خففت حكومات أوروبا من قيود فيروس كورونا وبدء المرحلة الثانية من طوارئ كوفيد19، وذلك بعد التزام نصف البشر منازلهم لأسابيع ، فيما تهيئ سكانها للتأقلم مع واقع التباعد الاجتماعى الجديد، ويبدو أن الحصيلة اليومية للوفيات فى الدول الغربية بدأت تستقر بل وفى تراجع، ولكن تنتشر حالة من المخاوف فى مناطق عدة من احتمال عودة الوباء فى موجة ثانية تعقب رفع القيود على الحركة، وتبتكر الحكومات سبلا لتخفيف تدريجى لتدابير الإغلاق من أجل منع العودة المفاجئة لمظاهر الحياة الطبيعية.
وقررت فرنسا تطبيق "ستوب كوفيد" لتعقب المصابين "مناسب" لكن بشرط تعزيز الضمانات بحماية الحريات وتقييم فائدته بانتظام، وسيسمح هذا التطبيق الخاص بالهواتف الذكية فى مرحلة رفع الحجر المنزلى برصد التواصل مع المصابين بوباء كوفيد-19.
كما وافقت اللجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات الفرنسية والتي تعتبر هيئة إدارية مستقلة على نظام وضعته الحكومة الفرنسية لتعقب الأفراد ورصد التواصل مع أشخاص مصابين بفيروس كورونا المستجد، سعيا لاحتواء انتشاره.
وقال وزير الداخلية كريستوف كاستنير إن " فرنسا تعمل بكامل جهدها لتوفير الكثير من الكمامات بالتزامن مع قرب وقت رفع الإغلاق الصحى فى مايو المقبل،وسيكون لدى فرنسا أكثر من 26 مليون قناع لعامة الناس أسبوعيًا بحلول نهاية أبريل، بالإضافة إلى 20 مليون قناع صحى للمختصين فى مجالات الصحة بحلول نهاية مايو.
اما في بلجيكا فقد فرض فينسنت دو وولف عمدة بدلية إتربيك البلجيكية في العاصمة بروكسل إرتداء الكمامات حال التعامل مع أخري، كما وقع على مرسوم للشرطة بهذا المعنى في البلدية ، على ان يكون إلزاماً على أي شخص إرتداء أقنعة الوجه، وذلك استعدادا لرفع الحظر المفروض بسبب كورونا.
ويلزم قانون الشرطة الجديد بارتداء قناع للوجه أو بديل يغطي الفم والأنف ، في بعض الأماكن العامة وخاصةً في الأماكن التي من الصعب فيها الحفاظ على التباعد الإجتماعي "مسافة 1.5 متر بين الأشخاص".
كما تستعد بعض الشركات البلجيكية التي لا ترحب بالزوار حاليا بسبب إجراءات الوقاية من كورونا، لإعادة عمل موظفيها من جديد بداية من غد الاثنين بعد فترة كبيرة من الحجر الصحى، على أن تكون تحت ضوابط شديدة، فإن إرتداء الكمامة سيصبح إلزامى في بعض الهيئات لعل على رأسهم مجال النقل، وسيتم إعادة فتح الغالبية العظمى للشركات اعتبارًا من 11 مايو ، شريطة أن تحترم الإبعاد الاجتماعي، والإلتزام بأعمال التطهير والتعقيم المستمر، كما سيتم إعادة فتح بعض الفصول المدرسية في 18 من الشهر ذاته، بحد أقصى 10 طلاب لكل فصل، كما تشمل عملية رفع الحجر الصحى ، إعادة فتح تدريجي للمطاعم من 8 يونيو على أقرب تقدير.
وفى إيطاليا يعود حوالى 4.4 مليون عامل للمصانع فى إيطاليا غدا 4 مايو، ولكن بشرط قياس درجة الحرارة قبل دخول المصانع، وأشارت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية إلى أن إيطاليا سمحت للمصانع ومواقع البناء إعادة فتح أبوابها ، والسماح بزيارات عائلية محدودة مع الاستعداد لإنهاء تدريجى لأكبر إغلاق للبلاد بسبب فيروس كورونا.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم فتح المتنزهات وسيسمح بالزيارت العائلية والجنازات محدودة مع عدد لا يزيد عن 15 شخصا، كما يمكن اعادة فتح المتاحف والمكتبات اعتبارا من 18 مايو ، وستظل المدارس مغلقة حتى بداية العام الدراسى الجديد فى سبتمبر القادم.
