لاتزال مبادرة شباب وأهالى محافظة الأقصر، للمساهمة فى عمليات تكفين وتغسيل المتوفيين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، فى مستشفيات الحجر الصحى ومستشفى حميات الأقصر، مستمرة على قدم وساق حيث أطلق عدد من أبناء محافظة الأقصر والصعيد، تلك المبادرة مؤخراً للتأكيد على أصالة الصعايدة فى وقت الأزمات والمحن، حيث دشن شباب المحافظة جروب بعنوان "إكرام ضحايا فيروس كورونا تغسيل وصلاة ودفن"، وذلك للمساهمة والتبرع بتقديم يد العون لرجال الفرق الطبية والتمريض داخل مستشفى اسنا التخصصى المخصصة للعزل والحجر الصحى، وذلك لتكريم ودفن المتوفين من حالات كورونا والمساهمة فى أية خطوات يحتاجها أبناء وأسر المتوفيين حتى تكريم أى متوفى بالفيروس.
وخلال الفترة الماضية نجح أعضاء الجروب فى تشكيل فريق عمل للمساهمة فى تغسيل وتكفين ودفن المتوفيين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، كما أعلن الفريق المتكفل من أبناء الأقصر والصعيد مؤخراً عن شراء مستلزمات غرفة الغسل للتبرع بها لمستشفى حميات الأقصر، موجهين الشكر لكل من ساهم معهم فى هذا العمل الخيرى وكل المتبرعين، وتقدموا بالشكر للحاج طه أبو الفضل من اتحاد شباب الكرنك على الدعم المادى والمعنوى الذى يشاركهم به لتوفير كافة المستلزمات المطلوبة لعمليات التغسيل والتكفين للمتوفيين بكورونا.
فيما كشف على عبود القرعانى ابن مدينة أرمنت ويعمل مدرس دراسات اجتماعية بإحدى مدارس مدينة أرمنت، والذى يبلغ من العمر حوالى 50 سنة، وصاحب فكرة الجروب والبدء فى المشاركة مع رجال الصحة فى تغسيل وتكفين المتوفيين بفيروس كورونا، أنه متطوع منذ حوالى 20 سنة فى غسيل الموتى بقريته، وقرر مؤخراً تكوين فريق للمساهمة فى تغسيل وتكفين ودفن ضحايا الوباء العالمي، وبعدها تلقى عدد كبير من الطلبات من شباب المدينة للمساعدة معه فى التغسيل والتكفين، وبعد أيام قليلة تلقى مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص أخبره فيها بوفاة شخص نتيجة إصابته بفيروس كورونا فى إحدى المستشفيات المخصصة للحجر، وبالفعل توجه مع شريكه وكانت أول الحالات التى يقوم بتغسيلها ودفنها للنهاية دون أية مشكلات.
وأوضح على عبود ابن مدينة أرمنت لـ"اليوم السابع"، على أنه تم تشكيل فريق من حوالى 50 رجل وسيدة لتكريم وتغسيل المتوفيين بكورونا، مؤكداً على أنهم قاموا بتغسيل حوالى 10 حالات حتى الآن بينهم 6 سيدات وأشرفت على تغسيلهن الحاجة أم إسلام المقيمة بوسط مدينة الأقصر، موضحاً أن مديرية الصحة قامت بعمل تدريب للفريق وإمدادهم بالبدلات الواقية، وتعليمهم كيفية التعامل مع المتوفى من الفيروس وضرورة تطهير منطقتى الإخراج " الفم والأنف"، تحسباً لخروج سوائل، مؤكدًا أن عملهم تطوعى لوجه الله دون أية مقابل.
وجاءت نجاحات فريق تغسيل وتكفين المتوفيين بفيروس كورونا، فى إطار نجاحات الجروب الذى تم تدشينه مؤخراً، حيث كان قد قال حسين أبو الحجاج محمد صاحب الجروب، أنه قرر تدشين الجروب لجمع المتبرعين من الأهالى للقيام بتلك المهمة الشريفة لخدمة المتوفين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حيث كان الملهم فى تلك الفكرة المواطن "على عبود" ابن محافظة الأقصر بعمل بوست على صفحته الشخصية وقال خلالها أنه مستعد للمشاركة فى التغسيل والتكفين والدفن ووضع هاتفه الشخصى للجميع لكى يشارك فى أية إجراءات قد يحتاجها أسرة وأبناء المتوفيين بالفيروس.
وعن حسين أبو الحجاج محمد صاحب الجروب كيفية العمل قال: "إيماناً منا بأهمية دور وزارة الصحة وهى الأساس فى حماية المجتمع، سوف نعمل خلف وزارة الصحة داعمين لها فى أى وقت ومساندين لها، حيث يوجد بروتوكول لوزارة الصحة ومعايير لإكرام ضحايا فيروس كورونا ( كوفيد 19 ) ونحن على علم بهذا البروتوكول وخطواته ونؤمن بأنها صحيحة وسليمة، لذلك سوف نقوم بتوجيه وتدريب كل المتطوعين على هذه الإجراءات المتبعة لكى نكون جاهزين بمد يد المساعدة فى أى وقت، وسوف ندعم مستشفى إسنا للحجر الصحى ونقف خلفهم جاهزين للمساعدة فى أى وقت فى حال تعذر تغسيل ضحايا الفيروس، وسوف ندعم أسر وضحايا الفيروس فى الصلاة والدفن فى حال طلب منا المساعدة، ولدينا العديد من المتطوعين حتى الآن ونأمل أن يلتحق بنا عدد أكبر لكى نكون قوه وعدد جاهز فى أى وقت، وسوف ندعم الأسر قدر الإمكان فى أى وقت وأى مكان إن شاء الله رب العالمين".
وأضاف صاحب فكرة الجروب: "أنتم هنا جميعاً مشاركين لنا فى هذا العمل التطوعى لخدمة وإكرام ضحايا فيروس كورونا كل على حسب قدرته، وأيضاً هناك شق توعوى لأهلنا وأصدقائنا من خلال عرض معلومات هامة تساعد فى سلامتك وسلامة أسرتك، أعزائى لسنا فقط من لديه الأفكار فنحن نؤمن بثوابت منها أن شعب مصر خلاق ومتجدد ولديه القدرة على الإبداع.
فيما قالت إلهام طايع إحدى مؤسسات الجروب والفكرة بالأقصر: "فضلاً وليس أمراً.. النبلاء المبادرون لدعم هذه المبادرة لتفعيلها على أرض الواقع بمتطوعين فاعلين.. برجاء التواصل لتسجيل اسمك ورقمك لحصر عدد المتطوعين لإتمام المهمة بشكل رسمي، وفريق المتطوعين يضم حالياً مسلمين ومسيحيين، اللهم أرفع البلاء يارب واحفظ مصر، وتحياتى لكم أصحاب القلوب الرحيمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة