تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا الهامة أبرزها، تأثير جائحة كورونا على المنطقة العربية وشمال أفريقيا، بجانب العربدة التركية في المنطقة العربية وضعف الموقف العربي الموحد تجاه القضايا الكبرى سواء أزمة ليبيا والتدخل التركى السافر فيها، أو أزمة سد النهضة والتعنت الإثيوبى تجاه دولتى المصب .
عبد الرحمن شلقم : مصر بين معارك السدين
تناول السفير عبد الرحمن شلقم وهو وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة ، في مقاله بجريدة الشرق الأوسط اللندنية ، موقف مصر من قضية سد النهضة ، حيث أكد أن مصر هبة النيل وميدان حياتها، وسلاح معاركها التي لا تغيب، وأن السد العالي كان حلماً تبنيه الآمال في العقل المصري منذ سنين، لم يغب عن الحاكم والمحكوم في التاريخ المصري.
وأشار إلى أن النيل سطر ذاتَه قبل أن يحوّله المبدعون منذ الفراعنة حتى الآن إلى الدفق المقدس، وأنه الثدي الذي يُرضع كل المصريين على مدى الدهر، ويطعمهم بلا منة، هو الأم والأب. لقد تغزل فيه الشعراء عشقاً، رفعوا له الرؤوس إجلالاً كما يخاطبون الأب، وتسابقوا على تقريض جمائله على أولاده على امتداد الوادي. لقد خلَّد النيلُ الشعراءَ الذين تغنوْا به أكثر ممَّا هم خلدوه. رائعة أحمد شوقي الطويلة، قصيدة النيل، هي معلقة الماء والحياة والتاريخ والتقديس لساحر الوجود على صدر الضمير المصري.
وأوضح أن مصر اليوم تعيش معركة أخرى، هي معركة النيل وسد آخر، سدٌّ سينتصب في إثيوبيا يضغط على شريان الحياة والحب والأسطورة النيلية المصرية، فالنيل ليس كغيره من أنهار الدنيا، مياه تجرى في تراب حفرته بنعومة وقوة اندفاعها. النيل حياة تتجدد من دون توقف، وتاريخ يرتوي ويروي.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإثيوبي الشاب، يريد أن يجعل من سد النهضة مدرجاً يرفعه إلى سدة الزعامة الوطنية، ولكن معارك مصر مع السدود والنيل، طويلة مثل مسافة نهر النيل في المكان والزمان، وتبقى مصر هبة النيل كما قال المؤرخ الإغريقي هيريدوت، ولا تكون إلا به، ومن حقها أن تقف الدنيا معها وهي التي أعطت للإنسانية دفق الفكر والإبداع والحياة.
ميريك دوسك وآلان بيجاني ود. رانيا المشاط : إعادة تشكيل النظامين الاقتصادى والاجتماعي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تناول كل من ميريك دوسك وآلان بيجاني ود. رانيا المشاط، تنالوا فى مقال مشترك ودراسة نشرتها جريدة الشرق الأوسط اللندنية أن أثبتت جائحة (كوفيد - 19) أنها لا تعرف حدوداً دولية، وأن أي دولة لن تستطيع أن تنعزل بنفسها عن باقي العالم. لقد ثبت أن العدوى لا تقتصر على تخطي الفيروس للحدود؛ بل تنتشر آثاره على الإنتاج والاستهلاك العالمي، وما يتبعه ذلك من تباطؤ في النشاط الاقتصادي.
والخبراء الثلاث ميريك دوسك وهو نائب رئيس المركز الإقليمي والجيوسياسي - المنتدى الاقتصادي العالمي، وآلان بيجاني رئيس مشارك في مجلس مستقبل الشرق الأوسط - المنتدى الاقتصادي العالمي، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي بمصر ورئيس مشارك في المجلس مستقبل الشرق الأوسط - المنتدى الاقتصادي العالمي، اعتبروا أن الجائحة أدت إلى تدني مستويات التكيف والصمود الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، نتيجة ارتفاع نسبة البطالة ، وتضخم عدد اللاجئين، وضعف آليات التكامل الاقتصادي الإقليمي، مما أدى لزيادة التحديات التي تواجهها مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
وأوضح الخبراء في المنتدى الاقتصادى العالمى أن هذا يستدعى إعادة تشكيل النظامين الاقتصادي والاجتماعي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عبر رؤية حديثة لدعم القدرة على التكيف والصمود لاقتصادات المنطقة، ويتطلب ذلك تبني رؤية ولغة مشتركتين للتعاون لدى جميع الأطراف ذات الصلة في المنطقة، بمن فيهم القيادات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمجتمع الأكاديمي والعلمي.
وأعتبروا أن هذه الأزمة تمنح فرصة نادرة لصانعي القرار بالمنطقة، فحال تطبيق نظام اقتصادي جامع للأطراف ذات الصلة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فستتاح الفرصة لطرح استجابة لا تتطرق نتائجها للمشكلات الحالية فحسب؛ بل تعيد تشكيل المجتمعات والاقتصادات لتسمح لها بالخروج من الجائحة أقوى من ذي قبل وأكثر قدرة على التكيف والصمود.
محمد الرميحى : طول المقام أفرز خَشن الكلام!
تناول الكاتب فى مقاله بجريدة الشرق الأوسط أن ما خلفته جائحة كورونا هو انشغال المناطق العربية بأولوياتها، لكن الضحية الثانية بعد أخبار الوفيات والإصابات الذي يسببها هذا الوباء هي الحقيقة.
وكشف الكاتب وهو مؤلّف وباحث وأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الكويت، أن الوباء أماط الغطاء عن انتشار التنمر فى وسائل التواصل الاجتماعي، فيبدو أن العزلة قد دفعت البعض إلى الكتابة العلنية من دون تحفظ فيما يحب أو في الغالب يكره.
كما كشفت الجائجة عدم الاتزان والخلل فى التركيبة السكانية في الخليج، إلا أن الحل يجب أن يكون التركيز على ما يحتاجه فعلا الخليج من شريحة فنية ، وشريحة أخرى يمكن الاستعاضة عنها بالعودة إلى رسم سياسات رشيدة من الدولة نفسها، ومن بينها الانتقال من الأعمال كثيفة اليد العاملة إلى أعمال كثيفة رأس المال أو كثيفة التقنية.
وأعتبر أن ذلك الانتقال يحتاج إلى سياسات وتغيير في طريقة إنشاء وإدارة واستمرار الأعمال وتدريب المواطنين على مهن لم يكونوا يألفوها، والأهم والأكثر إلحاحاً تغيير في ثقافة العمل والتعامل مع الآخرين الذي يبدأ بإصلاح مناهج التعليم وسياسات إعلامية نوعية مختلفة وتوعية مجتمعية. فالملف إذن ملف كثيف ومتشعب.
واختتم بأن مستوى جودة الحياة في دول الخليج في المستقبل هو التحدي الذي سوف يواجه راسم السياسات، من نوعية الرعاية الصحية، إلى الانتقال إلى مجتمع التقنية، وما بينها من سياسات جديدة مستحقة تهدف إلى أنسنة المدينة الخليجية.
محمد نورالدين : العربدة التركية و"النظام العربي"
تناول الكاتب فى صحيفة الخليج الإماراتية قضية العربدة التركية في المنطقة العربية وموقف الجامعة العربية والدول العربية منها ، وأوضح أن البيانات التي أصدرتها الجامعة بشأن العمليات التركية في العراق والتدخل التركي في ليبيا لم تكن على قدر الحد الأدنى مما هو مطلوب لحماية الأمن القومي العربي.
واشار إلى العربدة التركية في المنطقة العربية تحديداً، بلغت ذروتها في الأسابيع بل في الأيام الأخيرة، حيث لا تكف تركيا منذ 2011 تحديدا عن تأجيج الحرب في سوريا، وتفتيت بنيتها المجتمعية واحتلال منظم تدريجي للأراضي السورية عبر عمليات عسكرية انتهت حتى الآن إلى احتلال القسم الشمالي الغربي، إضافة إلى أجزاء واسعة من مناطق شرق الفرات الحدودية.
وذكر الكاتب أن تركيا الرسمية تدرج شمالي سوريا والعراق ضمن حدود الميثاق الملّي، خلافا إلى ما أسماه "فذلكة" جديدة وهى حدود الميثاق الملّي "الحدود البرية"،والحديث عن حدود زرقاء لتركيا تحت عنوان الوطن الأزرق ، أي ما يمكن اعتباره «ميثاقا ملّياً بحرياً». وفحواه أن لتركيا حدود نفوذ وتأثير في البحار، ومنها البحر الأبيض المتوسط. وتمتد هذه الحدود وصولاً إلى ليبيا.
ومن هذه الزاوية تبرر تركيا اتفاقاتها مع حكومة طرابلس برئاسة فايز السراج، وترسل قواتها البحرية والجوية والبرية، مع آلاف المرتزقة من إدلب وغير إدلب، إلى ليبيا لمحاربة قسم آخر من الليبيين.
ومن تصريحات المسؤولين الأتراك كما من التطورات الميدانية، أن تتحول ليبيا فعلياً إلى محمية تركية كما كان الأمر عليه في العهد العثماني قبل أكثر من مئة عام. والمسؤولية التاريخية لحكومة السراج كبيرة جداً، حيث سيذكر التاريخ أنها استنجدت بقوة خارجية غير عربية لمحاربة إخوة لهم في الوطن، وتهديد إخوة لهم في الوطن العربي الكبير، ولا سيما مصر.
ويختتم بأن ما يثير الأسى والقلق أن النظام العربي المتمثل في الجامعة العربية، كما في التعاون العربي المشترك، يشهد أسوأ لحظاته من الضمور والانهيار.
يوسف القبلان : غزاة وخونة وتجار
تناول الكاتب السعودى في مقاله بجريدة الرياض السعودية أن عدو العرب الطامع بثرواته يعمل بمبدأ فرق تسد، ويجد مع الأسف من يتعاون معه من داخل البيت العربي، يفتح له الباب ويهيئ له الظروف التي تساعده على تحقيق مطامعه وأيديولوجيته.
وأوضح أن ما يحدث في ليبيا الآن هو مخرجات نظام ليس له علاقة بالتنمية وبناء دولة حديثة، وعنوان لمرحلة يأس عربية من إمكانية تحقيق مواقف عربية موحدة. هي أيضاً مرحلة استعمارية جديدة تقوم فيها تركيا بدور رئيس وتمويل قطري في الاستيلاء على ثروات الدول العربية بصمت أو تنسيق مع دول عظمى وحالة من المرض يعاني منها مجلس الأمن وحالة من الإغماء تعاني منها جامعة الدول العربية.
وأعتبر أن أزمة ليبيا استغلتها مخططات دولية تستهدف تفكيك الدول العربية ونهب ثرواتها وإضعافها. المؤسف وجود من يساعد في تحقيق هذه المخططات داخل الوطن العربي ممن يزعمون أنهم ينتصرون لقضايا العرب مثل حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، وحزب إيران في العراق، والأسد في سورية، ونظام قطر الداعم للإرهاب والتخريب في أرجاء الوطن العربي.
وأضاف أن هذا الوضع هو أوضح مثال من الواقع الحديث على تطبيق نظرية (فرق تسد) وأقبح مثال في خيانة الأوطان، كما أن حال إيران لا يختلف عن تركيا، فهي تنشر الدمار والإرهاب أينما حلت، دمرت لبنان والعراق وتسعى لاستنساخ حزب الله في اليمن.
وانتهى إلى أن الحلقة المفقودة في أزمة ليبيا وأزمات العرب بشكل عام هي الموقف العربي الموحد الذي يفرض الحلول العربية ويرفض التدخل الأجنبي في شؤونه ويرفض استغلال القضايا العربية والمزايدة بها وخداع الشعوب بشعارات وخطابات لا تسمن ولا تغني من جوع.
وتسأل : هل انتهى دور الجامعة العربية؟ هل غياب دورها ناتج عن الأوضاع العربية أم العكس؟ ما هو مستقبل الجامعة العربية؟ هل تتجه كل دولة عربية وفق رؤيتها الخاصة وتنطلق في الأفق العالمي بشكل مستقل حسب طموحاتها وإمكاناتها أم تتمسك بحلم التكامل العربي؟
د.حسن حنفى : زقزوق.. أستاذ الفلسفة
تناول الدكتور جسن حنفى فى مقاله بجريدة الاتحاد الإماراتية دور الدكتور محمود حمدى زقزوق الذى توفى قبل عدة أسابيع ، والذى اعتبره أستاذ الفلسفة، أستاذاً كلية أصول الدين، ونائب رئيس جامعة الأزهر وما سطره من كتب "قدمة في علم الأخلاق" و"الإسلام في تصورات الغرب" والذى وصل عدد مؤلفاته أحد عشر كتاباً، منها كتاب واحد مترجم "مدخل إلى الفكر الفلسفي- لجوزيف بوخينسكي"، ومراجعة واحدة "محاضرات في فلسفة التاريخ لهيجل، وثلاث رسائل في المعرفة للغزالي.
وأوضح حنفى أن الأستاذ زقزوق كان له مشروع فلسفى في بداية حياته الجامعية، وهو التأريخ للفلسفة الغربية خصوصاً، لإفادة طلاب الأزهر الأكثر تعوداً على الفلسفة الإسلامية. وكان المشروع منصباً حول الفلسفة العملية، أي الأخلاق والسياسة والاقتصاد، وليس الفلسفة النظرية.
وأعتبر د.حنفى أن زقزوق مؤرخ للفلسفة، الإسلامية والغربية، وظهر ذلك من كتباه "مقدمة في الفلسفة الإسلامية"، الكتاب الجامع الذى تضمن مفهوم الفلسفة، ودور الإسلام في تطوير الفكر الفلسفي، والعقل ومجالاته في فكر الغزالي، وابن رشد وآراؤه في الصلة بين الدين والفلسفة، ومكانة العقل في فكر الشيخ محمد عبده.
كذا اهتم زقزوق أيضاً بدور الإسلام في تطوير الفكر الفلسفي، وبالصلة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الأوروبية.
د. على القحيص: دعوة الغنوشىي غير الرشيدة
انتقد الكاتب السعودى في مقاله بجريدة الاتحاد الإمارتية دعوة دولة الكويت لراشد الغنوشى القطب الإخوانى التونسي ، ورئيس مجلس النواب في تونس رئيس حركة النهضة ، وذلك لما يدور حول الرجل الآن من احتجاجات صاخبة داخل البرلمان التونسي وخارجه، بسبب المواقف المراوغة والمواقف المنحازة والداعمة لأطراف خارجية التى تسعى للنيل من لحمة التونسيين ووحدتهم.
فالغنوشى المتهم بدعم أطراف خارجية غير مرحب فيها في تونس والمنطقة العربية ككل،يزرو الكويت مما يرسم كثيراً من علامات التعجب والاستفهام، واعتبر أن ذلك ما هو إلا قارب نجاة لإنقاذ الغنوشى من ورطته الصعبة أمام القوى السياسية والكتل البرلمانية ، متسالأ : ما هي المصلحة والحاجة لمثل هذه الزيارة في الوقت الحالي تحديداً؟ كيف يمكن تفسيرها؟ وما هي مبرراتها؟ وما الفائدة منها بالنسبة للمنطقة؟
واختتم بأنه لا تفسير للدعوة الحالية سوى أنها محاولة لانتشال الغنوشي وتقديمه على أنه شخصية مهمة وذات تأثير، وقبل ذلك لإيهام الآخرين بأنه قادر على التحرك بحرية في دول الخليج العربية، ومنحه مساحة أوسع لكي يوصل رسالته ويكرس أفكاره وأيديولوجيته من خلال منابر خارج الإطار المحلي وخارج تونس وبرلمانها الذي ضيق الخناق عليه وأفشل مشروعه وكشف نواياه!