أعلن متحف نيويورك، أول أمس الأحد، إزالة النصب التذكارى لثيودور روزفلت الذى وقف خارج المتحف الأمريكى للتاريخ الطبيعى فى نيويورك منذ عام 1940، وذلك بعد أسابيع من الاحتجاجات التى استهدفت المعالم الأثرية الكونفدرالية ورموز أخرى للتاريخ العنصرى الأمريكى، على خلفية مقتل مواطن أمريكى أسود يدعى جورج فلويد على يد أحد أفراد الشرطة الأمريكية.
يصور التمثال البرونزى، الذى يقع على درجات المتحف، حاكم ولاية نيويورك السابق والرئيس الأمريكى على ظهور الخيل مع رجل أمريكى أصلى يرتدى غطاء رأس كامل من جهة ورجل أفريقى عارى الصدر من جهة أخرى، تم تكليف العمل، الذى قام به الفنان جيمس إيرل فريزر، فى عام 1925 كجزء من مبادرة أكبر لتكريم روزفلت، الذى كان عالمًا طبيعيًا ومؤلفًا لأعمال التاريخ الطبيعي.
وقالت مديرة المتحف إلين فتر إن العالم أصبح يرى التماثيل رموزا قوية للعنصرية الممنهجة، موضحة أن القرار مبنى على تركيبة التمثال لا على شخصية روزفلت، وعبر أحد أحفاد روزفلت عن اتفاقه مع فكرة إزالة التمثال، وقال إنه لا يمس إرث روزفلت.
ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر إن هذه الخطوة "سخيفة"، ودعا إلى التراجع عنها.. فهل كان الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة الأمريكية عنصريا حقا.
وثيودور روزفلت الابن (27 أكتوبر 1858 - 6 يناير 1919) هو سياسي ومؤلف ومستكشف وجندي وعالم طبيعة ومصلح أمريكي شغل منصب الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة الأمريكية من عام 1901 إلى 1909. كان قياديا في الحزب الجمهوري خلال هذا الوقت، وأصبح قوة دافعة للعصر التقدمي في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين. اشتهر ثيودور باسم "تيدي" رغم أنه نفسه كان يكره هذا الاسم بشدة، أما اسم عائلته فينطق "روزافيلت" كما قال ثيودور بنفسه.
بحسب عدد من المراجع، صحيح أن ثيودور روزفلت قد دعم إلغاء التمييز العنصرى وحقوق المرأة، إلا أن إدارته وغالبًا ماكنت تنتهج نهجا سلبيًا، وأحيانًا متعارضًا مع الحقوق المدينة المتطورة، بيد أن إرثه متعدد الوجوه، فهو رجل نال إعجابا واسعا بسبب إجراءاته التى أدت إلى الرفاه الاجتماعي، ولكنه كان يدافع فى الوقت نفسه عن مبدأ "تحسين النسل".
وتضمن التقرير الذى رفعه المفتش العام إلى روزففلت إلى انتخابه توصية بفصل جميع الجنود السود، إذ لم يعترف أيًا منهم به، فانتظر روزفلت حتى مرور الانتخابات الرئاسية، وإدلاء الآلاف من السود بأصواتهم لصالح المرشحين الجمهوريين فى الشمال، ومن ثم قام بفصل ال167 جندى أسود من الخدمة، ودون أن يتلقى أيًا منهم معاشات تقاعدية.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC،وكان "تيدي" كما يشار للرئيس روزفلت، هو واحد من أربعة وجوه فى نصب "مونت رشمور" الشهير، إلى جانب أبراهام لينكولن، وتوماس جيفرسون وجورج واشنطن.
وقد أثيرت علامات استفهام حول إرث جيفرسون وواشنطن، وكلاهما كان من مالكى العبيد، فى الحملة الأخيرة لمناهضة العنصرية، وحتى موقف لنكولن من العبودية يعتبر معقدا.
وكان روزفلت من المتحمسين لتوسيع السلطة والنفوذ خارج الولايات المتحدة، واتبع سياسات تدخل سافرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة