نشاهد، اليوم، لوحة "فى القصر" للفنان الأمريكىى فريدريك بريدجمان الذى عاش فى الفترة (1847-1928)، ويتجلى لنا فى اللوحة بشكل واضح الطابع الاستشراقى للعمل الفنى، حيث النعيم المقيم والحياة الوادعة.
وفى اللوحة نرى جمالا متمثلا فى الألوان وفى النساء وفى الأرابيسك وفى ضوء الشمس، وفى صاحبة القصر بفستانها الأبيض الدال على النعمة وفى الغزالة الحرة التى تتحرك على راحتها فى البهو وفى العود المنتظر للعزف عليه.
كما تكشف اللوحة شكل العلاقة بين الطبقات فى المجتمع، من خلال النسوة المتواجدات فى باحة القصر ومن الواضح أنهن يقدمن خدمة لصاحبة القصر، يظهر ذلك من الأزياء اللاتى يرتدينها، ومن خلال الطفلة الصغيرة المترقبة للأشياء المحيطة بها.
وفريدريك بريدجمان، فنان أمريكى (1847-1928) ولد فى ألباما، وكان والده طبيبا، بدأ رساما هندسيا فى مدينة نيويورك، لدى شركة الأوراق النقدية الأمريكية عام 1864–1865، درس الرسم فى العام نفسه فى جميعة بركلين للفنون والأكاديمية الوطنية للتصميم.
سافر إلى باريس عام 1866، وانضم إلى ستوديو الرسام الشهير جان ليون جيروم (1824–1904)، حيث تأثر بشدة بالدقة الهندسية لجيروم، والتشطيبات الناعمة والاهتمام بمواضيع الشرق الأوسط.
قام بريدجمان بأولى رحلاته إلى شمال أفريقيا بين 1872 و1874، قسم وقته بين الجزائر ومصر، حيث رسم ما يقرب من 200 سكتش، التى أصبحت فيما بعد مصدر للعديد من اللوحات الزيتية التى أثارت إعجاب المشاهدين.
اشتهر بريدجمان باسم "جيروم الأمريكى"، وقد أكسب لوحاته الجمالية المزيد من الطبيعية، وركز على الألوان المبهجة وأعمال الفرشاة الملونة.