"وهب حياته لتغسيل الموتى لوجه الله، قرر إلا يقف بعيدا فى تلك الأيام العصيبة التى تمر بها البلاد فدوره لا يقل أهمية عن أبطال الجيش الأبيض" ، وفى هذا التقرير نرصد قصة شاب متطوع فى تغسيل الموتى منذ 17 سنة، وخلال جائحة فيروس كورونا غسل أكثر من 150 حالة بينهم 13 حالة فى يوم واحد، إنه "وليد نبيل عبد الحميد" 38 سنة، الحاصل علي دبلوم صنايع والذى يعمل بالتبريد والتكييف، والمقيم بمركز بلبيس محافظة الشرقية الذى قال: "غسلت أكثر من 150 حالة كورونا بينهم 13 حالة فى يوم واحد، مضيفا: غسلت بمساعدة الجمعية الشعبية بمركز بلبيس أكثر من 150 متوفى بينهم 13 حالة فى يوم واحد، بعضهم داخل المستشفيات والبعض كانوا معزولين فى منازلهم وأحرص على ارتداء بدلة واقية مع كل حالة وأحرقها بعد الغسل وأعقم نفسى، وفى حالة تواجد أكثر من حالة فى مكان واحد داخل مشرحة أغسلهم ببدلة وقاية واحدة، وأحرقها بعيدا.
وقص الشاب المتطوع حكايته بشكل عام مع مهنة مغسل الموتى، قائلا: "البداية كانت من 17 سنة عندما توفي صديقى وتم وضع جثته بمشرحة مستشفى بلبيس العام، وظل لمدة 5 ساعات بعد إنهاء إجراءات الدفن يبحث عن حانوتي يغسل الجثة ويكفنها استعدادا لدفنها، ومنذ هذه اللحظة وضعت الموضوع في رأسى، متسائلا:"إزاي أحنا مسلمين ومش عارفين نغسل بعض؟.
وعن أول حالة قام "وليد" بتغسيلها قال إنها منذ 17سنة، فبعد دقائق من إعطائه رقمه لعامل المشرحة بمستشفى بلبيس العام، أتصل به وطالبه بالحضور لتغسيل جثة شاب، كان عمره 23 سنة من قرية ميت حمل توفي بحادث قطار وكان فى شهر رمضان، وقبل قرآن المغرب بنصف ساعة، كان الشاب في طريقه للإفطار في منزل أسرة زوجته، وعبر شريط السكة الحديد من مكان غير مخصص للمشاة فصدمه القطار، ومن أصعب الحالات أيضا حالة لأب ونجله صدمتهما سيارة مسرعة بطريق عبد المنعم رياض وكانت حادثة مؤثرة حيث كانا من أسرة واحدة، و كان الأب في طريقه لمستشفى التأمين الصحي للكشف على نجله، فعادا جثتين للأسرة".
وعن الوقت الذي يستغرقه "وليد" في تغسيل الموتي، قال :"كل واحد وعمله حسب تساهيل ربنا، فى حالة بغسلها بتاخد معايا تلت ساعة وحالة تاخذ 3 ساعات، لأن دى أمانة بيني وبين ربنا، مقدرش أخرج الحالة إلا ما أكون راضي عنها، رافضا الإفصاح عن أي حالات"، قائلا: هذه أسرار موتي، موضحا أن أسهل الحالات في الغسل هي الحالات التي يتم تشريحها، والغريق والحريق أصعب الحالات في الغسل، وخاصة أن الجلد يطلع مع الهدوم".