وضعت أكبر مدينة في البرازيل "ساو باولو" خطة غير تقليدية لإخلاء مساحة في مقابرها لوفيات جائحة كورونا بعد زيادة أعدادهم بشكل كبير، وقامت السلطات البرازيلية بالحفر في المقابر وتخزين بقايا عظام الأشخاص المدفونين في الماضي في حاويات معدنية كبيرة، حيث أن معدل الوفيات بمرض كوفيد-19 فى البرازيل الثانى عالميا بعد الولايات المتحدة وذلك وفقا لوزارة الصحة البرازيلية.
وقالت خدمة مقابر بلدية ساو باولو في بيان إن رفات الأشخاص الذين ماتوا قبل ثلاث سنوات على الأقل سيتم استخراجها ووضعها في أكياس مرقمة، ثم تخزينها مؤقتًا في 12 حاوية تخزين تم شراؤها، كما إن الحاويات ستسلم لعدة مقابر في غضون 15 يوما، بحسب ما ذكر موقع "Ab news".
وفي أكبر مقبرة في ساو باولو، التي تدعى "فيلا فورموزا"، قال "أدينيلسون كوستا" أحد العمال الذين يرتدون سترات واقية زرقاء ويحفرون المقابر القديمة إن عملهم أصبح شاقًا فقط خلال الوباء، وبينما كان يزيل العظام من التوابيت، قال إنه "يخشى ما سيحدث."
وفي أبريل، دفن حفار القبور في مقابر فيلا فورموزا 1،654 شخصًا، بزيادة أكثر من 500 عن الشهر السابق.
وقال كوستا إنه قبل حدوث الوباء كان هو وزملاؤه يستخرجون رفات حوالي 40 نعشًا في اليوم إذا توقفت العائلات عن دفع الرسوم المطلوبة وقد تضاعف هذا الرقم في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب البيان الصادر عن مكتب المقابر في المدينة، سيتم نقل البقايا المخزّنة في الحاويات المعدنية في نهاية المطاف إلى مستودع عام.
وتعد ساو باولو واحدة من أكثر مناطق كوفيد 19 انتشارًا في البرازيل أكثر دول أمريكا اللاتينية تضررًا، حيث سجلت 5480 حالة وفاة حتى يوم الخميس الماضي في المدينة التي يسكنها 12 مليون نسمة.
ويشعر بعض خبراء الصحة بالقلق من زيادة جديدة في الإصابات والوفيات بالبرازيل الآن بعد انخفاض عدد أسرة العناية المركزة إلى حوالي 70٪ وقيام السلطات بإعادة فتح جزئي للأعمال هذا الأسبوع، وكانت النتيجة وسائل النقل العام المزدحمة والطوابير الطويلة في مراكز التسوق، وتجاهل قاعدة التباعد الاجتماعي.
ويتوقع العديد من خبراء الصحة وصول ذروة الوباء في البرازيل في أغسطس، بعد أن انتشر من المدن الكبرى حيث ظهر لأول مرة في المناطق الداخلية من البلاد وقتل الفيروس حتى الآن ما يقرب من 42 ألف برازيلي وتخطت البرازيل المملكة المتحدة أمس الجمعة لتصبح الدولة التي لديها ثاني أكبر عدد من الوفيات في العالم.
قال الدكتور مايكل ريان، رئيس قسم الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة أن الوضع في البرازيل ما زال "مثيرا للقلق"، على الرغم من اعترافه بأن معدلات إشغال أسرة العناية المركزة هي الآن أقل من 80٪ في معظم مناطق البلاد.
قال رايان: "من الواضح أن النظام الصحي في البرازيل في جميع أنحاء البلاد يحتاج إلى دعم كبير من أجل مواصلة جهوده في هذا الصدد لكن البيانات التي لدينا في الوقت الحالي تدعم نظامًا تحت الضغط، لكن النظام لا يزال يتعامل مع عدد الحالات الشديدة."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة