أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

ألبير أريه نموذج للتعايش على أرض مصر

الخميس، 25 يونيو 2020 03:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل المناضل اليساري "ألبير أريه" أقدم يهودى بالقاهرة،  بعيد ميلاده الـ 91(25 يونيه 1930) ورغم ذلك مازال قادرا على الكتابة اليومية والتفاعل عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتدوين ذكرياته عن القاهرة الجميلة حضارة وشعبا، وآخر تدوينه كتبها أول امس ذكرياته حارة اليهود أثناء وباء الكوليرا أكتوبر 1947 وقبل كورونا كان أريه يحرص على ممارسة طقوسه بالذهاب إلى مكتبه بعمارة مصطفى كامل التاريخية بوسط البلد(القاهرة) ، وكنت أراه ضيفا في الندوات الثقافية وأحد نماذج التعايش الحضاري على أرض مصر. وآخر ندوة التقينا فيها منذ عام، أثناء ندوة لمناقشة رواية "المولودة" لـ نادية كامل، التي تدور حول قصة حب والدتها الإيطالية المسيحية "نائلة" أو ماري إيلي روزنتال ووالدها اليهودي المصري المثقف اليساري سعد كامل، وقتها وقف ألبير أريه بحماس شاب في العشرينات يتحدث عن علاقته بنائلة والحركة الشيوعية في الأربعينات من القرن العشرين. وعندما حاورناه في اليوم السابع تذكرت مانشيت العدد الذي نشر في 25 يونية 2015بالتزامن مع صحيفة أخبار الخليج البحرينية " أقدم يهودي في مصر:عدد اليهود في مصر 7 وأكثرهم مسلمون..وأنا ضد الصهيونية ومن يحكم إسرائيل ".   

كان أريه واحدا من ثلاثة يهود بارزين من مصر انضموا للحركة الوطنية ضد الاستعمار الإنجليزي ورفضوا الهجرة لإسرائيل، واندمجوا مع عائلاتهم الجديدة في المجتمع المصري، وهم المحامي شحاتة هارون(ت2001) والد رئيسة الطائفة اليهودية ماجدة هارون والمحامي يوسف درويش(ت2006) جد الفنانة بسمة الذي شاركت معظم الفصائل الفلسطينية في حفل تأبينه بنقابة الصحفيين لمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية. وقد كنت أزور يوسف درويش يوميا في بيته لتوثيق ذكرياته، حيث كان يقيم وحيدا-بعمارة يوسف الجندي بجوار الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة، وكان عمره 94 عاما ورغم ذلك كان درويش شخصية منظمة جدا يدون في مذكراته من قام باستعارة الكتب من مكتبته الخاصة بالساعة واليوم والتاريخ. وكان يمتلك اكبر أرشيف صور وثائق تاريخية، ورغم أنه أسلم عام 1947 إلا أنه كان يرفض الحديث في تلك المسألة تماما، لأسباب إنسانية ووطنية، ويعتبر نفسه مع هارون وأريه مصريين قلبا وقالبا، بغض النظر عن الدين.      

تاريخيا –كما تشير الدكتورة زبيدة عطا في كتابها "يهود مصر: التاريخ السياسي" عاشت الجاليات اليهودية في مصر منذ العصور المملوكية والعثمانية وحصلوا على الجنسية المصرية في عهد أسرة محمد على باشا عام 1929، وكان ذلك بسبب الانفتاح  والتسامح المصري مع الأجانب  وترحيبها بالوافدين، حيث كانت مصر بلد هجرة مثل كندا واستراليا اليوم، وبرزت أسماء في تاريخ مصر  منها: يوسف قطاوي باشا ومؤسسي عمر أفندي وشكوريل في الاقتصاد ويعقوب صنوع وداوود حسني وزكي مراد والد ليلى مراد  ومنير مراد ونجوى سالم وراقية إبراهيم وغيرهم في الفن.

وقد أسعدني قيام وزارة الثقافة بإصدار كتاب ضخم عن" يعقوب صنوع أبو نضارة(ت1912) رائد المسرح المصري"، وضع على قبره في حي مونبارناس بباريس مسلة فرعونية برونزية صغيرة، ولم يكتب عليها بالعبرية، لأنه كان يعتز بحبه لمصر، حتى نفاه الخديوي إسماعيل بسبب نقده اللاذع لسياساته وسخريته منه، وظل يدافع عن الحزب الوطني القديم ويهاجم الاستعمار الإنجليزي حتى وفاته. 

الحقيقة أن هناك تيارين متعارضين من يهود مصر: تيار وطني آثر البقاء والاندماج والتعايش ، وآخر فضل الانتماء إلى قوميته، فمنهم من هاجر إلى أوروبا وامريكا وحتى إسرائيل، لكن من تبقى فى مصر أصبح شاهدا على التعايش في المجتمع المصري بتركيبته وعراقته وتسامحه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة