فى نهاية القرن التاسع عشر كانت علاقة قوية تجمع بين الفنانين العالميين التشكيليين "بول جوجان وفان جوخ" وقد ذهب البعض إلى أن "بول جوجان" كان السبب وراء قطع أذن جوجان فى عام 1888، لكن لا يوجد دليل على ذلك.. لكن كيف التقى اثنان من أهم فنانى التشكيل فى العالم؟
كتب أديب كمال الدين، عن هذه العلاقة، يقول: كانت صداقة الرسامين الشهيرين بول جوجان وفان جوخ صداقة معذّبة كحياتيهما المعذبة، عاشا معاً فى آرلى بجنوب فرنسا وصارا يقتربان إبداعياً لينجزا فناً اعتبر، فيما بعد، عظيماً. لكن اللقاء، للأسف، لم يكن سارّاً البتة.
ولد بول جوجان فى باريس عام 1848 من أب فرنسى وأم من البيرو، وهرب من المدرسة وهو فى السابعة عشر من عمره، وجاب البحار كملاّح لمدة ست سنوات، وجعلت الحياة الخشنة من الصبى الضعيف شخصاً قوياً، ومنحته، قبل كل شىء، الحلم الذى قدّر له أن يغيّر حياته.
أما فان غوخ فقد ولد عام 1853 فى عائلة هولندية اختصت فى تجارة اللوحات الفنية، لكن روحه المرهفة وقلبه الحساس قاداه دوماً من محنة إلى أخرى، ومن بلوى إلى بلوى.
ذهب جوجان إلى "آرلى" بجنوب فرنسا وهو لا يزال مفلساً ليعيش مع صديقه فان جوخ وقام بتمويل هذه الزيارة "ثيو" شقيق فان غوخ، تاجر اللوحات الفنية الذى كان يأمل أن يساعد جوجان فان جوخ التعس نصف المجنون، عاش الرجلان معاً أول الأمر فى سلام.
وكان جوجان ينظف المنزل ويطهو الطعام وساعد فان جوخ على تنظيم أوقاته كما ساعده فى رسوماته، لكن أمزجة الصديقين وآراءهما كانت متعارضة تماماً، وأخيراً أعلن أنه مضطر لتركه وكان فى ذلك الكفاية لدفع فان جوخ، الذى كانت تسيطر عليه غريزة التملك، إلى الجنون، فى ذلك المساء بينما كان جوجان يسير فى الشارع، سمع وقع أقدام خلفه، وهناك رأى فان جوخ على وشك أن ينقضّ عليه ومعه موسى مفتوحة ولم يهاجمه لكنه بدلاً من ذلك عاد إلى منزله، وقطع إحدى أذنيه وأخذها إلى فتاة فى ماخور، وأدخل فان غوخ، فيما بعد، أحد المستشفيات وبعد أقل من عامين أطلق فان غوخ الرصاص على نفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة