بالرغم من أننا نعيش أجواء رمضانية وروحانية وإيمانية، إلا أن ذلك لم يمنع مرضى القلوب والطامحين في تحقيق الثراء السريع من الحرام، وذلك عن طريق أكل مال الناس بالباطل.
ورغم الظروف الحياتية التي يعيشها العالم، بسبب وباء كورونا، والذي تُعاني منه بلادنا الحبيبة، إلا أن ذلك لم يمنع تجار الدعم من الاستيلاء على "قوت الغلابة" والاتجار بأموال الدعم في السوق السوداء، طمعاً في الربح والمال.
ما أقوله لك هنا، ليس حديثاً يُفترى، وإنما هي حقائق رصينة، سطرتها محاضر شرطة التموين، من خلال حملات رقابية مكبرة لاستهداف التجار الذين يتلاعبون بـ"قوت الغلابة" ويستولون على أموال الدعم.
وبلغة الأرقام، دعني أعرض عليك، حجم أموال الدعم التي استولى عليها مرضى القلوب والعقول، حيث ضُبط خلال شهر 201 قضية بيع سلع تموينية مُدعمة بالسوق السوداء، بمضبوطات " 311,449 طن – 28079 عبوة سلع غذائية وتموينية متنوعة"، فضلاً عن استيلاء التجار على " 18 طن و24300 قطعة" سلع مُدعمة متنوعة، والمحرر عنها 72 قضية، بالإضافة إلى عشرات من أصحاب المخابز الذين يستولون على أموال الدعم ويستبيحون الملايين منها باختراق منظومة الخبز.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما سارع البعض للاتجار في اسطوانات البوتاجاز المدعمة، بالرغم من حاجة الناس إليها في رمضان، فاستولوا على 39839 اسطوانة، تقدر قيمة الغاز المدعم فيها بـ 5378265 جنيه، والمحرر عنها 308 قضية، فضلاً عن الاستيلاء على الوقود المدعم بقيمة 932715 لتر "بنزين وسولار"، والمحرر عنها 62 قضية.
للآسف، نحن أمام لصوص لا يعرفون "الحرام" تشبعت بطونهم منه، دأبوا على أكله، واستحلوه لأنفسهم، واستولوا عليه عنوة من أفواه تحتاج إليه.
ونحن نقرأ الضبطيات وندقق الأرقام ، نُحي جهود مخلصة، لرجال شرطة التموين، الذين يحرسون أموال الدعم، ويحمون "قوت الغلابة" جشع بعض التجار، يرصدون ويتحركون ويضبطون، ويؤدون رسالة أمنية سامية، في الحفاظ على حقوق الناس من الضياع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة