على العكس من أوروبا (الأكثر علمانية)، يمثل الدين أهمية كبيرة فى حياة الأمريكيين، ومن ثم فإن علاقة رؤسائهم بالدين سواء انتماءاتهم الدينية أو مدى تدينهم حظى دائما باهتمام وانتباه داخل الولايات المتحدة.
وكان استطلاع للرأى أجراه مركز بيو فى عام 2016 قد وجد أن الكثير من الأمريكيين يهتمون بعقيدة دينهم، وقال نصف المشاركين إنه من المهم أن يشاركهم رئيسهم معتقداتهم الدينية.
وربما كان ذلك أحد أسباب التى أثيرت هذا الأسبوع بعدما توجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى كنيسة سانت جونز المجاورة للبيت الأبيض، والمعروفة باسم كنيسة الرؤساء حيث زارها كل رئيس أمريكى مرة واحدة على الأقل خلال فترته الرئاسية منذ عهد جيمس ماديسون، والتقطت له الصور وهو يحمل الإنجيل.
ورغم أنه من المعروف أن دستور الولايات المتحدة يحظر أى اختبار أو متطلبات دينية للمناصب العامة، إلا أن كل رؤساء الولايات المتحدة تقريبا كانوا من المسيحيين، وأن اختلفت المذاهب التى يتبنونها أو يعتنقونها، وكان غالبيتهم من المنتمين لطوائف بروتستانتية بارزة.
وينتمى نحو ربع رؤساء أمريكا، إلى الكنيسة الأسقفية، وهى من أكبر الطوائف البروتستانتية فى الولايات المتحدة، منهم جورج واشنطن وفرانكلين روزفلت وجيمس ماديسون.
ويعد الرئيس دونالد ترامب تاسع رئيس أمريكى مرتبط بالكنيسة البروتستانتية، التى لها جذورها فى إنجلترا واسكتلندا وأصبحت نشطة فى أمريكا الشمالية منذ القرن السابع عشر، ورغم أن ترامب لا يتردد على كنيسة البريسبتارية، إلا أنه نشأ على تقاليدها ولا يزال يعتبر نفسه من أتباعها، وقال ذات مرة إن دينى دين رائع، بحسب تقرير لمركز بيو فى عام 2017.
وكان أول رئيس أمريكى ينتمى لهذه الكنيسة هو أندرو جاكسون، وقبل ترامب كان رونالد ريجان المنحدر من أصول أيرلندية، وكانت والدة ترامب قد هاجرت لأمريكا من اسكتلندا أيضًا.
ورغم أن الروم الكاثوليك تظل أكبر طائفة دينية مسيحية فى أمريكا، إلا أن جون كينيدى يظل الرئيس الكاثوليكى الوحيد فى الولايات المتحدة. وبعد اغتياله عام 1963، كان جون كيرى الكاثوليكى الوحيد الذى سعى ترشح للرئاسة.
وهناك اثنان من بين أشهر رؤساء أمريكا على الإطلاق لم يكن لديهما انتماء دينى واضح الأول هو توماس جيفرسون الذى لم يعد يؤمن بالمسيحية الأرثوذكسية لكنه ظل يؤمن أن الله هو خالق الكون. بل إنه اشتهر بتعديله العهد الجديد لإزالة إشارات إلى المعجزات وترك تعاليم المسيح. أما الثانى، وفقًا لتقرير بيو، فهو أبراهام لينكولن الذى نشأ فى أسرة متدينة وتحدث مرارًا عن "الرب" دون أن تنتمى لكنيسة على الإطلاق.
أما عن الرئيس الأمريكى الأكثر تدينًا على الإطلاق، فقد أعرب المؤرخ الأمريكى راندل بالم، مؤلف كتاب "الرب فى البيت الأبيض" عن اعتقاده بأن جيمى كارتر وجورج دبليو بوش من بين أكثر الرؤساء الأمريكيين تدينا.
فجيمى كارتر، عرف عنه أن معلم فى مدارس الأحد البابوية، حتى بعد انتهاء فترته الرئاسية.
وخلال وجوده فى البيت الأبيض، كان يقرأ الإنجيل ويصلى يوميا. أما جورج دبليو بوش، فكان يشعر بارتياح كبير عند الحديث عن الدين وتودد للقادة الدينيين واستخدم لغة دينية صريحة لتبرير قراراته، وقال جملته الشهيرة "أؤمن أن الرب أرادتى أن أكون رئيسا".