رمضان من زمن فات.. تفاصيل مختلفة ومظاهر متشابهة.. كيف أحيا أهل الخليج ليالى الشهر الكريم منذ نصف قرن؟ "الغبقة" عزومات عريقة.. "القرقيعان" مظاهر احتفال الأطفال.. وللإمارات طقوس خاصة.. وهذه عادات نساء الخليج

رمضان شهر له مذاق خاص يجعله المحبب لقلوب تنتظره بشغف، ولكن عاداته التى اختص بها اختلفت على الأزمنة، خاصة فى الخليج، وإن اختلفت التفاصيل لكن المظاهر العامة تتشابه، ما بين تجمعات العائلات والأصدقاء على موائد المليئة بكل ما لذ وطاب، ولكن كيف كان الاحتفاء بليالى رمضان قديما؟

حرص أهل الخليج على تجمع العائلات فى منزل واحد، قبل بداية الشهر بأسبوع ، وبالنسبة للطعام، فتسيطر الأكلات التقليدية القديمة هى السائدة على الموائد.

"الغبقة"

واشتهر الخليج بعادة "الغبقة" وهى إحدى العادات العريقة لدول الخليج لتجد الأسر تتعازم على الموائد العامرة بعد صلاة التراويح مرتدين الملابس الأصلية وهى إحدى العادات العريقة والتراثية وتكون بعد الصلاة تتشارك الأسر والأصحاب وتقدم الأطباق الدسمة والحلويات، فالأكلات الخليجية مميزة ولها نكهة خاصة.

سفرة رمضان فى البحرين

القرقيعان

هناك عادة مشهورة جدًا فى منطقة الخليج العربى تعرف باسم القرقيعان تقام فى أيام الثانى عشر والثالث عشر والرابع عشر من شهر رمضان الكريم يلبسون الأطفال الصغار الملابس التقليدية العباءة والعقال ويطوفون على البيوت منشدين بأصوات عالية أغانى خاصة برمضان يدقون على أبواب المنازل لتفتح لهم ربة المنزل وتعطيهم الحلوى والمكسرات.

تجمعات الأطفال فى رمضان 

وكانت هناك عادة تعرف باسم "الجريش" ويتم إعداد الأطباق الرئيسية والمميزة لشهر رمضان والحلويات وجميع أنواع العصائر احتفالاً وتعبيرًا عن الخير الذى يجلبه وحفاظًا على صلة الأرحام وربط أفراد الأسرة الواحدة.

ومن العادات والطقوس التراثية القديمة و التى حرص عليها أهل الخليج فى هذا الشهر ، ارتداء الملابس التراثية .

أطباق الخليج

واشتهر الخليج بالأطباق الرمضانية الشهية ومن أشهر تلك الأطباق" الجريش والهريس والحلويات مثل الجيمات والتشريبة والجفشة والحلويات مثل الكريم كراميل والمهلبية"، يوكانوا يرتدون الملابس التقليدية ويحرصون على إبراز النواحى التراثية، تقام فى البيوت والمزارع ولكنها مؤخرًا انتقلت إلى الفنادق والمطاعم الكبرى تيسيرا وتسهيلا على ربة المنزل.

"مدفع الإفطار" من قصر نايف

 وفى الكويت  أبرز ما يميز الشهر الكريم هو مدفع الإفطار والذى يطلق من قصر نايف التابع لأسر حكام دولة الكويت والذى يفتح لإطلاق المدفع.

اطباق عربية فى رمضان

وقديما أطلق على المسحراتى اسم "أبو الطبيلة" فهو شيخ كبير يجول الشوارع يمسك بطبلة صغيرة ويردد: "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله" لإيقاظ النائمين.

عادات فى الإمارات 

تلك العادات والتقاليد والطقوس الرمضانية تختلف إلى حد ما في الإمارات، ففي كل عام يلتقى الأهل والأصدقاء والجيران في "رمسة " رمضانية مليئة بروح المحبة ونورانية أيام وليالي الشهر الفضيل.يتناولون الوجبات الرمضانية ويتبادلون الأحاديث والسوالف مع القهوة العربية وهناك من يقوم بتلاوة الذكر الحكيم والقصص وغيرها من المجالات الثقافية وتستمر الرمسة الرمضانية إلى ما بعد منتصف الليل والاستعداد ليوم رمضاني جديد مليء بالفرحة والسعادة بين قلوب الناس .

بعد الإفطار جلسة حول سفرة زاخرة باللقيمات والساقو والخبيص /أنواع من الأكلات الشعبية القديمة.

ولتحرى ثبوت الهلال طقوس خاصة

وعن كيفية ثبوت رؤية الهلال فكان عندما يقترب موعد الشهر يجتمع الرجال كل يوم بعد صلاة المغرب ويشكلون فريقا ولابد أن يكون من بينهم رجال موثوق بهم لتحري الهلال إذ يكون من بينهم أكفأ الحفظة لكتاب الله والمطاوعة المشهود لهم بالدقة في التحري وإذا ثبت رؤيته يتم الإعلان عن ذلك بواسطة اطلاق المدفع للأعيرة النارية والتي تعبر عن ثبوت الرؤية فيتبادل الجميع التهاني بحلول الشهر الفضيل ويتباركون بقدومه ويهنئ بعضهم البعض ويستعدون لتجهيز وجبة السحور التي عادة ما تتكون من العيش والتمر والقهوة .

وللنساء عادات أيضا

وعادة الرجال قبل هذا الشهر تجهيز مكان لإفطارهم يجتمعون فيه مع بعضهم البعض وكل قبل موعد الإفطار يحضر فطوره ويجتمعون في هذا المكان حيث يفترشون الرمل أو الحصير ويعتادون على الإفطار في هذا المكان كل يوم من أيام الشهر الفضيل وبعد الإفطار يتفرقون لأداء صلاة المغرب ومن ثم يتجمعون مرة ثانية في نفس المكان بعد صلاة العشاء وكذلك النساء يجتمعن كل يوم في منزل احدى الجارات لتناول طعام الفطور ومن ثم يجتمعن بعد صلاة العشاء للفوالة .


وعن الوجبات الشعبية فكانوا يجهزوا الحب أو ما يعرف بالقمح لطحنه في أداة تسمى " إيوان " مصنوع من الخشب يشبه الهون ولكن حجمه أكبر وله مدق "مضرب" طوله متر ونصف المتر ويدق فيه الحب ويرش بالماء ويتم وضعه في قفة لكي تستخدم لصنع الهريس.

و كان أهل البادية ينتقلون خلف العشب والمراعي الخصبة ومن عاداتهم في الشهر الفضيل ان يستقروا ويقضوا قضي شهر رمضان في مكان واحد ولا ينتقلوا خلال الشهر إلا بعد العيد حيث يشيدوا بيوت الشعر ويرحلوا خلف العشب والكلأ والماء متوفر من خلال الآبار الموجودة في المنطقة .


وحول الاستعدادات خاصة فى منطقة رأس الخيمة، حيث العادات الرمضانية العريقة، عادة ما كانت تبدأ من آخر شهر شعبان حيث كانوا يأخذوا الإبل ويحملوا الحطب والصخام والحشيش والثمام ويتوجهوا إلى السوق من مقر خيامهم في منطقة الحليو بعجمان ويبيعوا ما توفر لديهم ويشتروا مؤن رمضان من عيش وقهوة وطحين وكلها أشياء بسيطة عكس اليوم التطور والحداثة، وفق البيان.