تعتبر آثار تغير المناخ من العوامل الرئيسية فى الحاق الخسائر الاقتصادية على مستوى العالم وبخاصة الأعاصير وارتفاع درجات الحرارة ،والتي تتسبب في ارتفاع فاتورة التغطيات التأمينية ، حيث كشف تقرير لشركة سويس رى العالمية ان عام 2019 تميز بانخفاض الخسائر الاقتصادية الناتجة عن كوارث طبيعية إلى 146 مليار دولار أمريكي ، وهي قيمة أقل مما كانت عليه في العامين السابقين ، بسبب غياب الأعاصير الشديدة في الولايات المتحدة ، وغطى التأمين ما قيمته 60 مليار دولار أمريكي من الخسائر ، وهو أقل من المتوسط السنوي للخسائر خلال العشر سنوات السابقة والذي بلغ 75 دولار أمريكي
وأشار التقرير الى انه من بين الخسائر المؤمن عليها في العام الماضي ، بلغت الخسائر الناجمة عن كوارث طبيعية 52 مليار دولار أمريكي وتسببت أعاصير Hagibis ، وFaxaiفي اليابان في أكبر الخسائر الفردية لعام 2019 على مستوى العالم، ومنذ عام 1980 ، كانت أغلب الخسائر ناشئة عن حوادث الطيران بسبب تراكم التعرض لهذه الخسائر كنتيجة طبيعية للنمو الاقتصادي والتحضر، وأدى تركيز الأصول (البشرية والمادية) ، لا سيما في المناطق الحضرية مثل المناطق الساحلية المنخفضة المعرضة لظروف الطقس السيئة إلى تضخيم احتمال الخسارة عند وقوع حدث مناخي شديد، وتمثل العوامل الاجتماعية الاقتصادية الأخرى معظم ما تبقى من اتجاه الخسائر المتزايدة مع مرور الوقت.
وأوضح التقرير ان أغلب الخسائر الناجمة من الكوارث الطبيعية حتى الآن جاءت نتيجة لتراكم تعرض رأس مال البشري والمادي للخطر، والذي نتج بدوره عن التنمية الاقتصادية والتحضر، ومع ارتفاع درجات الحرارة في العالم ، من المتوقع زيادة وتيرة الأحداث المناخية القاسية، مما سيسهم بشكل متزايد في ارتفاع الخسائر على مدى العقود القادمة، كما تبدو آثار تغير المناخ واضحة في العالم اليوم في شكل ارتفاع متوسط درجات الحرارة ، وارتفاع مستويات البحار ، وذوبان القمم الجليدية ، وموجات الحرارة الأطول والأكثر تكراراً ، وأنماط الأمطار غير المنتظمة والمزيد من الطقس المتطرف.
و تظهر آثار تغير المناخ بشكل ملحوظ في مساهمتها المتزايدة في الخسائر الناتجة عن المخاطر الثانوية ففي كل من الأعوام 2017 و2018 و2019 ، حصلت المخاطر الثانوية على حصة الأسد من إجمالي خسائر السنوات المشار إليها (المخاطر الثانوية يمكن أن تكون أحداثًا صغيرة أو متوسطة الحجم ، أو تكون آثاراً ثانوية للمخاطر الأولية :مثل تسونامي بعد الزلزال) .
واظهر التقرير عدة تساؤلات " كيفية تأثير تغير المناخ على تواتر وشدة الكوارث الطبيعية غير مفهومة حتى الآن وعلامات تأثير تغير المناخ على المخاطر الأساسية مثل الأعاصير أقل وضوحاً بالرغم من أن هذا التأثير لا يزال موجوداً الأسئلة االتي لا زالت بدون إجابة هي ما طبيعة تغير المناخ؟ وحجمه ؟ومدى تأثيره على الخسائر؟ " ، إن الفشل في العمل الآن يمكن أن يؤدي إلى نقاط تحول لا رجعة فيها في الأنظمة المناخية ، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى عدم قابلية الخطر للتأمين ، خاصة في مناطق التراكم عالية التعرض للخطر."
وتابع التقرير : حتى الآن ، لا تزال المخاطر المتعلقة بالطقس قابلة للتأمين،وتسمح الطبيعة قصيرة الأجل لمعظم أعمال إعادة التأمين على الممتلكات بإدخال التعديلات المستمرة على رؤيتنا للمخاطر التي يجب أن تعكس دائما التغيرات الملحوظة في المناخ.
وللحفاظ على قابلية الخطر للتأمين ، تحتاج صناعة إعادة التأمين إلى تتبع تأثير تصاعد حرارة المناخ وتكييف النماذج مع مشهد مخاطر دائم التطور ، وإدماج أساليب جديدة باستمرار في تقييم المخاطر، والمفتاح للجيل القادم من النمذجة التنبؤية هو فهم كيف أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية في الأعوام الماضية ، والتي لم يتم استيعابها بالكامل في النماذج حالياً ، قد أثّرت على تزايد المخاطر والخسائر اليوم ، وعلاوة على ذلك ، تقدم الأحداث الكارثية التي حدثت في عام 2019 دروساً حول مكونات الخسارة المعقدة مثل تغير شكل الخسارة ، والتي لا تنعكس دائماً بشكل كامل في نماذج المخاطر الحالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة