تعد أزمة الانبعاثات الدفيئة من المشكلات الكبرى التي تواجه كوكب الأرض، وكل شخص يحمل مسئولية تجاه هذه المشكلة، وبشكل خاص الشركات المسئولة عن جانب كبير من هذه الانبعاثات، ولعل عمالقة التكنولوجيا كانوا خير مثال للخطوات السريعة تجاه هذه الأزمة، حيث نرصد في اليوم العالمى للبيئة، بعض الخطط التي بدأت في تنفيذها كبرى الشركات والمبادرات التي تبناها وشارك فيها الكبار في عالم التكنولوجيا عالميا، من أمثال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتى تسلا وSpaceX وغيره.
كما شملت هذه الخطط مبادرات زراعة الأشجار وتقنيات سحب الانبعاثات من الغلاف الجوى، وكذلك الاتجاه للطاقة المتجددة والتوقف عن دعم صناعة الوقود الأحفورى واستمرار العمل به لحماية البيئة، فوجد حملة كبرى من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى للحد من بصمتها البيئية بشكل كبير.
انتل تواجه مشكلة الانبعاثات بالطاقة المتجددة
تتجه شركة Intel إلى العمل بالكامل على الطاقة المتجددة ولن ترسل أي مواد إلى مكب النفايات بل ستقم بإعادة تدويرها، وذلك طبقا لخطة 2030 للشركة، حيث أكدت الشركة إنها تمكنت من تحديد العديد من طموحاتها لعام 2020، بما في ذلك إعادة تدوير 90 % من القمامة وتقليل كمية النفايات السامة التي ترسلها إلى مدافن النفايات.
وكشف تقرير لـ The Verge، أن معظم انبعاثات Intel نتيجة لأعمالها غير المباشرة بما في ذلك أجزاء من سلسلة التوريد الخاصة بها أو من خلال استخدام منتجاتها، مضيفا أن هذه الانبعاثات تعادل نفس الانبعاثات الناتجة عن خمسة مصانع تعمل بالفحم كل عام.
وتهدف الشركة إلى تقليل كمية انبعاثات الكربون القادمة من مصانعها بنسبة 10%، والتي بلغت العام الماضي 2.79 مليون طن متري.
ولكن تبين أن الشركة فشلت في تحقيق أهدافها المتمثلة في تقليل كمية الطاقة المستخدمة في منتجات مركز البيانات الخاص بها، فإن خطوط الإنتاج هذه أصبحت الآن أكثر كفاءة بنسبة 8.5% مقارنةً بنسبة 25 % التي تهدف إلى تحقيق كفاءة الطاقة الموضحة سابقًا.
مايكروسوفت تزيل انبعاثات الكربون من الغلاف الجوى
وتسعى مايكروسوفت أيضا من خلال خطة 2030 لديها أن تجعل بصمتها الكربونية سلبية، حيث تستهدف إزالة أي كربون ينبعث من منتجاتها من الغلاف الجوي، قائلة :"ينبغي أن يصل العالم إلى انبعاثات معدومة لكن الأطراف التي بإمكانها أن تتقدم بسرعة أكبر وأبعد يجب أن تقدم على ذلك".
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، قالت مايكروسوفت، إنها ستسعى إلى أن تزيل انبعاثاتها من الغلاف الجوي، وذلك باستخدام مزيج من الطاقة المتجددة وتكنولوجيا تنظيف الكربون التي تسحب الانبعاثات من الغلاف الجوي.
كما أنه عند تحقيق هدف الوصول إلى مستوى الصفر كربون، تخطط بعد ذلك لإزالة كل الكربون المنبعث منها منذ تأسيسها في عام 1975، وليس ذلك فقط بل إنها ستلجأ إلى الاعتماد على مصادر طاقة متجددة في كل مراكز البيانات التابعة لها وفي أبنيتها ومجمعاتها بحلول العام 2025، واعتماد ضريبة كربون داخلية فى يوليو القادم، بالإضافة إلى لمشاركة في مبادرات لزراعة الأشجار.
جوجل تتوقف عن دعم شركات الوقود الأحفورى بالذكاء الاصطناعى
قررت جوجل، إنها ستتوقف عن مد شركات الوقود الأحفورى بأدوات مخصصة لتعلم الذكاء الاصطناعي أو التعلم الآلي التي تساعد على إدارة عمليات الاستخراج، وتأتي هذه الخطوة استجابة لتقرير صادر عن جرينبيس بعنوان "النفط في السحابة"، والذى حدد عملاق التكنولوجيا بأنه واحد من ثلاث شركات تقنية رئيسية تساعد هذه الشركات المعادية للبيئة.
وكشفت جوجل إنها ستتابع العقود الحالية فقط، ولكنها لن تمرر أي عقود أخرى جديدة إنشاء خوارزميات مخصصة للتعلم الآلي لتسهيل الاستخراج في صناعة النفط والغاز، مؤكدة أن عائداتها السنوية من هذه الخدمة أقل من 1% من إجمالي الإيرادات من الخدمات السحابية.
كما اتخذت جوجل عدد من السياسات الجديدة لمحاولة جعل أنشطتها التجارية أقل تأثيرًا على البيئة خلال السنوات الأخيرة، ومنها تحقيق هدف داخلى يتمثل في مطابقة 100 % من استهلاكها السنوي للطاقة مع مشتريات الطاقة المتجددة على أمل دعم الصناعة، كما أن لديها عقود للحوسبة السحابية لعدد من مشاريع الطاقة المتجددة.
إيلون ماسك يشارك في زراعة 20 مليون شجرة
اعتاد عملاق التكنولوجيا إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتى تسلا وSpaceX، على المشاركة في حل أي أزمة تواجه كوكب الأرض بكل الطرق المتاحة لديه، فلم يتوقف أبدا في أي مشكلة ويبادر بحلول ولعل أخرها مشكلة نقص أجهزة التنفس والدروع الوقاية ضد فيروس كورونا، حيث انتج من مصانعه للسيارات الكهربائية "تسلا" أجهزة للتنفس وتبرع بالعديد منها ومد بعض المستشفيات بعقود سريعة بإمدادات الأجهزة لمساعدة مرضى كورونا.
واتخذ خطوات مهمة في أزمة البيئة، من أبرزها تبرعه بمبلغ مليون دولار لأحد نجوم اليوتيوب، من أجل دعم حملة لزرع 20 مليون شجرة، ثم غير اسمه على تويتر إلى "Treelon"، وشارك عدة متطوعين بجانب ماسك من عمالقة التكنولوجية فى الحملة، من بينهم جاك دورسي، الرئيس التنفيذي لموقع تويتر، الذي دفع مقابل 150 ألف شجرة.