وأكد رئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبى كونتى أنه سيتم فرض تطبيق التتبع الإلكترونى للمصابين والذى سيكون على أساس طوعى ، مشيرا إلى أن تطبيق "محصنون" ضرورى لتجنب انتشار الفيروس.
وفى إسبانيا، خرج الأطفال من منازلهم للمرة الأولى أمس بعد اضطرارهم إلى ملازمتها لستة أسابيع، وذلك بفضل تخفيف إجراءات الحجر الأشد في أوروبا التي فرضت في 14 مارس إثر التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد في إسبانيا. وبعد هذه الأسابيع، مع شروط وهى أن يكونوا برفقة أحد الوالدين ويستخدمون دراجات صغيرة أو دراجات ثلاثية العجلات لمن هم أصغر سناً أو حتى عربات أطفال.
ويُسمح لمن هم دون الـ14 عاماً حالياً بالخروج لساعة واحدة يومياً، بين التاسعة صباحاً والتاسعة مساء، ولكن ضمن دائرة لا تتعدى المنزل بكيلومتر واحد، وبرفقة أحد الوالدين. ولن يكون بمقدور المرافق الخروج مع أكثر من ثلاثة أطفال.
كما قررت السلطات فى إسبانيا ، فرض ارتداء الكمامات على وسائل النقل العام بدءًا من غدا الاثنين، ضمن إجراءات منع تفشى كورونا.
وتستعد ألمانيا فى بعض الولايات لديها بفتح مدارسها، من خلال توزيع أقنعة حماية للوجه على التلاميذ والطلاب، فقبل بدء الحياة المدرسية اليومية لـ 130 ألف تلميذ في ولاية راينلاند بالاتينات بألمانيا غدًا الاثنين ، تم توزيع 145000 قناع يومي قابل لإعادة الاستخدام وقابل للغسل على المدارس.
وقام مساعدو الصليب الأحمر ، بنقل معدات الحماية الشخصية يوم الأحد من ماينز إلى لانداو وترير وكوبلينز ، حيث تم توزيعها على المقاطعات والمدن المستقلة.
بينما تفتح صالونات الحلاقة فى التشيك ابتداءً من يوم الاثنين المقبل 11 مايو، فى جمهورية التشيك، ولكن مع الالتزام بالقواعد التي يجب التزامها بالنسبة للحلاقين و العاملين في المنكير والبدكير و الزبائن.
ونشرت الصحف التشيكية أنه بالنسبة للحلاقين يجب عليهم ارتداء كمامة وفوقها درع واقي يغطي كامل الوجه، كما يجب عليهم تعقيم أيديهم قبل كل حلاقة أو تبديل القفازات في حال كانوا يستخدمونها وتعقيم المكان و كل شيء قبل الحلاقة لكل زبون.
وأعلنت الصحة التشيكية و جوب قياس درجة الحرارة في حال كانت حرارتهم مرتفعة اكثر من 37 درجة او لديهم أعراض أخرى لفيروس كوفيد 19 لن يكون بإمكانهم ممارسة العمل.
أما الزبائن فيجب عليهم ارتداء الكمامات أيضا والتزام مسافة أمان بين الزبائن مترين، لذلك ستستقبل محلات الحلاقة زبائن أقل خلال اليوم الواحد لتجنب الازدحام.أما طوابير الانتظار لحجز المواعيد فهي طويلة فمنذ اعلان تاريخ فتح صالونات التجميل من جديد غدت المواعيد محجوزة من قبل الزبائن حتى عدة أسابيع مقبلة.
بينما أعلنت وزيرة العدل والشرطة في سويسرا كارين كيلر سوتر عن عزم السلطات على فتح الحدود لدخول مواطني الدول الأخرى على أساس الاتفاقات الثنائية، متوقعةً أن تكون البداية مع الدول المجاورة، ومن بينها النمسا.
واشترطت وجود تنسيق الخطوات بين الجيران، وهذا سيحدث بطريقة متفق عليها، ومن المرجح جدا مباشرة بين الدولتين، وليس بشكل عام على المستوى الأوروبي ، مشددةً على أن الوضع في النمسا وإيطاليا مختلف تماما، لذا فسيتم تخفيف القيود في كل حالة على حدى".
وأكدت أن أي فتح للحدود يجب أن يتم على أساس المعاملة بالمثل، لأن سكان سويسرا لن يفهموا إذا بدأت بلادهم في استضافة السياح الفرنسيين والإيطاليين، في الوقت التي ستبقى حدود الدولتين مقفلة أمامهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة