تقدم الحيوانات الأليفة أحيانًا دروسًا فى الوفاء للبشر بصدق وقوة حبها وانتمائها لأصحابها، حيث تعبر الحيوانات عن الحب والوفاء بالأفعال التى تنوعت فى قصص عديدة لكلاب عبرت عن حبها ووفائها لأصحابها بشكل يدعو للتعجب والدهشة من المواقف التى تعكس مدى شعور هذه الكلاب بملاكها وإحساسهم بفقدانهم لغيابهم عنهم، ما يؤثر سلبًا على حالتهم النفسية.
كلب يجلس حزينا 4 أيام على "جسر بالصين" بعد انتحار صاحبه
وفى هذا الصدد، أفادت تقارير صحفية، أن كلبًا مخلصًا فى الصين انتظر على جسر لمدة 4 أيام بعد مشاهدة صاحبه ينتحر بالقفز فى النهر، فيما تداول كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى صورًا للكلب "الحزين" وهو يجلس على الجسر قرب السور فى انتظار صاحبه، فيما يقول شهود العيان أن الكلب كان يتوقع عودة صاحبه مرة أخرى، وفقا لما نشرته "ديلى ميل" البريطانية.
وأظهرت صورا مفجعة للكلب الأليف جالسا على رصيف جسر اليانجتسى فى "ووهان" الصينية، حيث قيل أن صاحبه انتحر من هذا المكان، وظل جالسا لمدة 4 أيام على الرصيف، فيما تمكن أحد السكان يدعى "أكس يو"، بالتقاط صورا للكلب خلال مكوثه على الجسر الصيني، بحسب ما نقلته صحيفة "Chutian Metropolis".
وحاول "أكس يو"، الذى كان ينوى تبنى الكلب، التقاط صورا للكلب، لكن الحيوان الأليف فر هاربا منه، وبعد ذلك تواصل مع "دو فان" مدير جمعية حماية الحيوانات الصغيرة فى ووهان للبحث عن الكلب بالتنسيق مع متطوعين محليين.
ويقول مدير جمعية حماية الحيوانات الصغيرة فى ووهان، إن الكلب كان يتبع صاحبه إلى جسر اليانجتسى مساء يوم 30 مايو، مضيفًا: "لقد طلبنا من ضباط الجسر للتحقق مما حدث بالضبط.. لقد شاهدنا فيديو كانت الرؤية فيه مظلمة للغاية، ولم نتمكن من رؤية الكثير فى لقطات المراقبة.. رأينا الشخص يقفز فى النهر"، وأضاف "المتطوعون يواصلون البحث عن الكلب، كما نطالب أى شخص بالتواصل معنا إذا رأوا هذا الحيوان المخلص"، متابعا :"ما زلنا نأمل فى إيجاد مالك جديد للكلب".
كلب يستقبل صديقة صاحبته بحفاوة بعد العزل المنزلى لمدة 56 يوما
وفى واقعة أخرى، بعد غياب ما يقرب من 56 يومًا بسبب سياسة الإغلاق التى عاشتها إيطاليا خلال الأشهر الماضية إثر تفشى فيروس كورونا المستجد، زارت فتاة منزل صديقتها ليقوم كلبها باستقبالها بطريقة حميمية، عبر من خلالها عن افتقاده لغيابها طوال تلك الفترة.
وذكرت جريدة "ديلى ميل" البريطانية، أن جيسيكا كريستوفولينى، البالغة من العمر 24 سنة، وتعيش فى ميزوكورونا بإيطاليا، تمكنت من زيارة صديقها فابريزيو بوتاميدى، البالغة من العمر 27 سنة، بعدما رفعت البلاد قيود الإغلاق، وأوضح التقرير، أن كلب" فابريزيو" كان مرتبطًا جدًا بجيسيكا، لذا فإنه عبر عن فرحته فور رؤيته لها تدخل من البوابة، حيث قفز محاولًا تقبيل جيسيكا حتى أزالت قناع وجهها.
كلب ينتظر فى المستشفى 3 أشهر بعد وفاة صاحبه الصينى بكورونا
وفى ذات الإطار المرتبط بأزمة الفيروس التاجى، هناك قصة أخرى بطلها كلب وفى انتظر صاحبه فى مستشفى بالصين لمدة 3 أشهر، دون أن يعلم أنه مات من جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، الذى يجتاح العالم.
ووفقا لصحيفة العين الإماراتية، وصل الكلب المخلص إلى مستشفى تايكانج فى مدينة ووهان، بعد دخول صاحبه المسن فى ذروة الإصابة بالفيروس فى فبراير الماضى، وتوفى صاحب الكلب، بعد 5 أيام، بدوره، قال عامل نظافة المستشفى تشو يوتشن، البالغ من العمر 65 عاما، إن الكلب البالغ من العمر 7 سنوات، الذى أطلقوا عليه اسم "شياو باو" وتعنى "الكنز الصغير" انتظر فى مدخل المستشفى 3 أشهر، حسبما ذكرت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية.
وأشار إلى أن الموظفين كانوا يطعمونه خلال تلك الفترة، حتى رفع القيود فى ووهان فى 13 أبريل، بينما كان يعتنى به "وو كويفين" الذى كان يدير متجر المستشفى بعد إعادة فتحه، وفى الوقت الراهن ترعى الكلب "شياو باو" جمعية حماية الحيوانات الصغيرة فى ووهان، وفق الصحيفة.
من جانبها، قالت زوجة مدير المتجر: "لقد لاحظت الكلب الصغير لأول مرة عندما عدت إلى العمل فى منتصف أبريل وأطلقت عليه شياو باو، هذا هو الاسم الذى أعطيته إياه"، وأضافت: "لقد أخبرونى أن صاحب شياو باو، وهو متقاعد، دخل المستشفى مصاب بالفيروس، ثم توفي، لكن شياو باو لم يكن يعلم وظل فى المستشفى يبحث عنه"، وتابعت "لم يغادر المستشفى قط لقد كان مؤثرا بشكل لا يصدق، ومخلصا للغاية".
كلب ينتظر صاحبه المريض 5 أيام أمام باب المستشفى
وفى واقعة مشابهة من وفاء الكلاب لأصحابها، طارد كلب سيارة إسعاف كانت تنقل صاحبه إلى مستشفى بارتين، الواقعة بمدينة بارتين، شمال تركيا، ولمدة 5 أيام ظل الكلب منتظرًا صديقه أمام باب المستشفى، فيما حرص على موظفو المستشفى ومدير البوفيه بإطعام الكلب حتى يستكمل صاحبه شفائه.
ووفقًا لما نشرته صحف محلية، فإن أوندر سولو، نقل إلى مستشفى بارتين، من قبل فريق خدمة الطوارئ 112، وفى الوقت نفسه، تبع كلبه من سلالة Golden Retriever سيارة الإسعاف وجاء إلى المستشفى، وأثناء فترة العلاج فى وحدة العناية المركزة التى استمرت لمدة 5 أيام، ظل الكلب منتظرًا صاحبه أوندر، أمام باب المستشفى.
وكان يقوم موظفو المستشفى ومدير البوفيه محمد جتين، بإطعام الكلب وهو يقف أمام الباب، ومن جهته، قال مدير البوفيه بالمستشفى، "علمنا أن الكلب لديه مريض فى العناية المركزة هنا يوم الأحد.. لم يترك حديقة المستشفى أبداً.. ونحن، مع طاقم المستشفى، كنا نلبى احتياجاته.. فلم يغادر المكان ليلا ونهارا.. وهذا مثال جيد بالنسبة لنا، إنه سلوك يجب أن يكون درسا للبشرية جمعاء".
وفى هذا الصدد، يشار إلى أن بحث سبق ونشر فى طب الطوارئ الأكاديمى بجامعة أنديانا، كان قد كشف أن التفاعل مع كلب لعدة دقائق بالنسبة للأطباء والممرضات الذين يعملون فى نوبات مسائية فى قسم الطوارئ بسبب كورونا يقلل الضغط والتوتر.
وفى الدراسة التى شملت 122 مشاركًا، قام أطباء الطوارئ بعشوائية بالتفاعل لمدة خمس دقائق مع كلب ما أدى إلى انخفاض كبير فى القلق المبَلغ عنه ذاتيًا باستخدام مقياس تناظرى مرئى مقارنة بالمرضى الذين تم اختيارهم عشوائيًا لتلوين أشكال كرتونية لمدة خمس دقائق باستخدام أقلام ملونة.
وكان لدى مقدمى خدمات الطوارئ انخفاض فى الكورتيزول اللعابى (هرمون الإجهاد) مع تفاعلات التلوين أو التعامل مع الكلب، وقال المؤلف الرئيسى "جيفرى" من كلية الطب بجامعة إنديانا "نحن نقدم بيانات جديدة تشير إلى أن مقدمى الرعاية فى حالات الطوارئ استمتعوا برؤية كلب، وحصلوا على فائدة صغيرة فى الحد من التوتر بعد التفاعل، وما زلنا لا نعرف إلى أى مدى كانت الفائدة من الكلب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة