وأعرب بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال عظة الأحد - عن امتعاضه وأسفه لقيام بعض الجهات بالتستر وراء المخربين، مطالبا إياهم بـ "الكف عن دس مجموعات ليلية لغايات خبيثة أصبحت مكشوفة والاعتداء على المؤسسات والمحال التجارية والممتلكات العامة والخاصة وتشوية وجه العاصمة بيروت، بهدف ضرب الانتفاضة الشعبية اللبنانية".

وقال إن الكنيسة المارونية تنطلق من ثابتتين على المستوى الوطني، الأولى الحفاظ على الشرعية لأن لا دولة من دونها، والثانية احتضان الشعب باعتبار أن لا دولة ولا شرعية من دون الشعب الذي يعطي الثقة وهو مصدر كل السلطات.

واعتبر أن المشكلة التي يمر بها لبنان حاليا، تتمثل في تراجع الثقة الشعبية بالدولة وأداء السياسيين والمؤسسات بصورة شبه كاملة، مؤكدا أن اللبنانيين ينتفضون عن حق بسبب القلق والعوز والفقر والخوف على الحاضر والمستقبل.

وانتقد البطريرك الماروني أداء السلطة السياسية مُحملا إياها مسئولية وصول لبنان إلى حالة التدهور الراهنة، مشيرا إلى أن المسئولين السياسيين الذين تعاقبوا على السلطة تسببوا في إفقار الشعب وتجويعه والحجز على أموال المواطنين ومدخراتهم في البنوك وتفاقم مستويات الفساد وإهدار المال العام، وعدم الالتفات إلى مطالب اللبنانيين في انتفاضتهم منذ أكثر من 6 أشهر.

وأضاف قائلا "ندعم الحكم والحكومة فقط من أجل غاية واحدة، هي أن تسمع صوت الشعب الذي يريد دولة فوق الجميع، توفر أمنا واحدا وقرارا واحدا وحوكمة رشيدة وتعيينات منزهة عن غايات السياسيين ومصالحهم، وترتكز على معايير قانونية تتماشى والمرحلة الدقيقة التي نعيشها.. الشعب اللبناني يؤيد حكومة تُجري الإصلاحات، والتي كان ينبغي أن تبدأ بها ضمن خطة إصلاحية منذ نيلها الثقة النيابية".