مع انتشار فيروس كورونا المستجد فى مختلف دول العالم، حرصت معظم الشعوب على الالتزام بتعليمات الحكومات بالجلوس فى البيت وعدم الخروج إلا للضرورة، كما أن معظم تلك الدول فرضت حالة من حظر التجوال حفاظًا على صحة المواطنين ومنعًا لانتشار الوباء، ومن تلك الدول مصر، وقد تكون هذه الفترة فرصة لإنجاز أعمال عالقة منذ سنوات، ولهذا تواصلنا مع عدد كبير من المثقفين والكتاب لمعرفة ما تم إنجازه فترة الحظر خلال 85 يومًا.
قال الكاتب الكبير محمد سلماوى:" فى تلك الفترة أعمل على إنجاز كتابه بعنوان "هل نحن مواطنون من الدرجة الثانية"، حيث بدأ فى كتابته مع بداية فرض الحظر، وخلال هذا الأيام يقوم على الانتهاء من الكتاب الذى أوشك على نهايته تمامًا، تمهيدًا لمراجعته مرة أخرى.
وأوضح محمد سلماوى فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن الكتاب الجديد "هل نحن مواطنون من الدرجة الثانية"، يطرح أسئلة حول أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل عام، وفى القريب سوف يتم طبع الكتاب أمام القراء، لافتًا أنه ملتزم بقرارات الحظر التى دعا إليها مجلس الوزارء، ويستغل تلك الفترة بين القراءة الكثيرة والكتابة.
وقال عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، إنه فى تلك الفترة تم إنجاز كتابة سيرته الذاتية نهائيًا وتم تسليمها لدار النشر، تمهيدًا لطباعتها، وأعمال فى الوقت الحالى على استكمال موسوعة الأهرامات التى تم إنجاز 3 أجزاء منها قبل انتشار فيروس كورونا، وخلال شهر من الآن سيتم إنجاز ثلاثة أجزاء أخرى من الموسوعة المكونة من 8 أجزاء، وسوف يعمل على الانتهاء من الجزأين المتبقيين فى أقرب وقت.
وأوضح الدكتور زاهى حواس، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه ملتزم بالجلوس فى المنزل، حيث ينتهى من كتابة مقالاته اليومية وأجزاء من مؤلفاته فى حدود الساعة الرابعة عصرًا، ثم يجلس مع العائلة ويشهد نشرات التليفزيون لمتابعة الأحداث اليومية.
أما الشاعرالدكتور حسن طلب، فقال إن حالة الحصار التى نعيشها بسبب الكورونا، قد تكون له جوانبها الإيجابية إذا ما أحسنا استغلال الوقت الطويل الذى يوفره لنا البقاء فى البيت لبضعة أشهر، ولا شك فى أن هناك الكثير مما ينبغى عمله فى هذا الوقت الطويل، فكم من الكتب أهديت إلينا أو اشتريناها ولم نقرأها بعد، وكم من الأفكار تراودنا وتنتظر أن تتجسد على الورق، الأمر لا يحتاج منا إلا إلى قوة الإرادة، والإصرار على مقاومة الحالة السلبية المحبطة التى تخلفها متابعة أخبار الوباء هنا وهناك.
وأوضح الدكتور حسن طلب، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن هذا هو ما حاول أن ينصح به أصدقائه المقربين، مضيفا:"بدأت بنفسى، فبدأت فى متابعة مئات البحوث التى تقدم بها تلاميذى فى قسم الفلسفة بجامعة حلوان، لكى يتم تقييمها على أنها بديل لامتحان الفصل الدراسى الثانى، ولا شك فى أنها مهمة شاقة إلى أبعد حد، لا سيما إذا كان المرء مثلى غير معتاد على قراءة طويلة متصلة على الجهاز".
ولفت الدكتور حسن طلب، إلى أن مهمة عسيرة كهذه يمكن أن تستغرق الوقت كله، إلا أننى أحاول تقسيم الوقت بحيث أستطيع أن أدفع ببعض الكتب الجديدة لتطبع فى سلسلة (الذخائر) التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقد أوشكت على الانتهاء من كتابة المقدمات المطلوبة لأربعة نصوص تراثية مرشحة للنشر فى الفترة القادمة بهذه السلسلة المهمة. والجدير بالذكر أن ما نشر ضمن هذه السلسلة منذ توليت رئاسة تحريرها العام الماضى، هو ثمانية أعمال: "مقامات بديع الزمان الهمذانى ورسائله، مشارق أنوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب لابن الدباغ، الفروق فى اللغة لأبى هلال العسكرى، المحمدون من الشعراء للقفطى، تهافت الفلاسفة للغزالى، تهافت التهافت لابن رشد، حسن المحاضرة للسيوطى، حماسة البحترى".
وقال الروائى الكبير جار النبى الحلو، إن الحجر المنزلى فرصة لإعادة قراءة أعمال قديمة قرأتها منذ أكثر من 50 عاما، بهدف معرفة هل هذه الأعمال حقًا متميزة أم أنها غير ذلك، فقرأت "جسر على نهر درينا"، وهى للكاتب اليوغوسلافى إيفو أندريتش، كما قرأت أربع مجلدات للكاتب أنطون تشيخوف، ومعلين للراحل يحيى حقى، ومجموعة من القصص الألمانية.
وأوضح الروائى جار النبى الحلو، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، كما قرأت مجموعة كبيرة من أعمال أخرى لأجيال مختلفة، ووجدت أن تلك الأعمال التى كنت قد قرأتها من أكثر من 50 عاما، حقًا أعمالا تستحق القراءة عدة مرات، لافتا إلى أن فترة الالتزام بالمنزل فى زمن كورونا فرصة للقراءة بشكل أكبر.