يبدو أن نهج أباطرة الحروب والإرهابيين واحداً بمختلف دول العالم، فتختلف السيناريوهات بين بقع النزاع دولياً، وتبقى الخطوط الرئيسية متشابهة أو متطابقة فى بعض الأحيان، وظهر ذلك جلياً بين ما يحدث فى اليمن وليبيا على حد سواء.
رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، اتخذ من نهج إيران قدوة "سيئة"، ليسير على دربها بحربه فى ليبيا، فالأذرع العسكرية لإيران فى اليمن هي مليشيات عبد الملك الحوثى، والتى أقدمت فى حربها ضد الحكومة الشرعية على تجنيد الأطفال، ليسير "أردوغان"، على نفس النهج.
وبخطى ثابتة يسير أردوغان، على نهج المليشيات الحوثية فى تجند الأطفال بالحروب، ونقل "موقع المونيتور" الأمريكي تقريراً يكشف عبر مصادر في سوريا وليبيا قيام الرئيس التركى، بتجنيد أطفال ومراهقي سوريا وإرسالهم للقتال مع ميليشيات الوفاق التى تحارب الجيش الوطنى الليبى .
وقد توالت تقارير منظمات دولية، لتفضح تجنيد أطفال اليمن، وبلغة الأرقام، كشف مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي، أن عدد الأطفال المجندين في صفوف مليشيا الحوثي الانقلابية يزيد على 30 ألف طفل، ويواجهون مخاطر الموت وانتهاك حقوقهم على ايدي هذه الميليشيا، داعياً إلى مراجعة آليات الرصد والمراقبة الخاصة بالانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
الأمم المتحدة تكشف تجنيد الأطفال
وفى عام 2017، اتهمت رسمياً المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميليشيات الحوثيين بتجنيد مئات الأطفال في اليمن، عبر خداعهم أو غوايتهم بمكافآت مالية أو مكانة اجتماعية، مقدرة آنذاك عدد الأطفال الذين جندهم الحوثيون بأكثر من 1500، مشيرة إلى أن العدد قد يكون أكبر بكثير لأن غالبية الأسر غير مستعدة للحديث عن تجنيد أولادها، خوفاً من التعرض لأعمال انتقامية.
أطفال
آليات وطرق التجنيد
وكشفت وثيقة مكونة من 40 صحفة نشرها "المونيتور"، كيف تستخدم تركيا المتمردين السوريين لدعم ميليشيات الوفاق فى ليبيا، وكيف تجند القاصرين في المعارك، وبحسب التقرير فإن التحقيقات قد كشفت أنه يتم إصدار بطاقات شخصية مزورة للأطفال حيث يتم التلاعب بتواريخ ومكان ميلادهم، وبالتالي يتم تسجيلهم في سجلات الأحوال الشخصية لما يسمى بالجيش الوطني السوري المعارض، وذكر التقرير أن في حالات بعض الأطفال استخدموا أسماء إخوانهم الأكبر سناً في أوراقهم المزورة.
إغراءات بـ 3 ألاف دولار شهرياً
ونقل التقرير عن أحد المصادر السورية، لم يذكر اسمه نظراً لحساسية الأمر، قوله، إنه رأى أحد قادة فصيلة شعبة المعتصم في الجيش الوطني وهو المسؤول عن عمليات التجنيد وبرفقته 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً، وأخبروه أنهم سيذهبون إلى ليبيا بموافقة عائلاتهم معربين عن سعادتهم بعد إخبارهم بأنهم سيتقاضون 3 آلاف دولار شهرياً، ووفقاً للتقرير لا يعلم هؤلاء الأطفال المجندون كيفية استخدام السلاح، إنما سيتم تعليمهم في المعسكر العسكري بحسب المصدر.
وقال أحد الأطفال – بحسب التقرير - إنه تم إخبارهم بإمكانية تواصلهم مع عائلاتهم من مواقع القتال في ليبيا، وأنهم سيعودون لمنازلهم في غصون 3 أشهر بمبلغ كبير من المال، كما سيتم تقديم السجائر والطعام والسكن مجاناً لهم، كما أكد أحد المقاتلين الموجودين حالياً في طرابلس أن في مجموعته 5 أطفال على الأقل.
بروتوكول الأمم المتحدة
جرّم بروتوكول الأمم المتحدة الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، والذي تم التوقيع عليه في مايو 2000، مؤكداً أنه لا يحق للجماعات المسلحة تحت أي ظرف من الظروف تجنيد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً أو استخدامهم في الأعمال القتالية.
وقد أكد محمد بالشي مؤسس منظمة Fight for Humanity وهي منظمة حقوقية مقرها جنيف، أن ما تفعله تركيا بالتعاون مع ميليشيات الوفاق لتجنيد الأطفال هو انتهاك خطير، فيما قال بسام الأحمد - المدير التنفيذي لسوريين من أجل الحقيقة والعدالة، للمونيتور إن التقرير يقدم أدلة دامغة على تورط الحكومة التركية بشكل مباشر في نقل المقاتلين السوريين من تركيا إلى ليبيا,
من جهتها، قالت إليزابيث تسوكورف الزميلة في معهد أبحاث السياسية الخارجية ومراقبة للشأن السوري، إنه ليس من المستغرب أن يتم جر الأطفال إلى الصراع، مشيرة إلى أن الفصائل التي يرسل منها هؤلاء المقاتلون وهي ما يسمى بالجيش الوطني السوري تضم العديد من القاصرين في صفوفها، وهؤلاء الأطفال لم يتموا تعليمهم، ولا يوجد لديهم فرص عمل أخرى سوى قبول استغلال هذه الفصائل المدعومة من تركيا والانضمام إليها مقابل أجر مادي.
منظمة ماعت تكشف تجنيد أردوغان للأطفال
كشف تقرير اعدته مؤسسة ماعت، مارس الماضى، عن تفاصيل دعم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للجماعات الارهابية في المنطقة ، وعلى رأسها ليبيا، وذلك لتتفيذ مخططاته الارهابية ومطامعه في المنطقة، حيث تعددت وسائل دعم اردوغان لجماعات الارهاب هناك، والتي كان اخرها تجنيد الاطفال وضمهم للجماعات المسلحة الارهابية.
واضاف التقرير أن هناك مراقبون دوليين اكدوا ان هناك جماعات ارهابية تم حشدها الي ليبيا لمساندة القوات التركية لضرب مؤسسات الدولة الليبية وتهديد استقرار الدولة ، حيث كشف المراقبون ان من بين صفوق الجماعات الارهابية كان هناك اطفال لا تتخطي اعمارهم ١٤ عام، وهو ما اثار العديد من التساؤلات لدى المنظمات الدولية حول عملية تجنيد الاطفال واستخدامهم في اعمال ارهابية وهذا مخالف للمواثيق والقوانين الدولية.