لقاح ضد فيروس كورونا، يمثل أملا لمئات الملايين من البشر، وبالرغم من أن شركات وجهات متعددة أعلنت عن التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا، فإنه لاتزال نتائج التجارب النهائية عن فاعلية اللقاح أو أضراره الجانبية غير محسومة، ومع هذا بدأت بعض الشركات التعاقد لتوريد مئات الملايين من الجرعات، وهو أمر يضاعف من الغموض حول مستقبل الفيروس ومواعيد انتهائه أو تحييده.
هناك لقاح جامعة أو كسفورد والذى تم الإعلان عن عقود توريد خلال الخريف المقبل، وأيضا شركة «مودرنا» الأمريكية أعلنت عن نجاح اللقاح الخاص بها فى اجتياز مراحل تجريبية، وأكد مسؤولو الشركة أن جراعة واحدة تقوى مناعة المرضى ضد كوفيد 19، الصين أيضا أعلنت عن تجارب ما قبل النهائية للقاح وحقنت بعض موظفيها وهم مسافرون للخارج لاختبار مدى فاعلية اللقاح.
ظهور أكثر من لاعب على جبهات إنتاج اللقاحات لا يخلو هو الآخر من علامات استفهام، هناك منافسة تقليدية بين شركات الأدوية لاحتكار وتسويق اللقاح، وهو سباق يعود بأرباح ضخمة على الجهات التى تبدأ أولا فى طرح اللقاح، ربما لهذا لم تظهر الشركات الكبرى للدواء فى ساحة المنافسة على إنتاج اللقاح، لكنها سوف تظهر فور نزوله، وهذه الشركات تتقصى المعلومات، وفور طرح اللقاح سوف تكون هناك حاجة لإنتاج مئات الملايين من الجرعات، وبالطبع فإن شركات الدواء الكبرى عزفت من البداية عن الدخول فى أبحاث إنتاج اللقاحات، لأن الأبحاث تستغرق وقتا وتحتاج إلى موازنات ضخمة تفضل شركات الدواء الكبرى إنفاقها على أبحاث أدوية تضمن استمرار الطلب عليها، ولهذا ضاعفت شركات إنتاج الخامات الدوائية من إنتاج الخامات الخاصة بأدوية علاج كورونا أو التى تخفف من الأعراض مثل هيروكسى كلوركين أو غيره، حيث تضاعف إنتاج هذه الأدوية بشكل كبير.
وحتى دواء رمديسفير الذى أعلنت مصر عن إنتاجه لإضافته فى بروتوكولات العلاج هو دواء ليس جديدا، كما أعلن الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس، حيث تتم التجارب السريرية على رمديسفير فى العديد من دول العالم، وسيجرى الإعلان عنه فى مصر حال نجاح التجارب السريرية.
وبالطبع فإن الدول المتقدمة تسعى للحصول على جرعات كافية من اللقاح حال طرحه، مما قد يؤخر وصوله إلى الدول الأخرى وأعلنت دول الاتحاد الأوربى عن خشيتها من أن تحصل الولايات المتحدة على النصيب الأكبر من اللقاح مما قد يؤخر حصول الأوروبيين عليه لهذا طلب الاتحاد الأوروبى تفويضا من دوله الـ27 للتفاوض مع منتجى الأمصال.
وقالت وزارة الصحة الهولندية، إن فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا اتفقت على إنشاء «تحالف اللقاحات الشاملة» للتفاوض المشترك مع مطورى لقاحات الفيروس التاجى والمنتجين المحتملين، وتجرى محادثات مع العديد من شركات الأدوية.
هناك أكثر من شركة أعلنت عن تجارب لقاحات، وحسب منظمة الصحة العالمية هناك 700 تجربة لإنتاج لقاحات حول العالم، لكن أى منها لم تثبت نتائجه.
لكن الواضح اكثر فى هذا السياق ان هناك منافسة كبرى لطرح اللقاح اولا، ولهذا سارعت اغلب الجهات التى تعمل لانتاج اللقاح فى اعلان البدء فى طرح اللقاح والتعاقد لتوزيعه حتى قبل أن تثبت فاعليته بنتائج حاسمة، وهذا التسابق محاولة لحجز مكان فى ظل منافسة كبيرة شرقا وغربا.
وعلى كل حال فقد كانت شركات الأدوية فى العالم هى الرابح الأكبر من فيروس كورونا، لأنها ضاعفت من إنتاج أصناف مختلفة وأعادت
إنتاج أدوية كانت تعتبر من الأصناف الميتة لقلة الطلب عليها، لكنها عادت لتحتل مكانا فى سباق تجارة الدواء العالمية وحركت أسهم شركات وأطاحت بأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة