كشف علماء الفلك عن أول دليل على الإطلاق على وجود نهر على كوكب المريخ تدفق عبر الكوكب الأحمر لأكثر من 100000 سنة، وذلك قبل قبل 3.7 مليار سنة، حيث تكشف العلامات الدائمة التي تركت في الجرف المكشوف الذي يزيد ارتفاعه عن 650 قدمًا (200 متر)، أن النهر كان سيلًا عميقًا وسريعًا من المياه موجودًا على مدار السنة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن هذا الدليل يثبت أن كوكب المريخ كان به مياه سائلة وفيرة وجو مستقر قادر على دعم الحياة منذ حوالي 3.7 مليار سنة، عندما كان النظام الشمسي في بدايته.
فحص باحثون من جامعة أوتريخت صور عالية الدقة من المدارات التى تدور حول الكوكب ووجدوا دليلاً على النهر، ويعتقدون أنه كان يتقلب باستمرار وخلق ضفاف رملية مماثلة لنهر الراين، أو أنهار أخرى في شمال إيطاليا.
وظهر هذا الدليل على الجرف الكبير، الذي يقع في مكان يُدعى في إيزولا مينسا في الحافة الشمالية الغربية لحوض هيلاس في نصف الكرة الأرضية الجنوبي للمريخ.
كما تم فحص الصخور الرسوبية الناعمة بالتفصيل، مع صور متقدمة على الأقمار الصناعية توفر دقة تصل إلى بوصة (25 سم) لكل بكسل.
تتطابق العلامات الموجودة في الصخور مع تلك التي تظهر على الأرض عندما يتدفق الماء عبر الصخور لفترات طويلة من الزمن، ونظرًا لعمر المنحدرات، لا يستطيع الفلكيون التنبؤ بطول النهر، قائلين إن التآكل يجعل السطح الحالي مختلفًا تمامًا عن السطح الذي كان موجودًا منذ أكثر من ثلاثة مليارات سنة.
يقول الدكتور فرانشيسكو ساليس، الذي قاد البحث، إن تحليل العلامات في الصخرة كان سهلاً باستخدام التكنولوجيا الصحيحة، مضيفا "أتاحت لنا الصور عالية الدقة قراءة الصخور كما لو كنت تقف بالقرب من الجرف".