إذا كنت تتحرك بسيارتك في آخر النهار، خاصة عندما تعود الشمس لمخدعها، تلاحظ الصبية يحركون الطائرات الورق، التي تملأ سماء القاهرة، تارة من فوق المنازل، وأخرى من أعلى الدائري.
وربما يجد بعض المصريون سعادتهم، في صناعة الطائرات الورق، ثم اللعب بها، حيث ترفرف معها قلوب الصغار وهي تطير وتلحق في السماء، وكما ارتفعت أكثر، ارتفعت معها دراجات السعادة، ورأيت البسمة ترتسم على الوجوه.
لا فرق بين كبير وصغير في هذا الأمر، فالجميع يبحث عن السعادة، حتى لو كانت في طائرة ورق مصنوعة بالأيدي، يتغلبون بها على أجواء الاكتئاب التي تسيطر على البعض جراء وباء "كورونا"، ويفكون بها حظرهم من فوق أسطح منازلهم.
وربما استغل البعض شغف المصريون بهذه الطائرات، وبحث عن خامات التصنيع، لتصنيع أكبر عدد من منها وبيعها، بحثاً عن "بيزنس السعادة"، الذي يلقى رواجاً خاصة في المناطق الشعبية.
ورغم أن هذه الطائرات الورقية، باتت الأكثر رواجاً خلال الفترة الماضية، وتصدرت صور الصغار وهم يحولون الطريق الدائري مهبط للطائرات، إلا أنها تتحول أحياناً من مصدر للسعادة لمصدر للحزن والألم.
بعض الأسر، تترك صغارها يتحركون بأعداد كبيرة على الطريق الدائري، خاصة وقت الحظر، يحركون الطائرات، مما يعرض حياتهم للخطر، لا سيما من بعض السيارات ـ التي يتم استثنائها للسير في الحظر لظروف خاصة ـ فضلاً عن أن حالة الاندماج الذهني مع هذه الطائرات، تتسبب أحياناً في سقوط البعض من أعلى العقارات، مثلما حدث مع شاب في دار السلام بالقاهرة، حيث لقي مصرعه سقوطاً من الطابق السادس بسبب طائرة ورق، فيما قتل شخص جاره بالهرم بالجيزة، لرفضه الصعود على سطح منزله لإحضار طائرة ورق سقطت بالمكان، لتصبح هذه الطائرة وسيلة انتقال للأخرة.