تحمل جائزة الدولة التشجيعية، وكذلك التقديرية، كل عام تاريخ العام الذى يسبقه، على عكس جائزة الدولة للتفوق وجائزة النيل، ولمعرفة سبب هذا التأخر يجب الاقتراب قليلًا من تاريخ إنشاء جوائز الدولة بشكل عام، حيث يعقد المجلس الأعلى للثقافة اجتماعه الرابع والستين المخصص للتصويت على منح جوائز الدولة هذا العام برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمى أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، اليوم، ل‘لان عن نتائج الجوائز.
وقد انطلقت المسيرة الحافلة لجوائز الدولة فى مصر منذ ما يزيد على ستين عامًا، إذ قامت الدولة عام 1958 بأولى خطوات تلك الرحلة الطويلة فأنشأت جائزتى الدولة التشجيعية والتقديرية، وقد جاءت كلتا الجائزتين ثمرة لتشجيع الدولة للمواهب الصاعدة وتقديرها للمبدعين المتميزين من الأدباء والفنانين والباحثين فى مجالات عدة، وهى: الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ومن الملحوظ منذ عدة عقود أن جائزتى الدولة التشجيعية والتقديرية يتم منحهما كل عام بتاريخ العام الذى يسبقه، ويعود ذلك إلى إلغائهما عام 1967 بسبب الحرب، وهى المرة الوحيدة التى توقف بها قطار جوائز الدولة.
وقد تم استحداث جائزتين جديدتين عام 1998، وهما: جائزة الدولة للتفوق و"جائزة مبارك" التى تغير اسمها ليصبح جائزة النيل بموجب قرار مجلس الوزراء عام 2011، ومن حينها إلى يومنا هذا باتت جوائز الدولة هى: جائزة الدولة التشجيعية، جائزة الدولة للتفوق، جائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل.
وتمنح جميع جوائز الدولة فى فروع: الفنون، والآداب، والعلوم الاجتماعية، باستثناء جائزة الدولة التشجيعية التى تنفرد بإضافة فرع رابع إلى الفروع الثلاثة المذكورة وهو فرع العلوم الاقتصادية والقانونية، وتبلغ قيمة جائزة الدولة التشجيعية خمسين ألف جنيه مصرى لكل فرع من فروعها، أما جائزة الدولة للتفوق فتبلغ قيمتها مائة ألف جنيه مصرى لكل فرع من فروعها الثلاثة، بالإضافة إلى ميدالية فضية تمنح للفائز، بينما تنقسم جائزة الدولة التقديرية إلى عشر جوائز، وتأتى تفصيليًّا كالتالي: ثلاث جوائز مخصصة لمجال الفنون بفروعه، وثلاث جوائز مخصصة لمجال الآداب بفروعه، وأربع جوائز مخصصة لمجال العلوم الاجتماعية بفروعه، وتبلغ قيمتها مائتى ألف جنيه مصرى، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية تمنح للفائز بالجائزة.
ويشترط فيمن يمنح جائزة الدولة التقديرية، أن تكون له مؤلفات أو أعمال أو بحوث قد سبق نشرها أو عرضها أو تنفيذها، وأن تكون لهذا الإنتاج قيمة علمية أو فنية أو أدبية متميزة، تظهر فيه دقة البحث والابتكار، وأن يضيف إلى مجاله ما هو جديد.
أخيرًا تأتى جائزة النيل، أرفع جوائز الدولة المصرية وأعلاها مكانة وقيمة، إذ تبلغ قيمتها خمسمائة ألف جنيه، كما أضيفت إلى جائزة النيل مؤخرًا: جائزة النيل العربية، التى تعكس تكريم مصر للإبداع ودعمها للتنوير فى الأقطار العربية الشقيقة كافة، من المحيط إلى الخليج.