"حافظوا على أبنائكم وبتفهم وتقريب دون إفراط في تدليل ورقابة بوعي دون تضييق وترهيب"، بهذه الكلمات المخلصة، ذيلت النيابة العامة بيانها الأخير في قضية الفتاة منة عبد العزيز، بعدما وجه المستشار حماده الصاوي النائب العام باستبدال الحبس الاحتياطي للمتهمة آية -وشهرتها "منة عبد العزيز"، بأحد التدابير المنصوص عليها بالمادة ٢٠١ من قانون الإجراءات الجنائية كبديلٍ عن الحبس الاحتياطي؛ وهو إلزامها بعدم مبارحة أحد مراكز الاستضافة المحددة بمشروع "وزارة التضامن الاجتماعي"، لـ"استضافة وحماية المرأة المُعَنَّفة نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا"، والذي قبلته المتهمة موطنًا ومسكنًا لها لعدم وجود محل إقامة ثابت ومعلوم لديها.
هذا القرار الرحيم، لقي استحسان كبير من المواطنين والمتابعين للقضية، لا سيما أنه ينم على وعي ونية حقيقة للإصلاح، وتهذيب السلوك، والحفاظ على قيم المجتمع.
هذا الإجراء الرائع الذي اتخذته النيابة العامة الموقرة، للحفاظ على فتاة في مقتبل عمرها، لم يكن الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فقد دأبت النيابة العامة، في عهد المستشار الجليل حمادة الصاوي، بالحفاظ على قيم المجتمع وثوابته، فلم تترك فرصة، إلا وجهت نصائحها للمجتمع وأولياء الأمور والقائمين على تربية الأبناء، بأخذ الحيطة والحذر، وعدم تركهم فريسة للسوشيال ميديا وغيرها من قنوات العالم الافتراضي، والاهتمام بهم دون تضييق وترهيب.
ولم تكتفي النيابة العامة بدورها الكبير في متابعة التحقيقات وكشف الحقائق في القضايا، وإنما ألقت على عاتقها مسئولية الحفاظ على قيم المجتمع وثوابته، فدشنت لثقافة تصحيح المسارات، وتقويم السلوك، بكلمات صادقة ومخلصة خالطت شغاف القلوب، وتفاعل معها أولياء الأمور، لنفخر بهذا الصرح القضائي الذي لم ولن ينسى المجتمع ومشاكله، وتحركت جاهده لحلها، وتقديم النصائح والحلول، ليعيش الجميع في تناغم وتلاحم محافظين على قيمهم الأصيلة.