نجح الفنان السيناوى الشاب عيد أبو لؤى البس، من مدينة العريش بشمال سيناء فى إحياء الفن السيناوى القديم لبدو سيناء، وقال الفنان عيد لـ"اليوم السابع" إن تجربته مع إحياء درر التراث القديمة وتقديمها من جديد للجمهور نبعت من يقينه أن العودة للجذور أفضل من التقليد خصوصا انه ابن هذه الأرض وهذا تراث أهله وأجداده.
وأوضح الشاب العشرينى وهو من ابناء قبيلة السواركة المقيمين فى مدينة العريش، انه يقوم بأداء أغنيات بلون " الدحيه " و " الهجينى"، وهى ألوان من الفن والطرب القديمة المعروفة وتعتبر هى الفن الشعبى الأصلى لبدو سيناء، لافتا إلى أن فنون أخرى دخلت من مناطق مجاورة ويبقى هذا اللونين هى أصل تراث سيناء الفنى.
وأشار إلى أن الدحية تعتمد على أداء أبيات بقالب فنى معروف فى سيناء حيث يقوم ملقى هذه الأبيات بأدائها فى حفل السامر فى الأفراح بنغمة متوازية ويرد عليه آخر فى سجال يحول إشارات رمزية لموضوع معين.
وأضاف أن لون "الهجينى" يعتمد على أداء أربع أبيات متكاملة بقالب فنى موحد، لافتا إلى أنه يحاول أن يحافظ على الكلمات والمعانى القديمة، وأنه هو من يقوم بتأليف هذه الأبيات فى لون الهجينى .
وقال انه يقوم بهذا الأداء الفنى منذ 3 سنوات، بدأ كهواية ووجد تشجيع من الجمهور من حوله فى حفلات عامة وأفراح، ولكنه مؤخرا اتجه لتوثيق أعماله الفنية بتسجيلات مصورة ونشرها عبر مواقع التواصل المختلفة، و يستعين بالتكنولوجيا الحديثة فى دمج الموسيقى من خلال أصدقاء له يساعدونه " اونلاين " بتوفير الحان ودمجها مع صوته، ومن خلال هذه الأغنيات يصل بتراث سيناء لكل المتلقين عبر فضاء الإنترنت وخلاله ينشر صور تظهر حياة أهل سيناء وطبيعتهم وتقاليدهم فى الجانب الفنى واللهجة والموروث القديم الذى يعيد صناعته من جديد .
وقال انه فى هذا الجانب انتج أغانى بلون الهجينى والدحية مصوره حملت مضمون تراثى ومنها : "آبتسم للناس و إضحِك للحياه و لِو تضيق اليوم قل بآكر تزيـن "، و " الظن يوجع راعى الظن"، "لتجينى الشمس من الغيبة ما ابعد عنك يا ذيبة "، و "عسانا نحب اصحابنا"، "لاقيل سيناء فز قلبى من الشوق "، و" اخسر العالم كله بعفويتك"، و " الصبر فى بعض المواضيع مطلوب"، وغيرها من الأغانى المنوعة وجميعها من اصل التراث وبألحانه.
وأكد انه يتمنى أن يجد عازف أورج يرافقه ويستطيع تفهم طريقة أداءه للأغنيات ويظهر فى حفلات عامة ويمثل محافظة شمال سيناء فى كافة المحافل الفنية الرسمية ليعبر عن موروث سيناء الفنى الصحيح بدون أى تغيير.
وتابع قائلا انه رغم سعادته بكم الجمهور المشجع له إلا انه يعتبر نفسه فى بداية الطريق الطويل، لافتا إلى أن هذا الاتجاه فى إحياء الموروث ليس هو فقط من ينفرد به وهناك كثير من الشباب بدأوا فى شمال سيناء الإتجاه له، معربا عن أمله أن تستفيد قصور الثقافة من هذه المواهب البكر التى تحمل تراث سيناء وتحفظه وتجيد أداء كلماته وألحانه، وتأخذ بأيديهم للظهور بشكل رسمى ومعبر وستكون هذه إضافة غير مسبوقة لثراء إحياء الفن الشعبى على أرض شمال سيناء .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة