أكد مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط .أحمد سالم المنظري، أنه بعد مرور نحو ستة أشهر على الاستجابة لمرض كوفيد-19، لازل الجميع يتعلم المزيد عن هذا المرض الجديد.
وقال د.أحمد المنظري، فى تصريحات اليوم، إنه في حين تم الإبلاغ عن ملايين الحالات حتى الآن، أصبح لدى المنظمة مجموعة واسعة من البحوث للاستفادة منها؛ مما يُمثِّل إنجازاً عظيماً وتحدياً في الوقت نفسه، ويعد استعراض دراسات الحالات، وتقييم البيانات، وتنقيح التوصيات السابقة جزءاً من هذا التحدي.
وأضاف: "يتعاون العلماء والباحثون والعاملون الصحيون وغيرهم معاً من أجل التوصل إلى فهم أفضل للفيروس، وكيفية انتشاره، وكيفية حماية أنفسنا وأحبائنا والآخرين، وكل يوم نكتشف أشياءً جديدة ونختبرها ونجربها ونفهمها، ويتم تحديث نصائح وتوصيات المنظمة المقدمة للحكومات والمجتمعات المحلية مع تطور فهمنا لهذا الفيروس".
ووكشف د.أحمد المنظري، أنه خلال هذا الأسبوع فقط، أدى البحث المستمر إلى تطورين رئيسيين، حيث أعلنت المنظمة عن وقف الهيدروكسيكلوروكين في تجربة التضامن السريرية، بناءً على الأدلة التي توضح أنه لا يؤدي إلى خفض الوفيات بين مرضى كوفيد-19 الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات، وفي الوقت نفسه، توضح نتائج التجربة السريرية الأولية الواردة من المملكة المتحدة أن الديكساميثازون، وهو أحد الستِيرويداتِ القِشْرِيَّة، يمكن أن ينقذ حياة مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من حالة حرجة، بما في ذلك المرضى الذين يتلقون التنفس الصناعي.
وشدد، قائلا: «علينا أن نتكيف مع الحقائق الجديدة المتعلقة بديناميكيات انتقال المرض في المجتمع، وكيف يؤثر حظر الخروج وسائر تدابير الصحة العامة على حياة الناس وسُبُل معيشتهم، وتوافر الإمدادات الطبية، والتحديات التي تواجهها النُظُم الصحية».
وأكد أن جميع البلدان لم تتمكن من إبلاغ المنظمة بالبيانات على نحو منهجي، مما يزيد من صعوبة الحصول على صورة واضحة لديناميكيات انتقال المرض ومدى وخامته في إقليمنا. وفي الواقع، يكافح العديد من البلدان من أجل تحديد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 وتوثيقها، وتؤثر الاختلافات في طرق الإبلاغ واستراتيجيات الاختبار على المعلومات التي نحصل عليها، مما يؤثر على التوصيات التي تقدمها المنظمة.
وقال «المنظري» إن جميع هذه العوامل تؤثر على المشورة التي تقدمها المنظمة، ولهذا السبب، جرى تنقيح إرشادات المنظمة بشأن أمور مثل الكمامات والأدوية على مدار الأشهر الماضية، ومع تغير الوضع، ما طُبِقَ في بداية الأزمة قد لا يُطبق الآن، وبفضل تقدُّم البحوث، يتحسن فهمنا لكيفية انتقال الفيروس والكشف عنه وعلاجه وجوانب أخرى تتعلق به، مما يساعدنا على وضع توصيات للبلدان.
وأوضح أن كوفيد-19 مرض جديد، وهناك أشياء كثيرة لا تزال غير معروفة عنه، وكلما ازدادت معرفتنا، يتم تطوير الاستراتيجيات وبعض من تدابير مكافحة الأمراض، مضيفا: «يجب علينا في التحليلات والتوصيات التي نقدمها أن نأخذ في اعتبارنا أموراً خارج نطاق قطاع الصحة، بما في ذلك الأثر الاجتماعي والاقتصادي للجائحة».
ووفي نهاية كلمته، قال د.أحمد المنظري: «خلاصة القول إن هذا المرض جديد، وخصائصه فريدة، وبمرور الوقت يتطور فهمنا له والبحوث التي نُجريها والتوصيات التي نضعها بشأن أفضل السُبُل لمكافحة الجائحة، وتتعاون المنظمة مع شركائها على إنشاء أفضل قاعدة للدلائل العلمية، للاستناد إليها في تقديم المشورة للحكومات والمهنيين الصحيين والعامة بشأن أكثر الطرق فعالية للوقاية من مرض كوفيد-19 وتشخيصه وعلاجه والتعافي منه».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة