القارئ عبد العزيز آدم يكتب: سلسلة دليل الأم الذكية فى أسس التربية القومية

الخميس، 07 مايو 2020 10:00 ص
القارئ عبد العزيز آدم يكتب: سلسلة دليل الأم الذكية فى أسس التربية القومية عائلة- أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مرحلة الطفولة المبكرة هى من أهم وأخطر مراحل حياة الإنسان والتى من خلالها تتشكل حياته وتوجهاته النفسية والسلوكية سلبًا أو إيجابًا طبقا لأساليب التربية والسلوكيات المكتسبة. هذه المرحلة تبدأ من عمر يوم إلى ما قبل مرحلة رياض الأطفال (حوالى خمس سنوات). وتكمن خطوة هذه المرحلة فى جانبين أولهما أن الطفل فيها يبدأ بالتعرف على العالم من حوله ويبدأ فى محاولة تكوين شخصيته طبقًا للمعطيات النفسية والبيئة التى ينشأ فيها، وثانيها أن الابوين لا يدركان فى الغالب درجة الوعى الخطيرة للطفل فى هذه السن المبكرة ويتعاملون معه على أنه كيان لم يكتمل بعد من حيث الوعى والتفكير والإدراك وهذا مغاير للحقيقة، لأن كل المكتسبات النفسية والسلوكية فى هذه الفترة سلبية كانت أو إيجابية، ترسخ فى ذاكرة الطفل ومخيلته وتشكل توجهاته مستقبلا.

على الأم تحديدا مراقبة سلوك الطفل بشكل دقيق واع، وعلى نفس القدرة من الأهمية عليها أن تراعى رد فعلها وما يجب عليها القيام به حيال أى سلوك ينشأ عن الطفل.

ولتوضيح ذلك يمكن أن نتناول بعض الأمثلة الشائعة التى كثيرا ما تتكرر فى مرحلة الطفولة المبكرة. فمثلا تلاحظ الام أحيانا أن تصرفات الطفل تتسم بالعناد والعصبية والبكاء الدائم للحصول شيء معين أو تنفيذ مطلب معين وفى هذه الحالة يجب عليها أن تتعامل بحرص شديد وعدم تلبية رغبات الطفل بشكل مستمر عندما يلجأ للبكاء لأنها بذلك قد تخلق صفة العناد فى الطفل وتخبره بشكل غير مباشر أن استمراره فى العصبية والصراخ هى الوسيلة الوحيدة للحصول على متطلباته. أمثلة أخرى تتعلق بمراقبة نمو وسلوك الطفل، فمثلا بعض الأطفال تتأخر فى التواصل والكلام أو يكون عنده تشتت انتباه وفرط حركة، إذا لم يكن ذهن الأم متقدا بشكل دائم لمراقبة سلوكيات وتصرفات الطفل فى هذه الحالة وتحديد أى خلل قد يطرأ على نموه العقلي، فإن ذلك قد يؤدى إلى العديد من المشاكل النفسية الخطرة مثل سمات التوحد أو الإدمان على سلوكيات من شأنها أن تدمر السلامة النفسية للطفل أحد أمثلتها الانفصال عن المجتمع وأدمان الألعاب الإلكترونية دون وجود نشاط صحى فاعل.

كل هذه الامثلة المذكورة وغيرها لها مؤشرات جلية تعرفها جيدا الام الذكية من خلال مراقبة سلوك الطفل عن كثب وتحديد ما إذا كان علاج الأمر فى المتناول أو يجب عليها الاستعانة بالخبراء النفسيين لطلب المساعدة أو اللجوء للعلاج فى المشاكل النفسية التى تعجز عن تداركها، كأن تلجأ مثلا للمتابعة مع أخصائى تخاطب أو تعديل سلوك أو صعوبات تعلم. ولكن الأمر الهام جدا هنا، أن الام الذكية يجب عليها بذل المزيد من الجهد مع الطفل لتدارك أى خلل أو مشاكل نفسية يعانى منها الطفل قبل التفكير فى اللجوء للأخصائى النفسي، لأن اللجوء للأخصائى النفسى أحينا يختاره الوالدين كأحد الحلول السهلة لتلافى مواجهة المشكلة وبذل أى جهد يذكر من ناحيتهم فى تناولها بالتحليل للوقوف على أسبابها والوصول لأقرب الحلول المنطقية لها، علما بأن تأثير الأم فى معالجة سلوك الطفل هو من الأهمية بمكان يفوق كثيرًا دور الأخصائى النفسى أو أى شخص آخر.

على الأم الذكية أن تعى خطوة دورها فى حياة أبنائها وتنشئتهم لاسيما فى أخطر مراحلها وأهمها - الطفولة المبكرة – ولا يضيرها أبدا أن تجتهد وتعمل على تثقيف وتطوير نفسها فى الجانب التربوى وما أكثر المواد التثقيفية المرئية والمقروءة المتاحة على مواقع الإنترنت. ولكن هنا يجب التنويه على أهمية التقصى والتحرى فى المواد التى تستخدما فى تطوير الجانب التربوى لديها فى أن تكون من مصادر موثقة يعتد بها ومن أخصائيين نفسين معروفين، قبل العكوف على دراسة مواد تثقيفية غير دقيقة ومجهولة المصدر.

ويجب أن يكون هذا التطوير التربوى المشار اليه له هدف محدد لدى الأم الذكية غايته:

(١) معرفة الطرق السليمة فى التعامل مع الطفل من الجانب النفسى والتربوى

(٢) معرفة طرق الاستجابة السليمة لسلوكيات الطفل المختلفة وكيفية التعامل معها بشكل إيجابى فعال

(٣) كيف ومتى تقرر اللجوء للأخصائى النفسي، بعد استنفاذ كل محاولات تعديل السلوك أو ملاحظة أى خلل غير طبيعى فى النمو العقلى للطفل

(٤) كيف تبنى على كل ما سبق تربية نفسية قويمة مستدامة تستمر مع الطفل حتى يصل إلى مرحلة النضوج والقدرة على الاعتماد على نفسه وتحديد توجهاته فيما بعد نهاية مرحلة الطفولة والبدء بشكل متزن فى اعتماده على نفسه. 

 

الأمر فى مجمله هو عبارة عن معادلة متكاملة الأركان، للأم فيها الدور الجلل فى المراحل المبكرة من حياة الطفل تحديدًا، وهى فقط من يحدد فيها الأدوات والخبرات التى قد تلجأ إليها لمساعدتها فى عبور الطفل لهذه المرحلة الهامة وتنشئته بشكل سوى نفسيا وتربويا وسلوكيا.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة