ترك العديد من المبدعين بصماتهم فى عالمنا سواء فى الفن أو الكتابة أو العلم والفكر، ورغم ذلك كانت لهم حياة "مختلفة" بعضهم أصابه الاضطراب النفسى حتى قطع جزءا من جسده، وآخر ترك وصية بدفنه بطريقة ما، وثالث تعامل معه العالم بعدائية، لذا كانت نهاياتهم غريبة بعض الشىء حتى إنهم لم يدفنوا "حتة واحدة" وهذا ما سنعرفه من خلال التقرير التالى:
فان جوخ
أثار "فان جوخ" فى حياته العديد من الجدل وفى 23 ديسمبر عام 1888 أمسك بشفرةٍ حادة وقطع أذنه اليسرى، ومن ثم قام بلفّها فى ورقة، وخرج من منزله الكائن فى مدينة آرل، متجها نحو بيت دعارة كان معتادًا على الذهاب إليه، وقدَّم هديته الملفوفة جيدًا لبائعة هوى، وفى اليوم التالى تمَّ العثور عليه فاقدًا للوعى وغارقًا فى دمائه من قبل شرطة المدينة التى نقلته إلى المستشفى.
ومنذ بتر أذنه اليسرى بشفرة، ظل فان جوخ يعانى من نوبات عصبية متفرقة ومنهكة، كانت كل منها تصيبه بالتشوش وعدم القدرة على التعبير عن نفسه بشكل مترابط لأيام أو حتى لأسابيع.
توماس هاردى
توماس هاردى، روائى وشاعر إنجليزى كان متأثرًا بالرومانسية، وأهتم بنقد أوضاع المجتمع الفيكتورى، إلى جانب اهتمامه بالطبقة الريفية، والذى حقق شهرة فى بدايته الأدبية كروائى وليس شاعرًا، رغم أنه بدأ بكتابه الشعر ولكن مجموعته لم تنشر حتى عام 1898م.
أحب توماس زوجته الأولى بإيما لافينيا، فبعد رحيلها فى عام 1912 كان للحزن أثر كبير عليه، حتى أنه قام بالسفر إلى كورنوول لزيارة الأماكن التى تذكره بزوجته الراحلة، وأشعاره التى كتبها بين 1912 و1913 تعكس مشاعره إزاء هذا الحادث المؤلم.
وعندما رحل توماس عن عالمنا تم وضع رماده فى زاوية الشعراء بدير وستمنستر، أما قلبه فقد دفن فى ستينسفورد إلى جانب زوجته إيما.
ألبرت آينشتاين
ألبرت آينشتاين، صاحب نظرية النسبية ألبرت أينشتاين، وأكثر المؤثرين فى عالم الفيزياء فى القرن العشرين، عندما توفى آينشتاين فى عام 1955، قام الدكتور توماس ستولتز هارفى، بتشريح جثته فى مستشفى برينستون، وخلال هذه العملية الجراحية، سرق "مخ" عقل أينشتاين، بطريقة غير قانونية، ثم نقله إلى جامعة بنسلفانيا، وقسمه إلى قطع، بغرض إجراء أبحاث طبية.
وعندما توفى "هارفى" فى عام 2007، قامت عائلته بتصفية ممتلكاته، وتم التبرع بالصور وأجزاء من عقل آينشتاين إلى المتحف الوطنى للصحة والطب فى سيلفر سبرينجز، بولاية ماريلاند.
فريدريك شوبان
فريدريك شوبان، واحد من أفضل الموسيقيين في القرن التاسع عشر، وينسب له مجموعة من أجمل المقطوعات الموسيقية التي تعتمد على العزف بآلة البيانو، وبناء على وصيته أن يفتح جسده بعد موته "لخوفه من أن يدفن حياً" وأن يؤخذ قلبه ويعاد إلى وارسو، يحتفظ العلماء بقلب الموسيقار فريدريك شوبان الذى رحل فى عام 1849م فى سائل الكونياك.
جاليليو
جاليليو العالم الفلكى، الذى تمكن من إثبات نظرية دوران الأرض حول الشمس، والذى وضع تحت الإقامة الجبرية لعدة سنوات، فى منزله، ونتيجة معاناته من الحمى وخفقان القلب فارق الحياة عن عمر يناهز77 عاماً فى 8 يناير 1642م، وتم دفنه فى كنيسة سانتا كروتش فى فلورنسا، تم إزالة ثلاثة أصابع وأحد أسنانه، أحد الأصابع هى الأصبع الوسطى ليده اليمنى وتعرض فى متحف جاليليو بفلورنسا.
بيرسى بيش شيلى
بيرسى بيش شيلى واحد من أفضل الشعراء الغنائيين، والذى رحل عن عالمنا يوم 8 يوليو 1822م، وكانت وفاة الشاعر الإنجليزى قصة غير عادية، حيث أنه لقى مصرعه قبل أن يكمل الثلاثنين بشهر واحد، حيث عثر على جثته على متن مركب أثناء عاصفة فى خليج سبيتسيا الإيطالى، قد مات غرقًا.
وحرقت جثته على الشاطئ بحضور عدد كبير من أصدقاءه، ويقولون أن كل جسده احترق ما عدا قلبه فهناك احتمالات أن يكون أنه كان يعانى من مرض أدى إلى تكلس قلبه، فقام أحد الأصدقاء الذين حضروا مراسم الحرق بانتشال القلب من ألسنة اللهب وأعطاه لزوجته الثانية مارى مؤلفة رواية فرانكنشتاين، التى يزعم أنها أبقت على رماد جثمانه فى مكتبه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة