فى يوم 5 يونيو من عام 1249 ميلادية استطاعت جيوش الصليبيين أن تسقط مدينة دمياط، وذلك ضمن خطتها للاستيلاء على مصر فى الحملة الصليبية السابعة، ولم يكن الفرنسيون الذين يقودون الحملة يعلمون بأن حصولهم على دمياط هو آخر ما سيحصلون عليه، قبل أن يسقط ملكهم "لويس التاسع" فى الأسر ويدفع "فدية" كى يعود إلى بلاده.
واستطاعت مصر فى أول ظهور قوى للمماليك على الساحة الحربية أن يظهروا بأسا وقوة ظهرت فى هزيمة الصليبيين فى مدينة المنصورة، وقد مات السلطان نجم الدين أيوب قبل الانتصار على الصليببين، لكنه كان صاحب بأس حقيقى ورغبة عارمة فى النصر تكشف ذلك الرسالة التى أرسلها إلى لويس التاسع، والتى يقول فيها:
"أما بعد فإنه وصل كتابك، وأنت تهدد فيه بكثرة جيوشك وعدد أبطالك، فنحن أرباب السيوف، وما قتل منا قرن إلَّا جددناه، ولا بغى علينا باغ إلَّا دمرناه.
فلو رأت عيناك -أيها المغرور- حد سيوفنا وعظم حروبنا، وفتحنا منكم الحصون والسواحل، وإخرابنا منكم ديار الأواخر والأوائل، لكان لك أن على أناملك بالندم، ولابد أن تزل بك القدم، في يوم أوله لنا وآخره عليك.
فهناك تسىء بك الظنون، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
فإذا قرأت كتابي هذا، فكن فيه على أول سورة النحل: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه)، وكن على آخر سورة ص: (ولتعلمن نبأه بعد حين).
ونعود إلى قول الله تبارك وتعالى، وهو أصدق القائلين: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين).
وإلى قول الحكماء: "إن الباغى له مصرع" وبغيك يصرعك، وإلى البلاء يقلبك، والسلام.
هذه رسالة السلطان نجم الدين أيوب إلى الملك لويس التاسع الذى كان قد أرسل رسالة يهدد فيها السلطان نجم الدين أيوب ويتوعده كما ذكرها كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" للمقريزى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة