أكرم القصاص - علا الشافعي

بطل عربى أم جاسوس وخائن.. لماذا نختلف حول سليمان الحلبى؟

الأحد، 14 يونيو 2020 01:18 م
بطل عربى أم جاسوس وخائن.. لماذا نختلف حول سليمان الحلبى؟ سليمان الحلبى وكليبر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعرف جميعا سليمان الحلبى ومقتله لـ كليبر قائد الحملة الفرنسية بعد هروب نابليون من مصر، قتله فى يوم 14 يونيو من عام 1800 ميلادية.
وعلمنا فى المدارس والقصص الشعبية أن سليمان الحلبى بطل عربى لم يعجبه أن الفرنسيين يحتلون مصر فقتل قائد الحملة، لكن أحيانا يخرج علينا من يشكك فى وطنية "الحلبى" زاعما بأنه "قاتل مأجور".. فكيف يحدث ذلك؟

من هو سليمان الحلبى؟

اسمه: سليمان ونس الحلبى (1777 - 1801) مواليد حلب، كان يدرس فى الأزهر الشريف، وقد كان عمره 24 عاماً حين اغتال قائد الحملة الفرنسية على مصر (1798م-1801م).
 
سليمان الحلبى
 
سافر سليمان الحلبى من حلب إلى القدس عندما عاد الوزير العثمانى بعد هزيمته أمام الفرنسيين وبعد 10 أيام سافر من غزة فى قافلة صابون ودخان، ووصل القاهرة بعد 6 أيام.
 ذهب إلى الأزهر وسكن هناك عرف بعض الساكنين معه وهم من مدينة حلب أنه حضر لمقاومة الاحتلال الفرنسى.
ومؤرخو مدينة حلب أوردوا أن سليمان الحلبى عربى من حلب وهذا الأرجح كون عفرين لم تكن جزء من حلب فى تلك الفترة وهو كما ورد من عائلة ونس وهى عائلة حلبية من مدينة حلب حى البياضة ولقبه الحلبى نسبة إلى مدينة حلب ..
 
كان عمره 24 عاماً حين اغتال قائد الحملة الفرنسية على مصر (1798م-1801م)، حيث أن كليبر ومعه كبير المهندسين بالبستان الذى بداره بحى الأزبكية (وهو مقر القيادة العامة بالقاهرة)، فتنكر سليمان الحلبى فى هيئة شحاذ عند كليبر ودخل عليه، ،وعمد سليمان الحلبى يده وشده بعنف وطعنه 4 طعنات متوالية أردته قتيلاً، وحين حاول كبير المهندسين الدفاع عن كليبر طعنه أيضاً ولكنه لم يمت، فيندفع جنود الحراسة الذين استنفرهم الصراخ فيجدوا قائدهم قتيلاً، فامتلأت الشوارع بالجنود الفرنسيين وخشى الأهالى من مذبحة شاملة انتقاماً من الاغتيال، بينما تصور الفرنسيون أن عملية الاغتيال هى إشارة لبدء انتفاضة جديدة، أما سليمان فقد اختبأ فى حديقة مجاورة. إلى أن أمسكوا به ومعه الخنجر الذى ارتكب به الحادث (والذى يحتفظ به الفرنسيون إلى يومنا هذا فى متحف الإنسان).

سليمان الحلبى قاتل مأجور

بحسب ما ذكره كتاب "هوامش التاريخ: من دفاتر مصر المنسية" للكاتب مصطفى عبيد، بعنوان "الحلبى.. القاتل المأجور"، نقلا عن كتاب المؤرخ الكبير عبد الرحمن الجبرتى "عجائب الآثار فى التراجم والأخبار" فإن الرجل الذى نعتبره بطلا قوميا ونطلق اسمه على أحد شوارع حى المنيل بالقاهرة، والذى قدمته مناهج التاريخ فى المدارس باعتباره بطلا مغوارا، على ما قدمه من تضيحة عظيمة بقتله لقائد الحملة الفرنسية، إلا أن "الجبرتى" يقول عنه من "سفلة السفلة، أهوج، أحمق، ومتدنس بالخطايا"، ويحكى "الجبرتى" حادثة الاغتيال ذاكرا أن سارى عسكر كليبر، كان يسير مع كبير المهندسين الفرنسيين فى بستان داره بالأزبكية عندما دخل إليه شاب عربى قاصدا إليه، ويبدو أن ذلك كان متاحا فى ظل سياسة الفرنسيين للتقرب من المصريين، لذا فقد تركه كليبر يقترب منه معتقدا أنه صاحب حاجة وأن عليه قضاءها، ومد القاتل يده اليسرى كأنه يرغب فى مصافحة سارى عسكر، وبالفعل صافحه القائد الفرنسى، الذى لم يعرف أنه سيقبض على يده ويطعنه بيده الأخرى، بخنجر صغير، جاءت الطعنة الأولى مفاجئة لكن الثانية والثالثة ثم الرابعة لم تكن كذلك، وحينها سمع الحراس صرخة مكتومة لكليبر وحاول كبير المهندسين الإمساك بسليمان، لكنه تلقى طعنه جعتله لا يكمل محاولته، وسريعا جرى الحلبى إلى السور وقفز منه، والحرس يجرون حلفه، واختفى تماما عن الأنظار، لكن الجنود لم يملوا البحث عنه، حتى وجدوه فى بستان مجاور مختبئا خلف حائط منهدم.
 
ويذكر الجبرتى أنهم "وجدوا شاميا فأحضروه، وسألوه عن اسمه وعمره وبلده فوجدوه حلبيا اسمه سليمان، فسألوه عن محل مأواه، فأخبرهم أنه يأوى ببيت فى الأزهر، وعاقبوه حتى يدلى بحقيقة الحال، ودل "سليمان" على أربعة قال أنه أخبرهم باعتزامه قتل سارى عسكر الحملة، لكن الفرنسيين أطلقوا سراح واحد منهم تأكدوا أنه لم يعلم بالأمر، أما الباقين فقد قتلوا مع سليمان الذى قتل بحرق يده اليمنى ثم وضعه على الخازوق.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة