أصبح العالم الآن، وفى ظل عدم التوصل إلى مصل أو علاج لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وبعد توقف الأنشطة الاقتصادية والسياحية، فى كل دول العالم، مطالبا بالتعايش مع الوباء، إلى حين التوصل إلى علاج أو لهذا الفيروس القاتل.
والتعايش مع الأوبئة أو الأمراض ليس أمرا جديدا على العالم، فالحكومات قديما لجأت إلى قوانين من أجل التعايش مع المرض، تعود بها الحياة إلى طبيعتها وتحافظ بها أيضا على حياة الناس.
ووفقا لتقرير نشرته مجلة " اشونال إنترست" الأمريكية، يقول الواعظ الإنجليزي توماس ويمبلدون إنه إذا لم ينجح العمال، فإنه يجب أن يصبح الكهنة والفرسان مزارعين ورعاة فى ظل الأزمات، وفي بعض الأحيان جاء التحفيز بالقوة، ففى العام 1349 أصدرت الحكومة الإنجليزية قانون العمال الذي يشرع الدفع للرجال والنساء القادرين على العمل نفس مستوى معدل الرواتب والأجور الذي كان سائدا قبل العام 1346.
وفي أوقات أخرى، كان التشجيع على الحياة أكثر تأثيرا، ووفقا للراهب الفرنسي جان دى فينيت، فقد انتعشت أوضاع النساء وزاد عدد الحوامل، وولد بعضهن توأمين أو ثلاثة، مما يشير إلى عصر جديد في أعقاب مثل هذه الوفيات الكبيرة، ولم تكن الحكومات خجولة في ردودها، غير أن خبرتها لم تكن قادرة على وقف تفشى الوباء، وحاولت التعامل معه للحد من الكوارث المستقبلية.
وأدى أمر الملكة إليزابيث الأولى لمواجهة الطاعون عام 1578 إلى تنفيذ سلسلة من الضوابط لدعم المصابين وأسرهم، تضمنت مبادرة حكومية بضرورة بقاء الأشخاص المصابين في جميع أنحاء إنجلترا في منازلهم، وألا يخرجون طلبا للغذاء أو العمل، كما تم بناء البيوت لإيواء المرضى وحماية الأصحاء عام 1666.
وأمر الملك تشارلز الثاني كل بلدة ومدينة بالاستعداد في حال حدوث أية إصابة، وذلك بحيث إذا تم اكتشاف شخص مصاب فسيتم إبعاده عن المنزل والمدينة، بينما يبقى البيت مغلقا لمدة 40 يوما، مع وجود صليب أحمر ورسالة تقول "ارحمنا يا رب" على الباب.
وهدد قانون الحجر الصحي لعام 1721 بالعنف أو السجن أو الموت على أى شخص يحاول الهرب من الحبس القسرى، أو أولئك الذين يرفضون الامتثال للقيود الجديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة