"عبيد الله وأولين" حكاية عشق بين صياد وصديق الإنسان على شاطئ نويبع.. بدأت بلقاء دولفين ضل عن قطيعه فى عرض البحر وفتى على قارب صيد.. عروض الصديقين جذبت السائحين.. وحولت المكان لواجهة سياحية قبل 20 عاما

السبت، 27 يونيو 2020 02:00 ص
"عبيد الله وأولين" حكاية عشق بين صياد وصديق الإنسان على شاطئ نويبع.. بدأت بلقاء دولفين ضل عن قطيعه فى عرض البحر وفتى على قارب صيد.. عروض الصديقين جذبت السائحين.. وحولت المكان لواجهة سياحية قبل 20 عاما "عبيد الله وأولين" حكاية عشق بين صياد ودولفين
نويبع : محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الشباب وأهالى المدينة يحاولون إعادة مجد المكان بعد رحيل الدولفين وانتهاء فصول الحكاية

 

"شاطئ الدولفين" أحد أهم شواطئ مدينة نويبع على ساحل البحر الأحمر بجنوب سيناء، كان حتى سنوات قريبة، واجهة يومية للسائحين من كل دول العالم لمشاهدة عروض ورقصات الدولفين "أولين" الذى يظهر فى هذا المكان مداعبا ضيوف المكان فى وجود صديقه الصياد " عبيد الله " وهما يرقصان سويا لأسعاد كل زائر لهم .

الصياد عبيدالله  لايزال حزينا على فراق اولين
الصياد عبيدالله لايزال حزينا على فراق اولين

"الشاطئ والدولفين وعبيدالله"، حكاية عشق بين المكان والإنسان والحيوان صديق الإنسان، شهدتها مدينة نويبع لنحو عقدين من الزمان بدأت مطلع التسعينيات من القرن الماضى، ويردد حكايتها أهل المدينة الرابضة بهدوء على البحر.

 

تقول الحكاية التى لايزال حاضرا أحد أهم أبطالها وهو " عبيدالله محيسن عودة المزيني"، انه بينما كان فى رحلة صيده اليومية المعتادة التى نشأ عليها كبقية اقرانه الفتيان وأهل مدينته الممتهن غالبيتهم حرفة صيد السمك فى خليج العقبة، وكان فتى فى مقتبل عمره يبحث عن قوت يومه لأسرته، حتى داعبت جوانب قاربه الصغير انثى دولفين ضخمة الحجم، واقتربت منه وبقيت معه حتى عاد للشاطئ، وتواصل يوميا ظهور الدولفين تكرر كلما بدأ الصياد رحلته مع تشغيل صوت ماكينة قاربه، وهى تتراقص حوله فى مشهد بديع لم يكن يألفه أهل المكان .

الصياد عبيدالله
الصياد عبيدالله

وقال " فالح المزينى " احد اصحاب المخيمات السياحية بنويبع، وصديق الصياد عبيد الله لـ"اليوم السابع"، ان هذا الظهور للدولفين على شاطئ نويبع كان للمرة الأولى فى تاريخها، لافتا إلى ان الدولفين كان فى قمة الوفاء والصداقة لصديقه عبيد الله، وهو انسان بسيط محبوب من الجميع حوله يعانى صعوبة فى النطق و فاقد لحاسة السمع، وكان ظهور هذا الحيوان فى حياته هديه من السماء ليفارق وحدته وعدم استطاعته التأقلم كثيرا مع من حوله، ليكتسب صديق يسمعه ويتحدثان سويا بأصوات وحركات مشتركة من خلالها يفهمان بعضهما، ونشأت بينهما علاقة فريدة من نوعها حيث ان الصياد البسيط يوميا فى رحلة البحث عن صيده من السمك يرافقه هذا الحيوان فى البحر، والذى فيما يبدو انه هو الأخر فقد عائلته فى رحلات التنقل عبر اعماق البحر واتخذ من عبيدالله صديق وعائله، عندما لم يجد غيره وسط اليابسة يسير بقاربه.

الصياد فى صباه
الصياد فى صباه

وتابع " فالح "، ان هذا الظهور للدولفين، والذى كان فى التسعينيات من القرن الماضى، جلب خير للمكان، واصبح المكان الذى يرسى عليه قارب الصياد نهاية كل يوم، واجهة مشاهد لعروض يقدمها الدولفين وهو يقدم رقصاته فى الماء، وسمى المكان شاطئ الدولفين.

 

واضاف ان "عبيدالله"، المحبوب من الجميع فى المكان، كان يفهم لغة الدولفين وأطلق عليه اسم " اولين " واصبح يناديها بالاسم وتستجيب وفى حال غيابها يطلق صفارات وهو على قاربه فتحضر للمكان على الفور وسط ذهول من يشاهده .

الصياد والدولفين فى عمق البحر (1)
الصياد والدولفين فى عمق البحر 

واشار إلى ان هذه المشاهد الطريفة من نوعها كانت محل اهتمام من السائحين ضيوف المكان من كل دول العالم، الذين يقدمون التحية للصياد وصديقه الدولفين، وتناقل خبر هذا المشهد بين القائمين على التسويق السياحى فأصبحت وفود ومجموعات تحضر للمشاهدة، وحتى السائحين انفسهم فى رحلاتهم يكررون الزيارة بعد ان نشأت بينهم وبين عبيدالله علاقة صداقة .

 

وتابع قائلا ان العروض للدولفين بعد ان اصبحت تسترعى انتباه السائحين، بدأت رحلات غوص فى المكان خلالها يصاحبهم عبيدالله والدولفين، ويقومون بتصوير مشاهد لعروض تحت الماء، حتى ان تقارير وسائل اعلام عالمية وثقت هذه العلاقة بين الدولفين وانسان " اصم وابكم ".

الصياد والدولفين فى عمق البحر (2)
الصياد والدولفين فى عمق البحر

وتابع انه فجأة وقبل سنوات قليلة، اختفت الدولفين من المكان بشكل غامض، لا يعرف هل رحلت ام توفت، ولكن بهذا الاختفاء، هجر المكان السائحين واصبح الشاطئ بلا رواد، بينما الصياد عبيدالله لم تتوقف رحلات صيده مبكرا يدير ماكينة قاربه ويسير بها نحو عمق البحر ويعود بعد رحلته بما رزقه الله به من الأسماك مصدر قوت لأسرته التى اصبح قوامها 4 من الأبناء، وأصبح هو فى نهاية الأربعينيات من عمره، وكلما حدثه أحد قال بحروف متقطعة يجمعها بصعوبة، وهو يشير إلى البحر " اولين "، وكأنه من جديد ينتظر قدوم صديقه الدولفين الذى حزن على فراقه ولم ينساه.

الصياد والدولفين فى عمق البحر (6)
الصياد والدولفين فى عمق البحر

بدورهم يسعى شباب مدينة نويبع، وهى تستعد لاستقبال السائحين خلال الأيام القليلة القادمة، لإعادة " المجد " لشاطئ الدولفين، وقال الدكتور جبريل فتيح أحد رموز المكان الشبابية، أنه شهد خلال الشهور الأخيرة حملات تطوعية قام خلالها الشباب بتنظيف الشاطئ ومحاولة اعادة الرونق الجذاب له، ليستقبل سائحين، لافتا انه من الجميل ان كثير جدا من السائحين الذين سبق وشاهدوا عروض الدولفين فى هذا المكان يعودون ويسألون عليه ويقومون بزيارة " عبيدالله "، وهو مكان سجل فى تاريخه رواد له المأمول استرجاعهم لهذه الذكريات، التى كانت تنعش حركة المكان .

 

واضاف، ان شاطئ الدولفين من المناطق الهادئة على ساحل مدينة نويبع، وحاليا يقوم الأهالى باتخاذه مكان للجلسات الهادئة البعيدة عن الضجيج، وممارسة رياضة المشى والتأمل، وتابع قائلا انه يدعو كل المهتمين باكتشاف سحر المكان من زوار مدينة نويبع بزيارة هذا المكان، وعدم نسيان " عبيدالله " صديق الدولفين " اولين ".

 

 

 
الصياد والدولفين فى عمق البحر (2)
الصياد والدولفين فى عمق البحر

 

الصياد والدولفين فى عمق البحر (4)
الصياد والدولفين فى عمق البحر

 

الصياد والدولفين فى عمق البحر (5)
الصياد والدولفين فى عمق البحر 

 

 

 

سحر شاطئ الدولفين
سحر شاطئ الدولفين

 

شاطئ الدولفين اصبح مهجورا فى انتظار عودة السائحين
شاطئ الدولفين اصبح مهجورا فى انتظار عودة السائحين

 

شاطئ الدولفين
شاطئ الدولفين

 

فى هذا المكان كان يظهر الدولفين
فى هذا المكان كان يظهر الدولفين

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة