نشاهد اليوم لوحة "مقابر القاهرة" للفنان البريطانى فرانك ديلون، الذى عاش فى الفترة (1823 – 1909)، والمعروف أن للمقابر فى مصر عامة والقاهرة خاصة تراثها وشكلها المميز والذى يعد أحد خصوصيات فن المعمار فى الحضارة المصرية.
وفى اللوحة سوف نجد أكثر من ملاحظة جمالية، أولا الطابع المملوكى المميز للقباب الذى يحتفظ بخصوصية نشاهدها حتى الآن فى مناطق المقابر فى القاهرة القديمة، حيث كانت المقبرة بمثابة بيت حقيقى للراحلين، وكان الاهتمام بجمالياته جزءا أساسيا كما نشاهد.
الأمر الثانى يرتبط بغروب الشمس الذى يظهر أثره من بين المقابر، وهو دلالة الموت الواضحة فى الثقافة خاصة فى الثقافة المصرية القديمة، ومشهد الغروب فى المقابر عادة يوحى بدرجة من الخشوع، ويفيد بصورة مباشرة معنى الموت، خاصة أن ذلك الوقت يصاحبه صمت مقدس.
الأمر الثالث، اللوحة كما نشاهد معا، لم تقترب من الوجوه المرسومة فيها، وتعاملت مع الناس الظاهرين فى اللوحة على أساس أنهم "كائنات" لا فارق بين الرجل و"جمله" فجميعها "أرواح" سائرة" فى طريق سينتهى إلى الموت.
الأمر الرابع، لم تكشف اللوحة أي عمران يحيط بها، فلا نجد سوى ما يتعلق بالمقابر، وكأن العالم قد انتهى بالفعل، فلم يعد هناك سوى المقابر أوالموتى السائرين فى طريقهم إلى الموت.
الأمر الخامس، النظرة الكلية للصورة تعطى انطباعا بالقداسة، يجعلك تعيد النظر إلى اللوحة أكثر من مرة باحثا عن التفاصيل الدقيقة التى لم يغفلها الفنان المستشرق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة