يبدو أن دويلة "الحمدين" لا تعرف إلا الخيانة لغة، والانقلاب أسلوبا لتداول السلطة بين أفراد العائلة الواحدة، فهكذا تولى الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى مقاليد الحكم فى دولة قطر بعد انقلابه على ابن عمه الشيخ أحمد بن على آل ثانى عام 1972. ورغم أن نظام الحكم فى تلك الإمارة ملكية مطلقة تحكمها عائلة آل ثانى، حيث كانت أسرة آل ثانى حاكمة فى قطر منذ عام 1825، لكن منذ استقلال الإمارة فى مطلع السبعينيات، لا تعرف سوى الانقلاب على الحكم.
التاريخ نفسه، اليوم ، حيث يواجه تميم ابن موزة المصير نفسه، حيث استفاق أهالى منطقة الوكرة جنوبى قطر فجر اليوم على سماع دوى انفجار واشتباكات مسلحة بأسحلة ثقيلة ، وفق ما أورد عدد من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعى ، فيما تداول آخرون فيديوهات لسماع صوت إطلاق كثيف للرصاص بالدوحة فجر الاثنين.
وأشار بعض النشطاء إلى احتمالية وجود انقلاب عسكري، يقوده رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم.
وقال ناشط على تويتر يدعى خالد الهاجري: "يارب سترك علينا يارب.. صحيح فيه صوت انفجار ؟ او تدريب للقوات التركيه الله يستر منهم والله بنقولها كثير مو نافعنا الا عيالنا".
الدوحة تاريخ من الانقلابات
تاريخ الدوحة سجل حافل من الانقلابات فعندما استقلت قطر عن بريطانيا عام 1971 م، كانت المشيخة تحت حكم الشيخ أحمد بن على آل ثانى، الذى أطيح به بانقلاب عسكرى نفذه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد أل ثانى، وقام خليفة بتوطيد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده، إلا أنه لم يكن أن الضربة ستأتيه من حيث لا يحتسب من ابنه البكر حمد.
وكان حمد أكبر أولاد خليفة، وكان أفشلهم فى الدراسة ما دفع الأب إلى إخراج الابن من المدرسة قبل أن ينهى الثانونية العامة، أرساله إلى كلية ساندهيرست العسكرية فى بريطانيا، ولم يتمكن حمد من إنهاء الدراسة فى الكلية، حيث فصل منها بعد تسعة أشهر ليعود لقطر برتبة جنرال، ليصبح قائد للجيش وواليا للعهد عام 1971.
فى هذه الأثناء كانت دخلت الشيخة موزة، كزوجة رابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة، الذى ارتبط ببنات عمومته، وبدل أن تعيش موزة على الهامش كما خطط لها حماها، نسجت خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم، الطامح بخلافة والده الذى بدا وكأنه لن يموت، وهنا خطط للانقلاب عليه.
خيانات مستمرة
وجاءت بداية حكاية انقلاب حمد على أبيه خليفة، بداية من يوم 27 يونيو 1995، حيث كان الشيخ خليفة يغادر قطر إلى أوروبا فى رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى برودة أوروبا، ولم يكن خليفة يعلم أن حفل الوداع الذى أجرى له فى مطار الدوحة كان الأخير، وأن الابن حمد قبل يد والده أمام عدسات التليفزيون، وقد انتهى من وضع خطته للإطاحة بأبيه واستلام مقاليد الحكم.
وفى صبيحة اليوم، قطع تليفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض صور لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه، وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة حينها، إن ما تم جرى دون علمه بما جرى.
وتمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصا من المقربين من الشيخ خليفة، وتم الزج بهم فى سجن بوهامور، وكانت تلك بداية الانهيار الجديد فى الأسرة الحاكمة، بحسب وصف المؤلف، وذلك بعدما تم اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم الجديد يتزعمها ابن عم الشيخ خليفة، ووصفت تقارير عن مصادر مطلعة داخل العائلة القطرية، أن الشيخة موزة كانت عراب هذه الانقلابات فى الأسرة وقد نفذتها اعتمادا على رأس حربة من أبناء العائلة، هو حمد بن جبر آل ثانى وزير الخارجية القطرى السابق.
من جديد عادت الانقلابات إلى أسرة "خليفة" هذه المرة، كانت على يد الابن، الذى قوى عوده، ورأى أن والده قد قضى فى السلطة 18 عاما، وحان وقت رحيله، بانقلاب عسكرى وليس تنازلا عن السلطة، هذا ما أكده المراقبون والإعلاميون المتابعون لشأن هذه الدولة الغريبة التى ينقلب فيها الأبناء على آبائهم.
خرج حمد ليعلن تنحيه عن الحكم، وتنازله لنجله "تميم"، لكن المراقبين والإعلاميين، والذين راقبوا ما يحدث فى الداخل القطرى أدركوا ما يدور، لقد كان انقلابا جديدا، استطاع الابن الشاب أن يسيطر على مقاليد كل شىء فى الداخل القطرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة