قالت الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية ، إن الفئات الأكثر عرضة لجائحة فيروس "كورونا " هي الفئات الأكثر هشاشة مثل : كبار السن، والأطفال، والنساء، مطالبة بأن تتضمن جهود الاستجابة لهذه الجائحة جميع هذه الفئات حتى لا يتخلف أحد عن ركب التنمية حسب شعار الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
جاء ذلك - خلال اللقاء "التفاعلي " الذي عقدته المنظمة عبر الانترنت حول : " احتواء الفئات الأكثر عرضة في مواجهة جائحة كورونا" ، وشارك فيه عدد من المثقفين، والقيادات الميدانية العربية .
وأكدت الدكتورة كيوان ، أن الاستجابة يجب أن تقوم على "الحوكمة " الرشيدة، ما يعني زيادة فاعلية دور الحكومات في مواجهة الجائحة ، وتدعيم النظم الصحية القومية، والصمود والتصدي من قبل المواطنين من خلال تعزيز وعيهم بالأزمة والتكاتف المجتمعي.
ومن جانبه ، سلط الدكتور لؤي شبانة، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقة العربية، الضوء على معاناة النساء بصفة خاصة خلال الجائحة، مؤكدا أنهن تحملن عبئاً كبيراً حيث التزمن البيوت، وتحملن تواجد جميع أفراد الأسرة ومتطلباتهم الإضافية، وكن أكثر عرضة للعنف، وأكثر فئة تضررت في عدم الوصول إلى الخدمات الصحية المختلفة.
ودعا إلى وضع الأجندة الاجتماعية على رأس سلم أولويات العمل الحكومي في المنطقة العربية مع التعاون والتنسيق الدائم بين الحكومات والمجتمع المدني.
وفي السياق ، أشار الدكتور معز دريد، المدير الإقليمي بالنيابة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية - في مداخلته - إلى أن الآثار السلبية لجائحة "كورونا " على النساء ممثلة في جانبين، الأول هو تزايد العنف ضد المرأة في ظل الجائحة، والذي سجل نسبة 37% قبل جائحة " كورونا" وفقاً لإحصائيات هيئة الأمم المتحدة، وأن هذه النسبة زادت بشكل كبير خلال الجائحة، موضحا أن الجانب الثاني متعلق بأوضاع اللاجئات والنازحات، حيث تعرضت النساء في منطقة الصراعات والنزاعات إلى معاناة كبيرة بسبب الحروب التي أدت إلى تدهور شديد في البنية الصحية وتدمير المستشفيات.
ومن جهتها ، أوضحت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط ، أن المكتب الإقليمي أولى فئة المهجرين والوافدين اهتماما وعناية خاصة باعتبارهم من أكثر الفئات عرضة للجائحة، مؤكدة أهمية توافر الخدمات الصحية لكل من الأم الحامل، والطفل، وذوي الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.
و طالبت بتوفير موازنات واستراتيجيات حكومية خاصة لاحتواء مثل هذه الحالات ومتابعة تقديم الخدمات الصحية لها، داعية إلى تعزيز الأنظمة الصحية وتكاتف الهيئات والاختصاصات والخبرات لمواجهة الجائحة.
واكد المشاركون في اللقاء، أهمية الدور الأساسي والمركزي الذي يجب أن تقوم به للحكومات في مواجهة الأزمة، وجعل تعزيز النظم الصحية على رأس الأولويات الحكومية، مطالبين بتعزيز نظم الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر عرضة لجائحة " كورونا " مثل النساء وكبار السن، وتعزيز التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني من أجل تغطية الاحتياجات المتزايدة خلال الأزمة.
شارك في اللقاء : الدكتورة سوسي بولاديان، رئيسة لجنة الصحة في الهيئة الوطنية لشئون المرأة اللبنانية، والدكتورة أحلام الحنفي، عضو المجلس القومي للمرأة ومقررة لجنة الصحة والسكان، والدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة "عامل" الدولية، والدكتورة منى حدادين، مديرة دار الضيافة للمسنين، والدكتورة زهراء مراكشي، طبيبة وأستاذة بجامعة "تونس المنار" ، وقاموا باستعراض تجارب دولهم : مصر ولبنان، والأردن، وتونس في حماية الفئات الأكثر عرضة خلال جائحة" كورونا" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة