وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رسائل قوية وحاسمة إلى الأطراف المعتدية على سلامة ليبيا وخاصة الميليشيات المسلحة والمرتزقة المنتشرين في البلاد، وأوضح الرئيس أن مصر تكن كل الاحترام والتقدير لليبيا ولم تتدخل يوما في شؤونها الداخلية ومستعدة لتقديم الدعم من أجل استقرارها.
وأكد الرئيس السيسى أن سرت والجفرة خط أحمر، ولن يدافع عن ليبيا إلا أهل ليبيا واستعداد مصر لدعمها، مضيفا: "ليبيا دولة عظيمة وشعبها مناضل ومكافح، بنقول الخط اللى وصلت إليه القوات الحالية، سواء من جانب المنطقة الشرقية أو الغربية كلهم أبناء ليبيا ونتكلم مع الشعب الليبي".
لماذا قاعدة الجفرة الجوية ومدينة سرت خط أحمر؟
تعد قاعدة الجفرة الجوية أحد أهم القواعد العسكرية شمالى سرت ولا يفصلها عنها سوى طريق يبلغ طوله حوالى 300 كم، وتعد أكبر قاعدة جوية ليبية وتتميز بوجود بنية تحتية قوية تم تحديثها كى يتمكن الجيش الليبى من الدفع بمزيد من الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوى.
وتشكل قاعدة الجفرة محور يربط بين الشرق والجنوب والغرب والسيطرة عليها يعنى السيطرة على مساحات واسعة من ليبيا، وهو ما يهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبى، ففي حال سيطرة الميليشيات على القاعدة يمكن أن تتجه إلى الجنوب الشرقى على الحدود مع مصر وهو ما يشكل خطرا كبيرا على أمن واستقرار الدولة المصرية.
أما مدينة سرت الاستراتيجية واحدة من أهم المدن الليبية لامتلاكها مميزات الاستراتيجية والعسكرية، فهى تقع منتصف الطريق بين بنغازى وطرابلس، وتعد حلقة الوصل بين كافة المدن الليبية سواء شرق أو غرب أو جنوب البلاد.
ويحوى "حوض سرت" أكبر مخزون نفطى في ليبيا وأحد أسباب صراع تركيا لدخول المدينة بميليشياتها ومرتزقتها للسيطرة على سرت والانطلاق نحو منطقة الهلال النفطى التى بها 80% من نفط وغاز ليبيا، وهو ما يعنى توفير مصادر تمويل للمرتزقة والمسلحين الذين يمكنهم التقدم بعدها نحو شرق ليبيا على الحدود مع مصر وهو ما يهدد الأمن القومى المصرى بسبب عدم وجود قوات تتبع الجيش الليبى على الحدود المشتركة، وتتولى الدولة المصرية وحدها عملية تأمين الحدود خلال التسع سنوات الماضية.
يوجد في سرت ميناءً يعد بين الأكبر في ليبيا، يطل على خليج واسع ومطار دولى، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية هى الأكبر فى ليبيا كونها تقع فى وسط المدينة، ما يجعلها نقطة انطلاق للطائرات المقاتلة في أي اتجاه أرادت المضي إليه في ليبيا.
وتعد مدينة سرت الخط الدفاع الأخير عن منطقة الهلال النفطي الليبي، التي بها أهم أربعة موانئ نفطية في ليبيا، والتي تصدر 80% من النفط الخام، الذي تنتجه ليبيا يومياً، وهذه الموانئ هي "رأس لانوف والبريقة، والسدرة، والزويتينة".
يفصل الموانئ النفطية عن مدينة سرت حوالى 160 كم باتجاه الشرق، ما يفسر سبب دفع القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بمزيد من القوات لتأمين المدينة بسبب تهديد المرتزقة والميليشيات بالتقدم نحو المدينة وهو هدف رئيسى تضعه تركيا نصب أعينها لنهب النفط الليبى، حيث تعانى تركيا من فاتورة استيراد النفط والغاز من الخارج والتي تقدر بـ50 مليار دولار سنويا.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في تصريحات تليفزيونية "سرت ومحيطها مهمة لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل هذه العمليات حساسة".
ويرى مراقبون أن هدف تركيا من التدخل العسكرى في ليبيا هو إيجاد موطئ قدم لها في شمال أفريقيا بالسيطرة على قواعد عسكرية والتوسع في الدول المغاربية تحديدا لدعم جماعة الإخوان وإعادتها للمشهد السياسى بل والعسكري، وذلك بمساعدة المسلحين التابعين للجماعات المتشددة بالمال والسلاح والتدريب.
وأكد المراقبون أن دخول تركيا وهى دولة لا ترتبط بأى حدود مشتركة مع ليبيا يشكل تدخلا سافرا في الشأن الداخلى الليبى، وتهديدا لأمن واستقرار دول الجوار وخاصة الدولة المصرية التي ترتبط بحدود تمتد 1200 كم على الحدود المشتركة بين مصر وليبيا.