى" تحكى مأساة إنسان أبت ظروفه إلا أن يبقى فى ظلمات الأمية حتى العشرين من عمره فكانت حداثته انجرافاً فى عالم البؤس حيث العنف فى بيئة مسحوقة خاضعة تحت وطأة الاستعمار وما ينتج عنه من انتشار الفقر والجوع والجهل والأوبئة.
لقد كبر بطل هذه السيرة وسط أسرة كان دور الأب فيها ظالما وقاسيا، يسب الإله. العنف الذى نشأ فيه الابن، يفضى إلى تدميره روحيًا وقيميًا وأخلاقيًا، واحتوى الكتاب على الكثير من الألفاظ الخارجة
وكان كرهه الشديد لأبيه دفعه إلى استبدال مجتمعه الذكوري بآخر نسوي وتولد لديه نزعة للعنف والانتقام، حيث يرد على لسان البطل جملة: "في الخيال لا أذكر كم مره أقتله"، وحين ضُرب والده أمامه كان هذا المشهد عزاء له.
أثار هذا العمل ضجة ومنع في معظم الدول العربية إذ اعتبره منتقدوه جريئا بشكل لا يوافق تقاليد المجتمعات العربية. لا يزال الكتاب ممنوعا أو شبه ممنوع في أغلب الدول العربية.
ترجم الطاهر بن جلون مخطوطة الخبز الحافي إلى الفرنسية، ونشرتها دار ماسبيرو. واستقبل الكتاب بحفاوة من النقاد والقرّاء، وصار شكري كاتباً عربياً قبل أن ينشر كتابه باللغة العربية. المخطوطة بقيت عشر سنين في ادراج مؤلفها، قبل أن ينشرها على حسابه الخاص في المغرب. وبعد ذلك دخل الكتاب في النسيج الأدبي العربي المحدث، حيث اجتمع الإعجاب الشديد بالرفض والقمع والمنع، بحيث غلبت حكاية الكتاب على الكتاب نفسه.